كاتب أمريكي: واشنطن وظّفت “صدام” وكيلاً لمصالحها في الشرق الأوسط
قال أندرو باسيفيتش أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بكلية “باردي” للدراسات العالمية بجامعة بوسطن، إن الولايات المتحدة استخدمت العراق خلال ثمانينيات القرن الماضي، حين كان صدام حسين على رأس السلطة “وكيلًا” لحراسة مصالحها وتجلى ذلك في العمل على كبح جماح طموحات إيران الثورية”.
وقال باسيفيتش إن “الرئيس الامريكي رونالد ريغان استخدم العراق في ذلك الوقت كـ(وكيل) للمصالح الأمريكية”.
وكانت النتيجة الرئيسية، إلى جانب إراقة الدماء بلا طائل خلال الحرب بين إيران والعراق، هي تغذية جنون العظمة للدكتاتور العراقي صدام حسين.
ويتحدث الكاتب في تقرير تابعته “المسلة في “إم.سي.تي.انترناشيونال”، بمناسبة الأحداث في العراق عن تأثير هذه البلاد على سياسات واشنطن في الشرق الأوسط.
واعتبر باسيفيتش أن “الرئيس الأمريكي باراك اوباما، استجاب لمحنة الأقليات العراقية التي يهدف المتطرفون إلى انقراضها، لدوافع أخلاقية فحسب”.
لكن استئناف العمل العسكري الأميركي في العراق، بحسب الكاتب “لا يمكنه إخفاء الفوضى الشاملة التي تتميز بها سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، كما أن الأخلاقيات الحساسة التي قد تكون حركت إدارة أوباما لتجديد حرب العراق هي أخلاقيات انتقائية، إذا ما أردنا وصفها بعبارة لطيفة”.
وانتقد الكاتب تردد واشنطن حيال التدخل في أماكن أخرى من المنطقة، في مواجهة الشر، قائلًا “وقفت واشنطن تنتظر بينما كان الأبرياء يتعرضون لأقسى معاملة”.
ومهما كانت العوامل التي شكلت استجابة الولايات المتحدة للحرب الأهلية في سوريا، أو الأحداث التي شهدتها مصر العام الماضي، إلى جانب الهجوم الإسرائيلي على غزة، فإن اعتبارات أخلاقية قد برزت، في أحسن الأحوال، بعد فوات الأوان.
إن هناك تحديات مروعة، تبلغ ذروتها في العراق وليس في مكان آخر. كما يصف الكاتب.
إلى ذلك يشير بيتر باركر في صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن العراق كـ”مقبرة للطموح الأميركي”، توصيف ملائم تماماً.
وتابع القول “كل من الرؤساء الأميركيين الخمسة السابقين قد رأى العراق كأداة لخدمة المصالح الأميركية، أو توقع أن تمتثل بغداد لمتطلبات أميركية محددة، وقد فشل كل منهم بدوره وأورث عواقب هذا الفشل لمن أتى بعده”.
واعتبر باسيفيتش أن “إدارة بوش الأب حولت العراق من شريك غير ملائم إلى عدو كامل”.
وهو ما أدى إلى معاقبة بوش للعراق لقيامه بغزو الكويت، واثقاً بأن النصر سيجلب “نظاماً عالمياً جديداً”.
ويستدرك الكاتب “للإبقاء على صدام حسين في مربعه، بدأ بوش سياسة الاحتواء الذاتي، وأكدها بيل كلينتون من بعده”.
ومن وجهة نظر الكاتب،فان “التمركز الدائم للقوات الأميركية في العالم الإسلامي والعقوبات المفروضة على العراق أججت (الجهادية) المعادية للولايات المتحدة، وبالتالي ساعدت على وضع الأساس لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي أوحت لبوش الابن بجعل العراق محور حملته لإقامة مشروع (الشرق الأوسط الكبير).
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن “المسارعة لإنقاذ الأكراد أو الإيزيديين أو المسيحيين العراقيين قد تريح الضمائر الأميركية، لكنها لن تصرف سجل الفشل الذي حققه الحزبان والممتد طوال عدة عقود”.
المسلة: