داعش.. برابرة العصر

366

7-7-2014-4-d

 

اخترقت “الدولة الإسلامية في العراق والشام” المعروفة باسم “داعش” أسماع العراقيين والعالم بعد تركيزها في عملياتها منذ بداية العام 2014 على الاراضي العراقية لتتمكن في نهاية المطاف من اجتياح الموصل، بعد تمكّنها من الفلوجة.
واذا كانت “داعش”، باعتبارها تنظيماً ارهابياً اذهلت العالم بخفّة حركتها وسهولة تنقلها، معتمدة على “حرب العصابات” التي يصعب حسمها في معركة نظامية وفق الأنساق العسكرية المعروفة، الا انها لم تُفاجأ العراقيين الذي خبروا تحركات تنظيم القاعدة في خلال حقبة الارهابي الزرقاوي منذ العام 2003، والذي أباح القتل، والذبح الجماعي، في الكثير من مناطق العراق.
لقد اصبح تنظيم “داعش” منذ اندلاع نار الاحداث في سوريا، الجسر الواصل بين دول رسمت خرائطها اتفاقية سايكس بيكو، معلنا هدم علامات الحدود تمهيداً لدولته الاسلامية المفترضة التي رسمها في مخيلته، وتغطي مساحات شاسعة من الاراضي العراقية والسورية وصولا الى الاردن والسعودية، واغلبها مناطق صحراوية تسهّل عمليات الكر والفر، ويمكن عبرها الاختباء، لكن هذه المناطق في نفس الوقت تضم معابر استراتيجية للدول المتجاورة، فضلاً عن احتوائها على آبار نفط، ومصافي بترول، وانابيب ناقلة للطاقة، وطرق امدادات رئيسية بين الدول.
لقد تحوّل تنظيم “داعش” منذ العام 2013 من مجرّد جماعة لقيطة، تعتمد على الفرصة والصدفة في الحرب، باسلوب قطّاع الطرق، الى جماعة منظّمة، انضم اليها الكثير من المتطرفين في العراق وسوريا، ويدين لها بالولاء متشدّدين في الاردن وسوريا والمغرب ودول اخرى مثلما استقطبت تكفيرييّ السعودية ودول اخرى، وأغرت بعض المتطرفين المقيمين في أوربا من الانضمام اليها.
ولم يعد اليوم، بعد توسّع “داعش” على الارض وازياد اعدادها، متّسع للقول ان هذا التنظيم يضم عدداً من الغرباء، ويعتمد على ما يحصل اليه من “أتاوات” وتبرّعات فحسب، بعدما أصبح من أثرى التنظيمات في العالم، يسيطر على آبار نفط، ومصالح اقتصادية، وبنوك ومؤسسات مالية واقتصادية في المدن التي اجتاحها.
سيرة عراقية.. من الزرقاوي الى البغدادي
نَمَت “داعش” مثل الكثير من التنظيمات المسلحة في العالم، بالتدريج، وعبر تكتيك يضمن لها الاستمرار والتمدّد في اللحظة المناسبة، بل انها صارت رمزاً للإرهاب المعاصر القادر على اغراء الكثير من الشباب بتأثيرات الخطاب الديني الذي تدّعي فيه التزامها بالشريعة، والسعي الى اقامة “الدولة العادلة”.
وليست داعش اليوم سوى إبناً شرعياً لتنظيمات القاعدة التي ولدت في العراق بعد العام 2003، حتى اتاح لها الظرف السوري استعادة قوتها بعد الضربات القاصمة التي تلقتها في العراق.
والى الان، يلاحظ المرء تأثيرات أول تشكيل لجماعة “التوحيد والجهاد” في عام 2004، على أدبيات التنظيم و تحركاته الميدانية على الارض، بزعامة ابي مصعب الزرقاوي الذي بايع زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن وقتها، مستبدلاً اسم جماعته بـ “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين”، حتى اذا بسط نفوذه على الكثير من المناطق في غرب العراق وشمال بغداد، خرج الزرقاوي العام 2006 على الملأ معلنا عن تشكيل “مجلس شورى المجاهدين” بزعامة عبدالله رشيد البغدادي.
