“مصنع الأبطال” في الديوانية أبطاله معاقون يحصدون الذهب ويتمرنون في ساحة ترابية ممتلئة بالنفايات
لم تشفع ميداليات الذهب التي حصدتها بطلة العراق لرياضة المعاقين زهراء نجاح، في عدة بطولات عالمية مع أقرانها، أو لرفعهم علم العراق عاليا بين دول العالم، بالحصول على “التقدير والاهتمام” داخل بلدها، إذ أنها ورفاقها المعاقين يتدربون في “ساحة ترابية ممتلئة بالنفايات منذ عشر سنوات”، أصبحت “مصنعا لتخريج الأبطال” وهم يحصدون الذهب ويتمرنون “على التراب” بمعدات مصنعة من النفايات والإطارات التالفة والأحجار”.
وتقول زهراء، في حديث الى (المدى برس)، إن “عدة بطولات عربية وأسيوية ودولية أحرزنا فيها المراكز المتقدمة ورفعنا اسم البلد عاليا بين الدول”، وتستدرك “لكن للأسف لم تشفع لنا في ان يكون لنا مكان مناسب نتدرب فيه رغم كثرة المناشدات والمطالبات لعدة جهات محلية ومركزية”.
وتضيف أن “جميع زملائي وأقراني المعاقين من النساء والرجال حققوا نتائج لو كانت في غير بلد لوضع لكل منهم نصبا او تمثالا ليتفاخروا به”، وتشير إلى أن “دموعنا تنزل حزنا وحسرة حين نزور دول العالم للمشاركة في البطولات ونشاهد ملاعبها وساحات التدريب والاجهزة والمعدات التي تم توفيرها للمعاقين هناك”.
ومن جانبه، يقول مدرب منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة بألعاب القوى في الديوانية، قاسم لفتة بجاي، في حديث الى (المدى برس)، إن “الفريق يشكو قلة التجهيزات والمتطلبات الضرورية وغياب الدعم المالي والمعنوي رغم النتائج التي حققها المنتخب في أغلب البطولات الدولية أو العربية والمحلية”.
ويضيف بجاي أن “المشاريع الإنسانية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة غابت عن المسؤولين الحكوميين ولاتزال مهمشة لغاية اليوم”، ويلفت الى أن “أقراننا في العالم ضمنت لهم الحكومات بموجب قوانين خاصة كل ما يحتاجون اليه بدءا من المسارات الخاصة في الشوارع والمطاعم والدوائر ووصولا الى قاعات التدريب الرياضية الخاصة التي جهزت بأحدث المعدات لتتيح لهم التمرين دون مشاكل”.
ويبين مدرب منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة “نحن نتدرب بساحة ترابية ممتلئة بالنفايات منذ عشر سنوات لعدم وجود ساحة أو معدات رياضية خاصة بالمعاقين”، ويلفت إلى أنه “بفضل التحدي من هذا المكان السيئ الذي لا يصلح ان يسير فيه الأصحاء تمكنا من تحقيق انجازات كثيرة على الصعيد المحلي والعربي والأسيوي والدولي”.
ويناشد بجاي المسؤولين في الحكومات المحلية والمركز بـ “الالتفات الى هذه الشريحة المغيبة تماما رغم منجزاتها الكبيرة والعمل على توفير قاعة رياضية خاصة بنا تجهز بمعدات رياضية خاصة بالمعاقين بدلا عن الحبال والإطارات التالفة والأحجار التي نصنعها بأيدينا لندرب بها أبطال العراق حملة الذهب”.
وبدوره، يقول ممرن اللجنة الفرعية لذوي الاحتياجات الخاصة في الديوانية، عدنان هاشم، في حديث الى (المدى برس)، إن “الساحة الترابية خلف قصر الثقافة والفنون التي يتدرب فيها المعاقين هي مصنع الأبطال”، ويوضح أنها “أخرجت العشرات منهم مثل أميرة الذهب اللاعبة أميرة كاظم وزهراء نجاح ومرتضى الذهب الذي حاز على وسامين ذهبيين في بطولة آسيا بكوالالمبور”.
ويشيد هاشم بـ “دور البارالمبية لدعمها المنتخب”، ويدعو المحافظة الى “دعمهم بقاعة ملائمة وأجهزة ومعدات ندرب فيها أبطالا يستحقون الدعم لانهم يرفعون راية العراق ويفوزون من أجله”.
ويبيّن أن “الساحة الحالية التي نتدرب فيها بحاجة الى عجلة او ساحبة لتساوي الارض بدلا من تعثر اللاعبين بعرباتهم التي تكسر أغلبها بسببها”.
فيما يقول مدير قصر الثقافة والفنون في محافظة الديوانية، ماجد البصري، في حديث الى (المدى برس)، إن “عدم وجود مكان لتدريب منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة دعاني مع زملائي الى فتح أبوابنا أمامهم للتدريب في الساحة الخلفية للقصر”.
ويضيف البصري أن “الساحة غير مناسبة تماما فأرضيتها ترابية وفيها حفر كثيرة اضافة الى النفايات والقصب التي يتعثر بها أعضاء المنتخب من النساء والرجال”، ويبدي أمله بأن “تلتفت لهم الحكومات وتخصص لهم ضمن مشاريع تنمية الاقاليم او المشاريع الوزارية قاعة مجهزة بالمعدات التي تتيح لهم التمرين بسهولة”.
وكان معاقو اللجنة البارالمبية في الديوانية حققوا، في (23 كانون الاول 2012)، نتائج متميزة ضمن صفوف منتخب الفرات الاوسط الحائز على لقب بطولة الجمهورية بألعاب القوى للمعاقين التي اقيمت على ملعب كلية التربية الرياضية في الجادرية بمشاركة منتخبات المنطقة الوسطى والجنوبية والفرات الاوسط والشمالية وبغداد الكرخ وبغداد الرصافة.
وكانت ادارة الديوانية كشفت، في (شباط 2012)، عن تسجيلها أكثر من (250) إصابة سنويا، ينتج عنها عوق دائمي جراء العمليات الارهابية وحوادث السير الناتجة عن عدم التزام سائقي المركبات بالإرشادات واللوائح المرورية، وعدم كفاءة السيارات التي يستوردها العراق، وقد اخذت أعداد المعاقين تسجل ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة.