السعودية تواصل استئصال الإخوانيين من منابرها الدينية

254

13-5-2014-1-d
تواصل المملكة العربية السعودية جهود اجتثاث الرموز الإخوانية من بعض مؤسساتها ومنابرها الدينية، والذين يعتبرون “فلولا” باقين من فترة سابقة تمتّع فيها رموز الجماعة بحرّية النشاط في المملكة، واحتل بعضهم مواقع خطرة خصوصا في المؤسسات التعليمية والدينية.
أوقفت الحكومة السعودية ثلاثة خطباء بمنابر صلاة الجمعة مدى الحياة ومنعتهم من إمامة المصلين وإلقاء الخطب، سواء في المساجد أو المخيمات الدعوية وذلك بعد أن تبين انتماؤهم إلى الإخوان المسلمين إضافة إلى الاتصال المباشر بكافة الفصائل الإخوانية في بعض الدول العربية.
وجاء الإجراء بعد أن أبدت شخصيات سعودية من بينها أمير من الأسرة الحاكمة تذمّرها من استغلال أئمة منتمين أو متعاطفين مع جماعة الإخوان لمنابر دينية لمواصلة الدعاية لأفكار الجماعة رغم وجود قرار رسمي بتصنيفها إرهابية.
وكان الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، أخ عاهل المملكة العربية السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هاجم أئمة الحرمين، المكي والمدني، متّهما إياهم بالتواطؤ مع جماعة الإخوان، ومواصلة الترويج لأفكارهم عبر أهم منبرين في العالم الإسلامي.
كما جاء قرار منع الخطباء الثلاثة، أيضا، تنفيذا لقرارات سابقة اتخذتها السلطات السعودية ضد أئمة وخطباء تابعين للإخوان المسلمين ولجماعات تحرّض على “الجهاد” وتستدرج الشباب السعودي للانضمام إلى مجموعات متطرفة في مواطن نزاع إقليمية.
وفي وقت سابق، عمت الفوضى أحد جوامع العاصمة الرياض بعدما نشب عراك بين المصلين وبعض الوافدين المصريين بسبب دعاء خطيب الجمعة على مرشح الرئاسة في مصر، وزير الدفاع السابق، المشير عبدالفتاح السيسي.
وقال مصدر بوزارة الشؤون الإسلامية إنه “تم إيقاف الإمام الذي خالف القوانين ودعا على السيسي ونحن لا نقبل بتسييس الخطب”.
الأمير ممدوح بن عبدالعزيز: هناك من قال لي أدركوا شعبكم.. بعد أن وقع من وقع في براثن البنا وقطب
وكانت الرياض أدرجت منذ فترة جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية والمتطرفة التي تحظر الانتماء إليها أو تأييدها.
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها ستلقي القبض على كل شخص يعلن انتماءه إلى جماعة الإخوان المسلمين داخل أراضيها.
كما أكدت إغلاق أية مدرسة أو مؤسسة تابعة لجماعة الإخوان بعد قيامها بحصر المدارس الراجعة لها بالنظر، وتجريم كل سعودي يؤيد أو ينتمي أو يتعاطف مع جماعات إرهابية.
كما بدأت الجهات الأمنية السعودية بمنع بعض رجال الدين المنتمين إلى السرورية وتنظيم الإخوان وكذلك المتعاطفون معهما من إقامة محاضراتهم وندواتهم إضافة إلى منع بعضهم من السفر.
وأشارت مصادر في وقت سابق إلى أن رجل الدين المعروف سلمان العودة على رأس قائمة الممنوعين والمراقبين، وأنه تم إشعار إحدى شركات الاتصالات المشغلة لأجهزة الهواتف النقالة بإيقاف خدمة تم إطلاقها يقدم فيها العودة بعضا من دروسه عبر الاشتراك الشهري للخدمة.
إلى ذلك، منع العودة من إقامة المحاضرات والدروس في كافة مناطق المملكة وهو ما تم العمل به في محافظة الطائف التابعة لمنطقة مكة المكرمة حيث تم إلغاء محاضرة العودة التي تم الترويج لها على نطاق واسع وفي الشبكات الاجتماعية.
وتم إبعاد محمد النجيمي، الأكاديمي الحالي بالمعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي تعد منبع التيارات الحركية الإسلامية العاجزة عن التخلص منهم، بقرار من وزارة الداخلية من “مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة” المعني بمناصحة أصحاب الفكر المتشدد والمتطرف.وأُبعد النجيمي أيضا من عضوية هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية حيث كان محاضرا دائما في قسم الدراسات المدنية.
وتعالت في الآونة الأخيرة أصوات سعودية محذّرة من مواصلة جماعة الإخوان تسلّلها إلى المنابر الدينية بالمملكة، من أبرزها صوت الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، الذي وصف في مداخلة نشرت على شبكة الأنترنت أئمة الحرمين، بـ”الإخوانية الأربعة”، مبديا عجبه “كيف يخوضون بقراءاتهم للمسلمين في مواضيع قد تبدو شخصية وسياسية، ويحاولون تطبيق اعتقاداتهم الفاسدة والتي تقول بأنّ الإخوان هم المؤمنون، وما عداهم ومن عاداهم هو الكافر والمنافق والفاسد”.
وقال أخ العاهل السعودي إن “منبر الحرمين أكبر وأقوى منبر على وجه الأرض بل في التاريخ، كيف يُترك ألعوبة في يد أولئك ويُمكّنوا كلّ يوم وليلة في بثّ سمومهم والتي يستغلّونها في آيات الله، حدثا بعد حدث وبشكل مستمرٍّ ملفتٍ للنظر، حتى أنّ هناك من قال لي أدركوا شعبكم، وبعد أن وقع من وقع منهم في السابق وخلال أربعين عاماً في براثن البنّا وسيد قطب ومحمد سرور كما وقع أولئك وأوقعوا وأصبحوا زعماء لقضية ما أنزل الله بها من سلطان، وانتشروا ينشرون في الأمّة تلبيسات الشيطان، ويا ليت علماء الدولة يُناظرونهم كما ناظروا غيرهم من أئمة الفكر الضالّ”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*