غير ان مقتل الزرقاوي، اتاح خيار الزعامات المتعدّدة لـ”داعش”، التي سعت الى اتباع الاسلوب المركزي في القيادة مع سرعة الحركة والقسوة مع الاعداء، فكان انتخاب ابي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم بعد مقتل الزرقاوي في الشهر عينه، والذي شكل بداية “دولة العراق الاسلامية” التي لم يعلن عنها الا في حقبة زعامة ابي عمر البغدادي.
وحين قتلت القوات الاميركية والعراقية ابي عمر البغدادي وابي حمزة المهاجر في 19 نيسان 2010، اختار “مجلس شورى الدولة”، ابي بكر البغدادي، خليفة له، حيث شهد عهده عبور التنظيم بشكل علني الى سوريا، والتركيز على رغبة التنظيم على العمل في الاردن والسعودية.
وفي تطور تنظيمي لافت، اعلن البغدادي في التاسع من نيسان العام 2011، عن تحالف او اندماج “جبهة النصرة” في سوريا بـ”دولة العراق الاسلامية”، تحت مسمى “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، لكن “جبهة النصرة” رفضت الالتحاق بهذا الكيان الجديد.
سيرة عالمية.. عبد الله عزام وبن لادن
بدأت القاعدة، كتنظيم جهادي أصولي متعدد الجنسيات منذ العام 1988، هدفه محاربة الشيوعيين في الحرب السوفيتية في أفغانستان بدعم من الولايات المتحدة. وبحسب وثائق عثر عليها في مكتب المؤسسة الخيرية الدولية في سراييفو، فان اسامة بن لادن اتفق في اجتماع في ذلك العام، مع عدد من كبار قادة “الجهاد” الإسلامي المصري مثل سيد إمام الشريف، وأيمن الظواهري وعبد الله عزام، على توظيف أموال بن لادن في “الجهاد”، حتى بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان.
وفي أبريل 2002، حمل التنظيم اسم “قاعدة الجهاد”، بعد الاندماج مع جماعة جهادية مصرية بقيادة أيمن الظواهري.
معارك وعمليات ارهابية
شهدت افغانستان حرب عصابات قادتها جماعات “الجهاد” ضد الوجود السوفيتي، وأعلن تنظيم القاعدة الجهاد في العام 1996، لطرد القوات الأجنبية من الأراضي “الإسلامية” بعدما أصدر أسامة بن لادن فتوى اعلن فيها الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وفي العام 1992، قامت القاعدة بأول هجماتها الإرهابية بتفجير قنبلتين في فندق موفنبيك في عدن لقتل الجنود الأمريكيين، وهم في طريقهم إلى الصومال للمشاركة في جهود الإغاثة العالمية للمجاعة.
وفي العام 1996، تم تفجير أبراج “الخبر” في المملكة العربية السعودية، ما أسفر عن مقتل 19 جندي أمريكي.
وسَعَت القاعدة العالم 1993، الى تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك بواسطة شاحنة مفخخة، لكن العملية لم تنجح الا في قتل عدة أشخاص فقط.
كما أدت عملية تفجير السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام، إلى مقتل أكثر من 300 شخص.
وفي أكتوبر 2000، قام أعضاء من تنظيم القاعدة في اليمن بقصف بالصواريخ على المدمرة “يو أس أس كول” في هجوم انتحاري، ما أسفر عن مقتل 17 جنديًا أمريكيًا.
لكن العملية الارهابية الابرز في تاريخ “القاعدة”، قيامها في 11 من أيلول/سبتمبر 2001 بتفجير برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بواسطة طائرات اجبرت على تغيير مسارها، ما ادى الى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخصا، وهي العملية التي جعلت الولايات المتحدة تتخذ قرارها بالرد على الاعتداء خارج الاراضي الامريكية، وهو ما ادى الى غزو كل من افغانستان والعراق.
