عند خروجك من النجف الأشرف متوجها الى كربلاء المقدسة تصطف بنايات شامخة كانت فيما سبق أرض جرداء أحياها حبُ الحسين عليه السلام، فأصبحت فنٌ في العمارة والبناء، وقد (انتقد البعض) من تكفل ببنائها بسبب الصرف والمبالغة بالبناء وكان عذر أولئك ان هذه الأبنية لن تستخدم سوى من 10-15 يوما كحد أعلى لإيواء زوار أبو الاحرار الإمام الحسين عليه السلام، ولكن القدر والحكمة اللهيةكانت تخبأ تحت بواطنه ان يوم من الأيام سيأتي أطفال ونساء ورجال الشيعة المظلومين ليحتمو بهذه الأبنية بدل التشرد.
وكانت هذه المواكب الحسينية مرآة للكرم النجفي، واليوم انهم فرحون بسبب ان الخدمة تستمر وليس لعشرة أيام، وليلة 23 رمضان تشاهد (التريلات) مصطفة توزع المواد الغذائية من سكر وتمن وزيت وحتى صناديق الموز والماء المعلب، بل وتعدى حتى بتجهيزهم بالسلع المعمرة لنازحي الموصل وقضاء تلعفر من التركمان والشبك الشيعة من مبردات وثلاجات وغسالات وأيضا من الملبس من العباءة النجفية وملابس الأطفال.
وقد شاهدنا سيارات مؤسسة اليتيم الخيرية التابعة لمكتب المرجع الديني الكبير السيد الحكيم (مدّ ظله) وفي وقت متأخر من ليلة 23 رمضان وهي توزع المواد على النازحين والمهجرين، فبارك الله بهذه الجهود وبهذه المواكب المباركة ووفق الله جميع من ساهم بهذا العمل لاسيما تجار النجف الأشرف والذي شهدنا بأعيننا أحد منهم تبرع بمبلغ 60,000$. وكذلك امرأة كبيرة السن قد تبرعت بملابس جديدة من التراكات والخاولياتوحفاظات الأطفال والحليب. الله يجمع العراقيين بمحبة ووئام ويزيد الأواصر الإجتماعية.