محكمة فرنسية تستدعي كلبًا لسماع شهادته في جريمة قتل
247
شارك
طلب قاض فرنسي إحضار كلب إلى قاعة المحكمة لسماع شهادته حول مقتل صاحبه، وهو ما اثار الكثير من الجدل حول صوابية وعقلانية الخطوة التي باتت مثل الظاهرة في محاكم فرنسا. شهدت فرنسا مؤخراً قضية مثيرة للاستغراب، حينما اقدمت محكمة على استدعاء كلب لسماع شهادته بخصوص جريمة قتل تعرض لها صاحبه. ورغم أن الواقعة تبدو منافية لأبسط قواعد المنطق والعقل، إلا أن الاستعانة بالكلاب في بعض القضايا كشهود رئيسيين باتت مثل الظاهرة في المحاكم الفرنسية. وذكر راديو “آر تي إل” أن قاضياً بإحدى المحاكم الواقعة في مدينة تور الفرنسية قد أمر استدعاء ذلك الكلب الذي يبلغ من العمر 9 أعوام ويطلق عليه اسم، تانغو، من أجل الاستماع لشهادته بخصوص جريمة القتل التي تعرض لها صاحبه، وذلك في محاولة لتأكيد المزاعم المثارة ضد الشخص الذي يفترض أنه متورط في عملية القتل. كما أمر القاضي الشخص المشتبه به بأن يهدد الكلب بهراوة، لمشاهدة ردة فعله، ومن ثم المساعدة في حل لغز الجريمة. وفي مسعى لضمان نزاهة الاختبارات التي يخضع لها الكلب، استعانت المحكمة بكلب آخر بنفس السن ومن نفس السلالة اسمه نورمان. إلى ذلك، أبدى غريغوار لافارج، وهو محامي الشخص المشتبه به، استغرابه من قيام المحكمة بأمر كهذا، مضيفاً: “الأمر برمته سخيف تماماً. ولهذا إن قام تانغو برفع مخلبه الأيمن، حرّك فمه أو ذيله، فهل سيتعرف على موكلي أم لا؟ وأنا أتصور أن هذا الأمر مثير للقلق بالنسبة للنظام القضائي الفرنسي. وإن تجاهل القاضي مطالب العقل وأحاط نفسه بخبراء غير عقلانيين، فسيكون النظام غاية في الخطورة”. لكن مهمة الكلبين، تانغو ونورمان، قد باءت بالفشل في المحكمة، بعدما لم يقدما أي إضافة للقضية، ولهذا قرر القضاة أن يعيدهما إلى ممارسة حياتهما الطبيعية ككلاب. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء كلب للمحكمة، حيث سبق أن طلبت إحدى المحاكم في باريس الشهر الماضي من طبيب بيطري أن يقدم تحليلاً موضوعياً لردود الفعل البدنية لكلب عندما يعرض عليه صور اثنين من القتلة المشتبه بهما. وبناءً على ردود فعل الكلب، أخبر الطبيب البيطري هيئة المحكمة أنه من المحتمل أن يكون هذين الشخصين هما المسؤولين عن جريمة قتل صاحب الكلب. من جانبه قال جاك كورديل، وهو من المتخصصين في السلوكيات البيطرية، إن ذلك الإجراء غير قانوني تماماً، وأنه يفتقر لأي أساس علمي، رغم أن دراسة سلوك الحيوان علم حقيقي.