وشاركت القاعدة في عدد من التفجيرات في شمال أفريقيا، فضلاً عن دعم أحزاب في الحروب الأهلية في أريتريا والصومال.
ونفذت القاعدة سلسلة من التفجيرات في إسطنبول العام 2003، أسفرت عن مقتل 57 شخصا.
عمليات ارهابية في العراق
في 19 اغسطس (اب) 2003، ادى تفجير انتحاري في فندق القناة في بغداد قام به ارهابيو القاعدة، الى مقتل 22 شخصا، بينهم ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق، سيرغيو دي ميلو، وجرح العشرات.
وفي 29 أغسطس (آب) 2003 قتل نحو 80 شخصا في انفجار سيارة مفخخة في مدينة النجف، بينهم رجل الدين آية الله محمد باقر الحكيم.
وفي 1 فبراير (شباط) 2004 قتل 105 اشخاص في عملية انتحارية مزدوجة في اربيل ضد مقري الحزبين الكرديين، الديمقراطي والاتحاد الوطني.
وفي 24 يونيو (حزيران) 2004 أسفرت سلسلة اعتداءات ضد قوات الشرطة عن سقوط اكثر من مائة قتيل و300 جريح في مدن شمال بغداد وغربها.
وفي 28 فبراير (شباط) 2005 انفجرت سيارة مفخخة ادت الى مقتل 118 شخصا في الحلة.
وفي 22 فبراير (شباط) 2006 أدى 215 كيلوغراما من المواد المتفجرة إلى تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء.
واصيب نائب رئيس الوزراء العراقي سلام الزوبعي في 23 مارس (اذار) 2007 ن بجروح خطيرة عندما استهدف انتحاري مسجداً في بيت الزوبعي.
كما نجا نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي في 26 فبراير (شباط) 2007 من محاولة اغتيال، عندما فجر انتحاري نفسه عند وزارة الاشغال العراقية، وسط بغداد.
وفي 14 أغسطس/آب، قُتل ما لا يقل عن 500 من الأقلية اليزيدية في تفجيرين بشاحنتين مفخختين في بلدتي القحطانية والجزيرة شمالي العراق.
وشهد فبراير/شباط 2008، مقتل نحو سبعين شخصا بتفجير انتحاري في سوق شرقي بغداد.
وفي 24 فبراير/شباط، ادى تفجير انتحاري الى مقتل أكثر من خمسين شخصا من الزوار كانوا في طريقهم إلى مقام الإمام الحسين في كربلاء. كما قتل أكثر من ستين شخصا بانفجار حافلة ملغومة في سوق مزدحم في بغداد، في 17 يونيو/حزيران 2008.
وفي العام 2009 شنت القاعدة تفجيرات انتحارية ادت الى مقتل أكثر من 140، قسم منها قرب مقام الإمام موسى الكاظم في بغداد.
وفي 19 أغسطس/آب من العام نفسه، ادى تفجيران الى مقتل نحو مائة شخص في بغداد.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2008 انفجرت خمس قنابل قَتَلَت أكثر من 120 شخصا في بغداد.
وفي 23 أبريل/نيسان العام 2010، قتلت القاعدة أكثر من ثمانين شخصا بتفجيرات استهدفت جوامع في بغداد، فيما شهد 31 أكتوبر/تشرين الأول، قيام مسلحين باحتجاز عشرات الرهائن في كنيسة “سيدة النجاة” في بغداد، ومقتل أكثر من خمسين رهينة خلال محاولة لإنقاذهم.
وفي 20 مارس/آذار 2012، قتل نحو خمسين شخصا بتفجيرات هزت مدنا مختلفة، واعتُبرت محاولة من القاعدة لإفشال القمة العربية.
