سماحة السيد الحكيم (مدّ ظله) يستقبل جمعاً من طلبة جامعة الكوفة

237

27-4-2014-01

    استقبل سماحة المرجع الديني الكبير السيد الحكيم (مدّ ظله) جمعاً من طلبة جامعة الكوفة ومن مختلف الاختصاصات، وذلك في الثامن عشر من شهر جمادى الثاني من عام 1435 هجرية.

 واستهل سماحته (مدّ ظله) كلمته بالترحيب بأبنائه الطلبة والابتهال إلى الله تعالى أن يوفقهم ويسددهم، ثم بين (مدّ ظله) أهمية الكوفة كعاصمة ثقافية تاريخياً وامتدادها الفكري والمعرفي الأصيل، ونحن اليوم بأمس الحاجة لربط رجال العلم والفكر بتراثهم الغني وجذورهم العميقة، حيث قد يفضل البعض الثقافات الوافدة على عيوبها وعلاتها ، ويدير ظهره لما تحتويه ثقافتنا الإسلامية من كنوز معرفية فريدة ، ومن قيم نبيلة لا غنى للمجتمعات عنها ، وها نحن نشهد اليوم الحالة المزرية التي وصلت إليها المجتمعات الغربية كلما ابتعدت عن القيم الأسرية والاجتماعية والدينية السليمة. بل إننا نسمع من المفكرين الغربيين الحنين والتحسر على ما تمسكنا به من هذه القيم ، وتتكرر منهم كلمات الإعجاب بواقعنا وروابطنا ومبادئنا الأصيلة ، ومعارفنا الراقية المستقاة من النبع الصافي للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام).

 وألفت سماحته (مدّ ظله) إلى أننا لسنا ضد التجديد والحداثة ، وإنما نحن ضد التقليد الأعمى وضد تلقف الجديد وإن كان أسوأ من القديم. نعم ، إن كان في الجديد محاسن استفدنا منها ، خصوصاً في العلوم الحديثة ، ولكن التقدم العلمي في هذه المجالات لا يبرر أن نقلد الغرب في كل شيء حتى في الإلحاد أو في التفكك الأسري والاجتماعي.

 ثم خاطب سماحته (مدّ ظله) أبناءه الطلبة بأنكم اليوم تنعمون بالقرب من المراكز العلمية المهمة ، وتتقنون اللغة العربية التي هي لغة التراث الإسلامي وتمتلكون الإمكانيات والمؤهلات الأساسية للاستفادة منها ، فعليكم اغتنام هذه الفرصة الثمينة للاستزادة من كنوز الإسلام ، ثم نشرها في أرجاء المعمورة. إن أصحاب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) نذروا أعمارهم لاكتساب هذه المعارف ، وضحوا في سبيلها حتى صلبوا في جذوع النخل وقطعت أوصالهم حتى تصل إلينا خالصة نقية. وبحمد الله اليوم تتوفر المصادر الدينية والأخلاقية وبأسعار مناسبة ويمكن تداولها بينكم بيسر وحرية.

ثم ختم سماحته (مدّ ظله) بالابتهال إلى الله تعالى أن يرينا في المؤمنين ما يحب ويرضى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*