خطيب جمعة كربلاء: من لم يقاتل تنظيم “داعش” الإرهابي وينهي وجودهم في العراق سيندم
405
شارك
تناول ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 21/ شعبان/1435هـ ) الموافق ( 20/6/2014م ) تناول عدة نقاط استهلها وكما يلي:
في الجمعة الماضية دعت المرجعية الدينية العليا الى التطوع للانخراط في القوات الأمنية للدفاع عن العراق في ظل أوضاع صعبة يمر بها البلد وهنا عدة نقاط ينبغي بيانها:
أولاً:
إن هذه الدعوة كانت موجهة الى جميع المواطنين من غير اختصاص بطائفة دون أخرى إذ كان الهدف منها هو الاستعداد والتهيؤ لمواجهة الجماعة التكفيرية المسماة (بداعش) التي أصبح لها اليد العليا والحضور الأقوى فيما يجري في عدة محافظات وقد أعلنت بكل صراحة ووضوح إنها تستهدف بقية المحافظات العراقية مثل النجف الاشرف وكربلاء المقدسة كما أعلنت بكل صراحة إنها تستهدف كل ما تصل اليه يدها من مراقد الأنبياء والأئمة والصحابة والصالحين فضلا عن معابد غير المسلمين من الكنائس وغيرها ..
فهي إذن تستهدف مقدسات جميع العراقيين بلا اختلاف بين أديانهم ومذاهبهم كما تستهدف بالقتل والتنكيل كل من لا يوافقها في الرأي ولا يخضع لسلطتها حتى من يشترك معها في الدين والمذهب..
هذه الجماعة التكفيرية بلاء عظيم ابتليت به منطقتنا والدعوة الى التطوع كانت بهدف حث الشعب العراقي بجميع مكوناته وطوائفه على مقابلة هذه الجماعة التي ان لم تتم اليوم مواجهتها وطردها من العراق فسيندم الجميع على ترك ذلك غداً ولا ينفع الندم عندئذ..
ولم تكن للدعوة الى التطوع أي منطلق طائفي ولا يمكن ان تكون كذلك.. فإن المرجعية الدينية قد برهنت خلال السنوات الماضية وفي اشد الظروف قساوة إنها بعيدة كل البعد عن أي ممارسة طائفية وهي صاحبة المقولة الشهيرة عن أهل السنة (لا تقولوا اخواننا بل قولوا أنفسنا ) مؤكدة مراراً وتكراراً على جميع السياسيين ومن بيدهم الأمر ضرورة أن تراعى حقوق كافة العراقيين من جميع الطوائف والمكونات على قدم المساواة ولا يمكن في حال من الأحوال ان تحرّض المرجعية على الاحتراب بين أبناء الشعب الواحد بل هي تحث الجميع على العمل لشد أواصر الألفة والمحبة بينهم وتوحيد كلمتهم في مواجهة التكفيريين الغرباء..
ثانياً:
إن دعوة المرجعية الدينية إنما كانت للانخراط في القوات الأمنية الرسمية وليس لتشكيل ميليشيات مسلّحة خارج أطار القانون فإن موقفها المبدئي من ضرورة حصر السلاح بيد الحكومة واضح ومنذ سقوط النظام السابق فلا يتوهم احد إنها تؤيد أي تنظيم مسلح غير مرخّص به بموجب القانون..
وعلى الجهات ذات العلاقة ان تمنع المظاهر المسلحة غير القانونية وان تبادر الى تنظيم عملية التطوع وتعلن عن ضوابط محددة لمن تحتاج اليهم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى حتى تتضح الصورة للمواطنين الراغبين في التطوع فلا يزد حموا على مراكز التطوع الاّ من تتوفر فيه الشروط..
والمرجعية الدينية اذ توجه بالغ شكرها وتقديرها لمئات الآلاف من المواطنين الأعزاء الذين استجابوا لدعوتها وراجعوا مراكز التطوع في مختلف أنحاء العراق خلال الأسبوع المنصرم فأنها تأسف عمّا حصل للكثير منهم من الأذى نتيجة عدم توفّر الاستعدادات الكافية لقبول تطوعهم وهي تأمل ان تتحسن الأمور في المستقبل القريب..
ثالثا:
إن المحكمة الاتحادية قد صادقت على نتائج الانتخابات النيابية وهناك توقيتات دستورية لانعقاد مجلس النواب الجديد واختيار رئيسه ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة ومن المهم جداً الالتزام بهذه التوقيتات وعدم تجاوزها كما ان من الضروري ان تتحاور الكتل الفائزة ليتمخض عن ذلك تشكيل حكومة فاعلة تحظى بقبول وطني واسع تتدارك الأخطاء السابقة وتفتح آفاقاً جديدة لجميع العراقيين لمستقبل أفضل..
رابعاً:
ان الأوضاع الراهنة تحتّم على العراقيين مزيداً من التكاتف والتلاحم فيما بينهم ومن هذا المنطلق يتعيّن التعاون بالتخفيف من معاناة النازحين والمهجرين وإيصال المساعدات الضرورية اليهم كما يتعين على تجار المواد الغذائية وغيرها مما يحتاج اليها عامة الشعب ان يراعوا الأنصاف ولا يعمدوا الى رفع الأسعار ولا يحتكروا الأطعمة التي تشكّل قوت الناس فإن الاحتكار بالإضافة الى كونه غير جائز شرعاً فإنه لا ينسجم مع مكارم أخلاق العراقيين ..
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يأخذ الله بأيدي الجميع الى ما فيه الخير والصلاح انه ارحم الراحمين.