وكثّف تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به عملياته الارهابية العام 2013، ليصبح هذا العام الأعنف منذ 2008 بعدما تصاعدت أعمال العنف بشكل كبير، مستهدفة دور العبادة والمقاهي وملاعب كرة القدم والمدارس، وحتى مواكب التشييع والمقابر.
وفي بداية العام 2014، اظهر تنظيم “داعش” الذي هو أحد اشكال تنظيم القاعدة الارهابي، وجوداً له في الفلوجة ومناطق غرب العراق، وبمساعدة اطراف اقليمية وتعاون اطراف محلية، اجتاح مدينة الموصل في حزيران/ يونيو.
قيادات عراقية
واذا كانت اعداد التنظيم لا تتجاوز المئات قبل اندلاع شرارة اعمال العنف في سوريا، فان تشارلز ليستر الباحث في مركز “بروكينغز” الامريكي في الدوحة يعتقد بانضمام الالاف له بعد ذلك التاريخ، وتوافد الكثير من المسلحين الاجانب للقتال بين صفوفه.
وفي الوقت الذي كانت فيه القاعدة في بداية فعالياتها في العراق 2003، لا تضم قيادات عراقية، فان تنظيم “داعش” يضم بين صفوفه اليوم، زعماء عراقيين، باتوا يشكّلون الطليعة في هذا التنظيم.
لكن ما يثير في “داعش” ثقتها بنفسها، وعملها منفردة لا تعترف بالآخرين حتى من الذين يتوافقون معها في نهجها العقائدي، فنأت بنفسها عن تنظيم القاعدة، وخاضت المعارك مع جبهة النصرة، وتمرّدت على ايمن الظواهري ورفضت الانصياع لإرادة زعماء الارهاب التقليديين.
ومنذ اجتياح “داعش” للفلوجة، اقتصر العمل ضدها في العراق على القوات الامنية التي امتازت حربها على هذا التنظيم بالكرّ والفرّ، حتى جاءت فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف بـ”الجهاد الكفائي” ضد “داعش” والارهاب، ليتحوّل القتال ضدها من تكليف “رسمي” الى واجب “ديني”، وفعالية شعبية ما جعل الملايين من العراقيين يتطوّعون للقتال ضد “داعش” في اول فتوى دينية وضعت النقاط على الحروف في تعرية هذه التنظيم الخطير على الامة، لكن مقابل ذلك توسّعت حواضن الارهاب في الرمادي والموصل ومناطق اخرى استجابة لدعوات طائفية تروّج لفكرة ان ما يحدث هو “ثورة شعبية” ضد “الحكم الرافضي”، بتعبير الأدبيات والخطابات الداعمة للإرهاب.
أموال
ولم يكن سهلاً القول ان دولاً معينة بذاتها تدعم الارهاب، فحتى الاتهامات التي تُوجه الى السعودية وقطر بدعم التنظيم الارهابي كانت تنتظر الادلة والبراهين القاطعة، وتتجاوز الاتهامات عبر الاعلام.
لكن المؤكد ان الكثير من الشخصيات المتطرفة من سياسيين ورجال اعمال وتجار ورجال دين، اقاموا شبكات سرية لدعم “داعش” معنوياً ومادياً، وهي شبكات تتعامى حكومات الدول عن رؤيتها، متعمدة، لتمرير مصالحها.
لكن تمويل التنظيم في الوقت الحاضر تجاوز الاعتماد على الهبات والدعم الذي يأتيه من شخصيات وجهات خليجية وبشكل غير رسمي، الى الاعتماد على موارد المدن التي يحتلّها.
ففي الموصل، دَعَم التنظيم امكاناته العسكرية بالسيطرة على مخازن الاسلحة، وغَنَمَ في الموصل خمس طائرات هليكوبتر أميركية الصنع، حتى وصل تبجحه الى الحد الذي طالب فيه الولايات المتحدة وباستهزاء واضح الصيانة الدورية لهذه الطائرات.
