العتبات المقدسة تختتم مشروعها التوعويّ الخاص بتثقيف الناخبين وحثّهم على المشاركة بالانتخابات

    انسجاماً مع توجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، والتي تؤكد على ضرورة مشاركة المواطنين الفاعلة في عملية الانتخابات القادمة من أجل تغيير الوضع نحو الأفضل، أطلقت العتبات المقدسة (العلوية –الحسينية- الكاظمية – العباسية) برنامجاً توعويّاً يشتمل على عقد سلسلة محاضرات جماهيرية وعشائرية تتمحور حول الانتخابات المزمع إقامتها في الثلاثين من الشهر الحالي واختيار الأفضل والأكفأ من المرشحين.

 تقام المحاضرات والتي حاضر فيها مسؤول شؤون الوكلاء والمعتمدين في مكتب المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني سماحة العلامة السيد محمد حسين العميدي على قاعات مجمع العلقمي التابع للعتبة العباسية المقدسة والواقع على طريق (بابل – كربلاء) وفقاً لجدول زمني تمّ إعداده بالتنسيق مع وكلاء المرجعية الدينية العليا في محافظات العراق وحسب كل وحدة إدارية فيها، حيث تقوم العتبات المقدسة بتهيئة كافة الأمور اللوجستية لهم من أمور الضيافة والنقل وغيرها، وفي ختام كلّ محاضرة تُعقد جلسات حوارية من أجل الإجابة عن أسئلة واستفسارات الحاضرين.

البرنامج هذا جاء نتيجة لتوجّس المرجعية الدينية العليا من عدم المشاركة في الانتخابات من جهة، ومن جهة أخرى هي العمل على اختيار الأفضل من بين المرشحين، إضافة الى حثّ الناخبين والتحشيد باتّجاه فئات من الناخبين المتردّدين والعازفين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي سوف تُجرى في الثلاثين من نيسان المقبل، كذلك يهدف الى تعزيز الوعي وزيادته بأهمية المشاركة في الانتخابات، وخلق أجواء إيجابية مشجِّعة قبيل إجراء الانتخابات وحث الناخبين لاستلام البطاقة الالكترونية التي تمّ العمل بتوزيعها في جميع محافظات العراق والتأكيد على أهميتها كونها جواز العبور الوحيد لإحداث التغيير في العراق، والمشاركة في الاقتراع يعتبر الفيصل ويعبر عن طموحات ورغبات الشعب العراقي في تحقيق الأفضل من الخدمات والتي يقف في مقدمتها الأمن والاستقرار والمساواة ومواصلة عملية إعمار العراق وإطلاق المتعطّل والمتلكّئ من المشاريع العمرانية والصناعية والاقتصادية والخدمية.

يذكر أن المرجعية الدينية وعلى لسان معتمديها في كربلاء المقدسة كلٍّ من الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي قد حثّت ومن خلال خطب الجمعة التي تقام في الصحن الحسيني المطهر على المشاركة في الانتخابات واستلام البطاقة الإلكترونية واختيار الأفضل والأكفأ، ومنها ما تحدّث به سماحة السيد أحمد الصافي خلال خطبته الثانية التي ألقاها في (28شباط 2014) وأكّد فيها: “على ضرورة مشاركة المواطنين الفاعلة في عملية الانتخابات القادمة من أجل تغيير الوضع نحو الأفضل وعلى أهمية البطاقة الانتخابية وعدم التخلّي عنها وأن التغيير لابدّ أن تكون له أسبابه وحالة الرقي والانتقال نحو الأفضل والبحث عن التطوّر وعندما تكون هذه من حقوق الإنسان لابدّ أن لا يتخلّى ولا يتنازل عنها ولابدّ للإنسان أن يشارك فيها”.

وأضاف: “إن مسألة الانتخابات التي بدأت تقترب رويداً رويداً ولم يتبقَّ منها إلا أقلّ من شهرين ونسمع كثيراً من عدم الرضا على شخص أو كيان معين ونحن نشارك هذا التقييم على نحو البعضية، ولكن الإنسان لو أراد أن تكون حالته أفضل لابدّ أن يساهم مساهمة جادّة وفاعلة بهذه الانتخابات واستلام البطاقة الانتخابية، وهذه المساهمة لا تتحقّق بالامتعاض أو الانكفاء أو تبريرات، وقد يكون الإنسان فعلاً يستسلم لها ولابدّ أن نفهم -مع ما عندنا من ماضٍ مرير مرّ به البلد بحقب متعددة- كثيراً من الطباع تحتاج الى وقت لتغييرها والتجربة تتبع التجربة الى أن نصل الى هذا الطموح نحو الأفضل والأحسن”.

مُوضّحاً: “إنّ الانتخابات فيها بطاقة الناخب الالكترونية التي تعتبر ملكاً للناخب ومن خلالها أعطي اختياري وهي تعطيني هذا الخيار الذي سأكون أنا مسؤولاً عنه، وهذه الوثيقة رسمية معتبرة عندي كحقٍّ من حقوقي ولابدّ أن أسعى لها وأن لا أهملها أو أبيعها، لذلك نحث على الانتخابات حثاً كبيراً ونحذّر من مسألة عدم استلام البطاقة الانتخابية وعدم الذهاب الى صناديق الاقتراع، وأطالب المسؤولين أن يكثّفوا برامج التثقيف في وسائل الإعلام حتى يكون المواطن دائماً على حذر من هذه المسألة”.

شبكة الكفيل العالمية