زين الدين: (لقد شقّت الزهراء(ع) طريق الحق على طريق الباطل من خلال وصيتها ومن خلال خطبتها ومواقفها الكريمة)

208

3-4-2014-S-01

    عقد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين لقائه الاسبوعي بمنتسبي العتبة المقدسة صباح الثلاثاء المصادف 1 / 4 /2014 الموافق الأول من شهر جمادي الآخر 1435 للهجرة النبوية الشريفة.

حيث تناول في بداية حديثه بنص فضائل الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) بمناسبة ذكرى استشهادها حيث قال: ونحن نعيش هذه الأيام الفاطمية ينبغي علينا أن نقف عندها قليلا نستذكر بعض سرّ العناية الفائقة التي أولاها لها الرسول الكريم(ص) لها من خلال أحاديثه(ص): فاطمة سيدة نساء العالمين , باب فاطمة بابي وحجابها حجابي، وقوله(ص): فاطمة روحي التي بين جنبي، وغيرها من الأحاديث التي لا تحصى للرسول الكريم(ص) في حق ابنته(ع) حيث أن كل حديث من هذه الاحاديث التي وردت على لسان الرسول الكريم(ص) في حق ابنته(ع) يحتاج إلى وقفات كثيرة.. والسؤال هو: لماذا هذه العناية الفائقة من الله تبارك وتعالى والرسول الكريم(ص) بالزهراء(ع).

وفي معرض الرد عن ذلك يكفينا ان نقف عند ما ورد في خطبتها سلام الله عليها في نساء قومها حيث تقول(أصبحت قالية لرجالكن.. ) ومعنى ذلك أنها قد اصبحت عليها السلام مبغضة لهم ومن أبغضها فقد أبغض رسول الله(ص) ومن أبغض رسول الله فقد أبغض الله في عرشه وبذلك فلا يمكن لمن يبغض فاطمة الزهراء(ع) أن يجمع الله بينهما في مكان واحد او يكون مجلا لثواب الله العظيم .

 ومن هنا فان خطب الزهراء(ع) هي البيان الاول الذي صدغ به خط الحق بعد رسول الله(ص) ويكفي ان نسال التاريخ عن خبر وفاتها ودفنها(ع) ولماذا أوصت أمير المؤمنين(ع) أن يدفنها سرّاً ولعل الجواب عن هذا السؤال وحده هو الذي نضعه امام كل مبصر معالم طريق الحق على طريق الباطل من خلال فرزه.

ثم عرّج سماحة الأمين العام على موضوع فضل زيارة مراقد أهل البيت(ع) تتمة لبحثه السابق حيث قال: لقد أشرنا إلى الأحاديث الشريفة التي بيّنت شرائط الزيارة كعرفان الحق والارتباط العقلي والعاطفي وأن يرتبط الزائر عاطفة ووجدانا مع محمد وآل محمد(ص).

أما الآن فنقف عند ارتباطين هما: الارتباط الأخلاقي، والارتباط السلوكي حيث أن الارتباط الأخلاقي يمثل الكمالات الاجتماعية عند الإنسان بما لها من عمق ذاتي في بناء شخصية الانسان  كالصبر والشجاعة أو في خانة الكمال ما يقابل ذلك من أخلاق غير حميدة كالجبن والبخل.. ومعنى ذلك أن الإنسان ربما يكون إنساناً حقيقياً حينما يكون لهذه الأفعال الحسنة عمقها في ذاته وسيما يجسدها في واقع حياته  ويتجنب ما يقابلها من الأعمال السيئة وهذه بحدّ ذاتها تتمثل بمرحلتين أولاهما: الدافع الذاتي والتوجهات النفسية لتصبح جزء من الانسانية وهو معنى الاخلاق الفاضلة , وأما المرحلة الثانية فهي تطبيق هذه الأخلاق كعمل خارجي للإنسان وهذا هو الذي يدعى بالسلوك فالأخلاق هي الاصول التي تدعو الإنسان إلى فعل الخير أما العمل الخارجي فهو الذي يمثل السلوك في ذلك.

وبذلك هكذا فائدة الرويات الشريفة اشارة الى ان المؤمن حينما يقدم لزيارة مراقد أئمة أهل البيت(ع) فكما عليه يحمل في كيانه الشوق والإيمان بهم فينبغي عليه أن يبني نفسه بقيمهم وأخلاقهم سلام الله عليهم لتكون هذه القيم والاخلاق جزءاً من كيانه وحينما يجتمع عند هذا الزائر الإيمان وعرفان الحق لهذا المعصوم(ع) مع ارتباط وجداني وعاطفي  حيث يجد الزائر لنفسه وجود وكيان إلا من خلال ارتباط صاحب هذا المقام الشريف فمن الطبيعي ان يرتبط في اخلاقه وسلوكه ايضا هذا المضمون ورد للزيارة الطبيعية التربوية الاسلامية التي يؤكد عليها الدين ومذهب اهل البيت (عليهم السلام)تستتم ومن هذه الاحاديث نقرأ عن الحسن بن علي الوشاء قال سمعت الرضا (ع) يقول: ” إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمّتهم شفعاءهم يوم القيامة.

عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله(ع) قال: إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حج ؟.. قال : بلى، قلت: فيلزمنا ما يلزم الحاج ؟.. قال : ماذا ؟.. قلت : من الأشياء التي يلزم الحاج ؟.. قال: يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك، ويلزمك قلة الكلام إلا بخير، ويلزمك كثرة ذكر الله تعالى، ويلزمك نظافة الثياب، ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحير، ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة، والصلاة على محمّد وآل محمّد، ويلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك، ويلزمك أن تغضّ بصرك، ويلزمك أن تعود على أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعاً والمواساة، ويلزمك التقية التي قوام دينك بها، والورع عما نُهيت عنه، والخصومة، وكثرة الأيمان والجدال الذي فيه الأيمان، فإذا فعلت ذلك تمّ حجك وعمرتك، واستوجبت من الذي طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن أهلك، ورغبتك فيما رغبت، أن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنين(عليه السلام) فتوضأ واغتسل وامش على هنيئتك.

عن موسى بن عبد الله النخعي قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم: علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة، ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك، ثم قف وكبر الله عز وجل ثلاثين مرة، ثم ادن من القبر وكبر الله أربعين مرة تمام مائة تكبيرة ثم قل:

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزان العلم، ومنتهى الحلم، وأصول الكرم وقادة الأمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الأخيار، وساسة العباد.

عن صفوان الجمّال قال: لما وافيت مع جعفر الصّادق (عليه السلام) الكوفة يريد أبا جعفر المنصور قال لي: يا صفوان انخ الرّاحلة فهذا قبر جدّي امير المؤمنين(عليه السلام)، فانختها ثمّ نزل فاغتسل وغيّر ثوبه وتحفّى وقال لي: افعل كما أفعل، ثمّ أخذ نحو الذّكوات، ثم قال لي: قصّر خطاك وألق ذقنك إلى الارض، يكتب لك بكلّ خطوة مائة ألف حسنة، وتمحى عنك مائة ألف سيّئة، وترفع لك مائة ألف درجة، وتقضى لك مائة ألف حاجة، ويكتب لك ثواب كلّ صدّيق وشهيد مات أو قتل، ثمّ مشى ومشيت معه وعلينا السّكينة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل الى أن بلغنا الذّكوات، وذكر الزيارة إلى أن قال: وأعطاني دراهم وأصلحت القبر.

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

العتبة العلوية المطهرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*