ووفق تقارير، اكّدها محافظ نينوى الفار اثيل النجيفي، فان “داعش” استولت على نحو 400 مليون دولار أميركي من البنك المركزي في الموصل، مثلما نَهَبَت الخزائن في جميع البنوك الأخرى، وتسعى الى السيطرة على أحد أكبر مصافي النفط في بيجي.
وعبر فرض “الأتاوات” في الموصل والفلوجة ومناطق اخرى، يحصل التنظيم على نحو ثمانية ملايين دولار شهرياً، عبر فرض الضرائب، لاسيما على المركبات في الطرق الخارجية، لكي يسنى لها العبور الآمن.
كما شرع في أخذ “الجزية” من غير المسلمين في الموصل والفلوجة، اضافة الى موارد من أعمال الابتزاز والخطف والسطو والتهريب.
ممولو داعش
يحرص داعمو وممولو “داعش” على العمل وفق اجندة وتنسيق شبكي غاية في السرية، الا ان المواقف السياسية العلنية غالبا ما تعرّي اولئك الداعمين، وعلى رأسهم تركيا، فمن وجهة نظر الكاتب الأمريكي دانيال بايبس، فأن القادة الأتراك يدعمون “داعش” في سعيهم الى ابقاء الاوضاع مضطربة في كل من العراق وسوريا، لان ذلك يصب في مصلحتهم.
فيما يرى الكاتب الأمريكي دانيال غرينفيلد، ان خليفة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حزب البعث، عزت إبراهيم الدوري، يدعم داعش، عبر اموال يتلقاها من جهات خليجية في قطر والسعودية.
كما كشفت وثائق أمريكية عن 131 اسما لأكاديميين وناشطين ورجال دين من العراق والسعودية وقطر ودول خليجية اخرى، يوفرون الدعم للحركات “الجهادية” والمجاميع المسلحة.
برابرة
لقد اختار تنظيم “داعش” الموصل بعد تمكنّه من مدينة الرقة السورية، وتواجده في الفلوجة، على امل انشاء دولته الاسلامية الموعودة، مستغلا فراغ القوة والجغرافيا الواسعة في هذه المناطق، ومعوّلا على غسيل الدماغ لشباب يغريهم بالجنة الموعودة والحور العين، والدولة العادلة التي ينوي اقامتها، فيما تشير المعطيات الى ان هذا التنظيم البربري، اذا ما دخل بلادا اعمل القتل في اهلها، واغتصب نساءها، وسبى رجالها وسرق الممتلكات والثروات واباح السيف في رقاب المعارضين، محولاً المناطق التي يتوجد فيه الى بؤر للكراهية والحقد على الحضارة المعاصرة.
حروب الوكالة
لقد كشف اجتياح “داعش” للفلوجة، حروباً تخوضها هذه الجماعة الارهابية بالوكالة، نيابة عن دول مثل السعودية وقطر لتحقيق أهدافها في اضعاف الدول المجاورة مثل العراق وسوريا.
وعلى رغم ان السياسات الرسمية لهاتين الدولتين، توحيان بمحاربتهما لـ”داعش” والارهاب الا ان الدعم عبر القنوات السرية مثل الجمعيات الخيرية والدينية، والتبرعات عبر رجال الاعمال ورجال الدين، قائم على قدم وساق.
ولم يعد سراً القول، ان “داعش”، تحوّلت الى اداة تؤجرها القوى الاقليمية لتحقيق مصالحها، وهو ما تسبّب في نجاح “داعش” في احتلال الموصل، بل انّ زعيماً قبلياً عراقياً مثل مسعود البارزاني لم يتواني عن استخدام “داعش” و بالتنسيق مع رجال “جيش الطريقة النقشبندية”، كورقة لتمرير مخططاته في سرقة النفط، وابتلاع المناطق المتنازع، عليها، مستغلاً انشغال حكومة المركز والجيش بطرد الارهاب من المناطق التي يتواجد فيها.

المصدر: المسلّة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*