الكاتب والفيلسوف المسيحي الدكتور (ميشال كعدي): والدي كان سبب اختياري لشخصية الإمام علي(ع) في كتابة أطروحة الدكتوراه
قبل (1400) عاما صدحت منابر المسلمين بوصايا وأحاديث وخطب الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله في حق الإمام علي (عليه السلام) يحث فيها المسلمين على ضرورة ان يتمسكوا بهذا الرجل العظيم حتى قال فيه (يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا الله وأنت ولا يعرفك إلا الله وأنا) وقال في حديث أخر ((علي مع القرآن والقرآن مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض يوم القيامة ))، صاحبها بعد ذلك نداءات من قبل الإمام علي (عليه السلام) لعامة الناس (اسألوني قبل ان تفقدوني) هذه الأحاديث وغيرها تجعلنا امام تساؤلات عديدة عن سر هذا الشخص العظيم الذي تمسك به المسلم وغير المسلم وعشقه المؤمن والملحد حتى صار بين إفراط المحبين الذي اتخذوه الها وعبدوه وبين تفريط الجاحدين الذي لا يزالون يقتلون كل من يحمل اسمه حتى وقتنا الحاضر . هذه التساؤلات عادت لمخيلتي وإنا أنصت لكلام المفكر والكاتب والفيلسوف المسيحي الدكتور (ميشال كعدي) خلال دعوة وجهها لي في بيته المتواضع في مدينة (بلونه) في لبنان، اذ استقبلني ومن كان معي وحروف كلماته تدور حول شخص الإمام علي (عليه السلام) مما أدى بي إلى طفح كيل صبري وسألته:
*ماهي علاقتك بالإمام علي (عليه السلام) وأنت رجل مسيحي؟
فأجابني: ان علاقتي بالإمام علي (عليه السلام) غرسها في قلبي والدي الذي كان مهتما كثيرا بكتاب نهج البلاغة وقد أرسل لي في احد الأيام وطلب مني بان تكون أطروحتي للدكتوراه بعد ان أكمل دراسة الماجستير حول شخصية الإمام علي (عليه السلام).
*هل استجبت لطلب والدك؟
– استجبت لطلب والدي اذ اني بعد ان حصلت على الماجستير مباشرة توجهت بطلب اكمال الدكتوراه عن شخصية الامام علي (عليه السلام).
* هل فاتحت الجامعة ام جهة اخرى… وما هو جواب الجهة التي فاتحتها؟
– الجهة التي فاتحتها كانت الفاتيكان في ايطاليا وكتبت لهم باني اروم اكمال دراستي للدكتوراه على ان تكون اطروحتي عن شخص الامام علي (عليه السلام)، وان من الطبيعي لدينا ان اي كتاب يوجه الى الفاتيكان فانه بحاجة الى وقت اقله (6) اشهر للاجابة عليه ولكني فوجئت بان القائمين في الفاتيكان راسلوني بعد (48) ساعة وابلغوني بالموافقة والشروع باكمال الدكتوراه.
* كيف حصلت على مصادر خاصة عن الامام علي (عليه السلام)؟
– للأسف الشديد انني بحثت كثيرا في لبنان وتوجهت الى النجف الاشرف وكذلك قمت بزيارة لعدد من الدول العربية للحصول على مصادر ذات قيمة عالية وكذلك مصادر تحوي على الشرح الكامل لنهج البلاغة لم اجدها، مما اضطرني الامر للتوجه الى ايطاليا وهناك حصلت على جميع ما كنت ابحث عنه من مصادر ومخطوطات وعناوين لم اسمع عنها اضافة الى وجود اكثر (11000) حكمة عن الإمام علي (عليه السلام) في مكتبة الفاتيكان.
* ما هي المدة الزمنية الي استغرقتها لإكمال أطروحتك ؟
– إن أية أطروحة تستغرق كتابتها (3) أعوام بينما انا أنجزت أطروحتي بخمسة أعوام كوني كنت اكتب عن أعظم إنسان في العالم واصفا إياه بانه الرجل الذي كان ولايزال يمثل أعظم نعمة على وجه الأرض وهو المصطفى من الله تبارك وتعالى.
* هل لديك بحوث ومؤلفات اخرى عن الاسلام واهل البيت (عليهم السلام) ام انك اكتفيت بأطروحتك عن الإمام علي (عليه السلام) ؟
– نعم لدي مؤلفات اخرى عن اهل البيت (عليهم السلام) في مقدمتها كتاب (الامام علي عليه السلام نهجا وروحا وفقها) وكتاب اخر عنوانه (الامام زين العابدين في الفكر المسيحي) وكتاب (رياحين الامامة) وعدد من المقالات.
* هل تم طباعة هذه الكتب ونشرها ؟
– نعم .. ان جميع مؤلفاتي طبعت ونشرت في بيروت والعالم العربي وبعضها طبع لاكثر من مرة ولم استلم درهما واحدا لان من الصعوبة المتاجرة بالإمام علي وأهل بيته (عليه وعليهم السلام).
* هل لديكم نية بزيارة العراق قريبا؟
– نعم سازور العراق وازور الائمة الاطهار (عليهم السلام) في شهر محرم القادم والقي بحثا في حرم الامام الحسين (عليه السلام) عن ولده الامام السجاد (عليه السلام) في الفكر المسيحي وذلك خلال مهرجان تراتيل سجادية الذي سيقام برعاية الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة. ختاما…. فهل يا ترى بعد هذا الحديث والسرد سياتي يوما نحث فيه اولادنا على البحث والاستقصاء والاستكتاب والغوص في بحر هذا الشخص العظيم؟ ام نكتفي بسرد القصص التي نصور لهم من خلاها بان الامام علي (عليه السلام) شخصية عدوانية وقتالية لا تعرف سوى لغة القتل والسيف والدم..! وهل سيأتي اليوم الذي نتعرف فيه على بعض حقائق هذا الرجل العظيم؟ ام نترك الساحة لكتاب وباحثين من ديانات ومعتقدات اخرى ليترجموا لنا بعض سجايا وخصائص وأسرار هذا الرجل العظيم؟؟؟!!!
حاوره/ ولاء الصفار
العتبة الحسينية المقدسة