خلاف سعودي إماراتي حول تحديد مرجعية “أهل السنّة”

360

13-7-2014-2-d

بدأت بوادر خلاف جديد بين الإمارات والسعودية على خلفية مطالبة أبو ظبي باعتماد الأزهر فقط كمرجعية موحدة لأهل السنة تمثل ” الإسلام السمح المعتدل” حسب تعبير مصادر إماراتية مسؤولة .
وطبقا لمصادر خليجية مطلعة فان هناك تحفظات سعودية تم إبلاغها لأبوظبي على حملات إعلامية إماراتية منظمة تروج للأزهر كمرجعية وحيدة للإسلام السني وبما يعني تهميشا للدور الديني للمملكة وضربا لأسس بقاء النظام السعودي الذي يستمد شرعيته من الفكر الوهابي الذي يقوم على الفقه السني الحنيف المنتشر في الجزيرة العربية .
وقالت المصادر ذاتها إن الرياض أبدت انزعاجا من احتضان واستضافة أبوظبي لرموز صوفية أزهرية مثل شيخ الأزهر أحمد الطيب ومفتي مصر السابق على جمعة واليمني الحبيب على الجفري وتقديمها من خلال وسائل إعلام الإمارات المباشرة وغير المباشرة كنموذج فريد ووحيد للدين الإسلامي السمح، وبما يعتبر ضربا لرموز الفكر الوهابي بالجزيرة العربية، ومن بينهم أئمة الحرمين المكي والنبوي الشريفين الذين أبدوا انزعاجا كبيرا لحكام السعودية تجاه هذا الأمر الذي يعني تقديمهم للعالم وللمسلمين كمتطرفين وإرهابيين، وهو ما بدأ يظهر في تغريدات بعض المحسوبين على الأمن الإماراتي سواء إماراتيين أو سعوديين .
وأشارت إلى أن ما أثار قلق السعودية كذلك هو وصول معلومات لديها عن توجيهات عليا صدرت لصحف الإمارات ووسائل إعلامها بشن حملات منظمة والتركيز على موضوع تجديد الخطاب الديني ، وأن “ما زاد الطين بلة” هو تلميح بعض افتتاحيات الصحف خاصة صحيفة “الخليج” الرسمية إلى ما اعتبرته “خطابا سعوديا دينيا متشددا ” يجب تجديده لأنه المسؤول عما أسمته بـ”تطرف الشباب هنا وهناك”.
وكانت صحيفة “الخليج” الإماراتية الرسمية قد دعت في افتتاحية لها يوم السابع عشر من يونيو الحالي تحت عنوان”تجديد الخطاب الديني ” إلى أن يكون الأزهر هو المرجعية الوحيدة لأهل السنة قائلة إن تجديد الخطاب الديني إلى “السمح المعتدل” الذي يقبل الآخر هو ” مسؤولية الجميع، أنظمة وحكومات ومؤسسات ومراكز دينية، وفي المقام الأول هي مسؤولية الأزهر الشريف كمنارة دعوية وفكرية وثقافية إسلامية في صياغة خطاب إسلامي موحد ومعتدل، ووضع حد للمتطفلين على الدين والذين يسيؤون إليه ” ..حسب تعبيرها نصًّا .
وأوضحت المصادر أن الخلاف الإماراتي السعودي الجديد يضاف إلى تباين شديد في وجهات النظر بين البلدين حول الموقف من الأحداث بالعراق، ففي الوقت الذي أكدت فيه أبو ظبي على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد دعمها الكامل للحكومة العراقية ضد الإرهابيين، حمل الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي المالكي نفسه مسؤولية تدهور الأوضاع بالعراق الذي سبق واتهم السعودية بشن حرب ضد العراق .
وتوقعت المصادر أن يخرج الخلاف الإماراتي السعودي إلى العلن خلال الأيام القادمة في ظل حالة شحن وعمل الإعلام الإماراتي بطريقة مباشرة وغير مباشرة ضد السياسية السعودية في المنطقة خاصة بالعراق .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*