دعوات إلى “الجهاد” في متاجر باريس
تثير كتب إسلامية تدعو إلى “الجهاد” وقتل “الزنادقة” تباع في محال السوبر ماركت في فرنسا ،سخطاً وانتقادات حتى بين مسلمين، فيما تفتقر السلطات القضائية الفرنسية إلى إجراءات قانونية تجيز منع هذه الكتب.
ففي مناسبة حلول رمضان، وزعت دار “البراق” المعروفة عربيًّا، منشوراتها في نحو ألف متجر في أنحاء فرنسا، وهي تشمل، إضافة إلى نسخ من القرآن الكريم وكتب في الفقه والفروض، أعمالا بالفرنسية ،تدعو علنا إلى الجهاد وقتل “الزنادقة”، على غرار “صراط المسلم”.ولم تدفع العرائض والتواقيع إلى سحب الكتب المثيرة للجدل .
مدير دار “البراق” منصور منصوري يقول إن الهدف هو “إظهار أن الكتب الإسلامية يمكن أن تباع في كل مكان.مشروع توزيع هذه الكتب في رمضان الذي بدأناه عام 2001 يمثل نجاحا كبيرا .كتبنا متوافرة حاليا في ألف متجر فرنسي، وخصوصا في السوبر ماركت”.
أكثر من 18 ألف شخص وقعوا عريضتين تطالبان الموزع “سحب كل المنشورات التي تحض على العنف الديني”.وعلى “الرقم الأخضر ” المناهض للإرهاب الذي وضعه وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف لمنع الشباب من الذهاب إلى دول مثل سوريا، تتحدث صحيفة”الفيغارو” عن ورود اتصالات عدة في هذا الشأن.
في “صراط المسلم”، كما أشارت الصحيفة الفرنسية،نقرأ ان الكاتب الشيخ الجزائري ابو بكر الجزائري يقدم حلولا ملائمة لمتطلبات العالم الحديث…على المسلمين إقامة كل أنواع مصانع الأسلحة من أجل تصنيع كل أنواع الأسلحة المستخدمة في العالم أو كل اختراع جديد، وحتى على حساب رفاه الأمة.هذا أمر حيوي أيضا كالغذاء واللباس والسكن.اذا أُعدّ جيداً ،ينجز الجهاد في ظروف مرضية للغاية ، وإلا فإنّ المسلمين يكونون مذنبين ويستحقون العقاب هنا وفي الدنيا الآخرة”.
وفي كتاب “حدائق الأولياء”” للإمام السني محي الدين النووي،تورد الصحيفة أيضا، ثمة فصل مخصص لـ”مزابا الحرب المقدسة”.وفيه نقرأ مثلا أن المؤمنين “يقاتلون من أجل قضية الله فيَقتُلون ويُقتَلون” .
وتعلق دليلة “المسلمة المعتدلة” المتحدرة من الجزائر والتي تخيفها مثل هذه مقولات:”لدي ابن في السابعة عشرة وأعمل دوما على مراقبة قراءاته…مخيف ما نسمع به هنا:فتيان في الثانية عشرة والثالثة عشرة مستاؤون من أوضاعهم يتحدثون عن الذهاب للقتال في سوريا
ويعبر عن القلق نفسه موقّعو العريضتين :”فيما يستعيد الجهاديون في الشرق الأوسط نشاطاتهم التي تظهر في اضطهاد آلاف المدنيين المسيحيين… على متاجر “كارفور” التي تؤثر في مشتريات آلاف المستهلكين في بلدان عدة أن تكون أكثر يقظة “، كما يقول جواشيم فيليوكاس الذي يدير المرصد الإسلامي في فرنسا.
أما رد الداخلية فهو أن “الوزير يهتم بالأمر”.
ويقول ناطق باسم الوزارة أن أجهزتها تراقب الوضع، وأن هذه الكتب “هي أدب سلفي كلاسيكي.فيها دعوة إلى الجهاد، ولكن ليس إلى الإرهاب لذلك، ليست لدينا الآليات القانونية لحظر مثل هذه الكتب”.
موناليزا فريحة