أكاديمي إيراني: ظاهرة “رهاب الشيعة” بحاجة إلى إرادة جماعية لإزالتها

188

18-3-2014-3-d

   

أكد عميد كلية الجغرافيا بجامعة طهران الدكتور كيومرث يزدان بناه ان ظاهرة “رهاب الشيعة” هي استمرار لمشاريع الغرب لحماية مصالحه في الشرق الاوسط وراى ان معالجة هذه القضية رهن بالتعاون بين بلدان المنطقة.

وعن ظاهرة “رهاب الشيعة” في منطقة الشرق الاوسط قال الدكتور يزدان بناه في حوار مع “شفقنا” ان الظواهر الجديدة التي نشهدها في منطقة الشرق الاوسط والجغرافيا السياسية للعالم الاسلامي تحت عنوان التحولات غير الإرادية تعود الى عدة اسباب اساسية بما فيها التحريض الذي تمارسه القوى من خارج المنطقة تحت ادارة وتوجيه امريكا التي تعتبر ان لها مصالح في هذه المنطقة الحساسة من العالم. وتنفذ استراتيجياتها من خلال الافادة من عدة ادوات.

وأضاف ان احدى الادوات التي استخدمها الامريكيون طيلة الاعوام المائة الاخيرة في اطار تداوم السياسات الاستعمارية البريطانية والقوى الاوروبية في المنطقة هي تحريض الاعراق والإثنيات وتحريض المشاعر الدينية وإذكاء الخلافات الدينية والمذهبية في هذه المنطقة الحساسة.

وتابع هذا الأكاديمي ان منظومات الحكم السائدة في معظم بلدان الشرق الاوسط او الجغرافيا السياسية للعالم الاسلامي والتي لا تتمتع بالديمقراطية وحكم المؤسسات ولا تستمد شرعيتها من الجماهير، تمهد وتعبد الطريق لوضع السياسات المغلوطة بشأن الجغرافيا السياسية للدول الاسلامية موضع التنفيذ. وهذه المسألة تطرح في كل عقد وحقبة تاريخية بأشكال مختلفة، ففي دورة تطرح على هيئة صراعات ونزاعات بين الدول الإسلامية والصراع بين الوحدات السياسية مع بعضها البعض، وفي حقبة تتجسد في تصعيد النزعة القومية والإثنية وتأجيج النزاعات العرقية والطائفية وفي الوقت الحاضر تصعيد الخلافات بين الشيعة والسنة ومتابعة سيناريو “رهاب الشيعة”.

وأضاف الدكتور يزدان بناه يقول انه ان اجرينا دراسة وبحثا بشأن التيارات المتطرفة التي تدور في فلك الرجعية والتطرف في المنطقة ، سيظهر بأن احد الاسباب الرئيسية للفتنة المثارة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاستراتيجية والى حد ما في جنوب اسيا، هي التيارات المصطنعة او التوجهات الدينية التي تطرح تحت عنوان الاسلام الراديكالي او الاسلام المتطرف وتذكّي وتؤجج هذه القضايا، وللأسف فان الدول التي تدعي الاسلام تغفل وتتجاهل هذا الشيء ، لكن في خاتمة المطاف فان نيران هذه الخلافات التي تثار تحت ذريعة “رهاب الشيعة” ستأتي على هذه البلدان بالذات وبإمكانها ان تسبب اضرارا مهلكة ومدمرة للمنطقة.

وأعرب عن اسفه لأن بعض دول المنطقة اصيبت بمفارقة السلوك السياسي ، مضيفا ان هذه الدول اظهرت طبيعتها في بعض ازمات المنطقة. مثل الدور التركي في الازمة السورية او الدور المقزز للوهابية في التطورات الميدانية في سورية ، او بعض الدول التي تتشدق بالإسلام والسُنَّة. لذلك فإن العوامل الثلاثة المتمثلة بالفكر الغربي بجانب ادوات ورأس مال الدول العربية الثرية ومحور القوى الشابة الجاهلة التي تذكي السلفية في إطار “رهاب الشيعة” تخدم كلها اهداف الدول الغربية القوية بما فيها امريكا وحلفاؤها في الشرق الأوسط (…).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*