أمريكا تحاول استغلال أحداث العراق لتأجيج الطائفية
بخبث منقطع النظير تحاول واشنطن استغلال مجريات الأحداث في العراق من أجل تعزيز فكرة وجود شرخ مذهبي بين شعوب المنطقة، لا سيما تدعيم الفكرة التي تسوقها أنظمة خليجية من أن (طهران) عدو بحكم الاختلاف في المذهب وتحاول التمدد فكرياً وعقائدياً وتنحاز إلى جماعات دون أخرى على هذا الأساس.
علماً أن النظام السعودي كان ولا زال يساهم في خلق ميليشيات ومنظمات أصولية إرهابية “كالقاعدة” و”جبهة النصرة” و”داعش” ويدعمها على أساس مذهبي أيضاً، ويستخدمها كأداة من أجل تأكيد كذبة الوكالة الحصرية لآل سعود في زعامة العالم الإسلامي وخصوصاً أهل السنة والجماعة “بحسب منظورهم وأحلامهم طبعاً”.
في هذا السياق دعت الولايات المتحدة ا الحكومة الإيرانية إلى عدم التعامل “بأسلوب طائفي” مع الأزمة العراقية، مكررة استعدادها لبحث هذه الأزمة مع (طهران) وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية (جنيفر بساكي) نطلب من إيران معالجة المشاكل بأسلوب غير طائفي، أي بشكل لا يؤجج التوتر بين الشيعة والسنة في العراق”، مؤكدة في الوقت ذاته على أن الحكومة الأمريكية “منفتحة على إجراء مشاورات مع ايران بشأن الوضع في العراق.
الغريب في الأمر أن واشنطن ذاتها كانت تتستر بمسيحيتها للتدخل في شؤون دول أخرى كالعراق عام2003 والذي تم تهجير غالبية مسيحييه، واليوم تريد إعادة الكرة لكن هذه المرة بشرخ مذهبي بين المسلمين أنفسهم يوافق الهوى السعودي المحمل بغبار الربع الخالي الحارق لكل مظاهر الحياة.
أمريكا بهذا الموقف تريد استغلال الأحداث العراقية من أجل تحصيل ورقة لعب ضد إيران، هي تستند إلى المخاوف الخليجية من (طهران) والأحقاد الشخصية ضد شخصيات مثل (نوري المالكي) فضلاً عن وجود احتقان طائفي ومذهبي في المنطقة تسبب به المناخ الصحراوي الحارق الذي تم تصديره من صحراء العرب باستثارة أمريكية، أمريكا تريد ابتزاز الإيراني في العراق، وهي في ذات الوقت تعلم أنها بحاجة لطهران في العراق و لكن تحت إشرافها.
أبنا