دراسات الحرب : «ربيع الجهاديين»

351

24-6-2014-5-d

استفاض تقرير صحفي بالحديث عن التطورات الميدانية في العراق، حيث سردت مؤسسة أبحاث أمريكية (دراسات الحرب) تحركات مسلحي “داعش” قبل سيطرته على الموصل، وصولا إلى بلوغه مسافة 100 كيلومتر من العاصمة بغداد، وسط توقعات عسكرية بهجمات جديدة للتنظيم  بهدف ضعضعة الجيش العراقي في الموصل.
وذكر التقرير المرفق بالخرائط أن عمليات “داعش” حول سامراء التي تعتبر نقطة حيوية جدا لطرفي النزاع في هذه المرحلة من الهجوم ستشكل مؤشرا مهماً لنيات التنظيم وحجم قدراته، فإذا كان ينوي مواصلة هجومه الخاطف في اتجاه بغداد، سيكون عليه على الأرجح السيطرة على هذه المدينة حفاظا على الزخم والقوة.
ويحاول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تجنيب البلاد مثل ذلك السيناريو عن طريق حشد مزيد من القوات فيها، فيما يبدو حتى الآن أن “داعش” ينفّذ هجوماً محكماً، أكثر منه تقدماً فوضوياً نتيجة انهيار الجيش العراقي في الموصل.
مركز دراسات الحرب توقع أنه بسبب حشد قوات كبيرة في الجيش العراقي قد يقع التنظيم ضحية نجاحه العسكري السريع الذي فاجأه هو قبل سواه ويشتت قواته، الأمر الذي يفقده القدرة على التصدي لهجمات مضادة محتملة من قوات أو عشائر عراقية أو حتى من مواطنين عراقيين.
وحسب “معهد دراسات الحرب” هاجم “داعش” الموصل بـ 150 آلية مجهزة بأسلحة وما يراوح بين 500 و800 مقاتل، لكن لم يتأكد حتى الآن أنهم هم أنفسهم الذين انتقلوا إلى بيجي وتكريت، أو أن قوات منفصلة كانت قريبة من تلك المناطق تحركت للسيطرة عليها تباعاً وسط تساؤلات عن تعاون بين جيش “رجال الطريقة النقشبندية” الناشطين في الموصل وتكريت ومقاتلين تحت قيادة عزة إبراهيم الدوري مع تنظيم ” داعش” .
ويعرض التقرير إن المقاتلين الذين يتقدمون من الشمال قد يتواصلون مع آخرين ينشطون في محيط بغداد ليشكلوا تهديداً حقيقياً للعاصمة، علماً أن الساعات الـ 24 المقبلة من شأنها أن تحدد ما إذا كان “داعش” سيواصل هجومه بالوتيرة نفسها أم أنه سيأخذ استراحة لإعادة تجميع قواته والتقاط أنفاسه.
وذكر أيضا أن “داعش” أزال جزءاً من الحدود بين العراق وسوريا، حيث شوهدت سيارات “همفي” أمريكية الصنع سيطر عليها التنظيم من الجيش العراقي.
ويتابع التقرير أنه حتى الآن قوّضت المكاسب الاخيرة لـ”داعش” والانكفاء السريع للجيش العراقي ادعاءات واشنطن أنها أنشأت جيشاً قوياً وموحداً في العراق بعد أكثر من عقد من التدريب.
ووفقا لتقرير دراسات الحرب أنه أياً تكن الجهات التي تقف وراء الزخم المفاجئ لهذا التنظيم، فمن شأن هذا الهجوم الواسع أن يبعث بهزات ارتدادية في أرجاء الشرق الأوسط وربما دفع دولاً بينها عداوات إلى رص صفوفها في مواجهة ما سمي “ربيع الجهاديين”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*