مهجرون لولائهم

300

17-8-2014-S-03

الحكمة (خاص): أكرم العيداني

     قصة الهجرة ليست في مكة وفي عهد النبي الأكرم (ص) بسبب طغيان قريش بل هي في القرن الحادي والعشرين من جراء الاعتداءات التكفيرية على يد الدواعش من نسل آكلة الأكباد.

 يروي فاضل حسن آل حبش “نازح” من تلعفر أنه وبعد انسحاب الجيش لم يصمد الأهالي من أتباع أهل البيت (ع) سوى بضعة أيام وخاصة مع قلة السلاح واستعداد الدواعش للهجوم ودعمهم من قبل بعض الجهات.

ونقل “آل حبش” أياما من المعاناة والسير لمسافات طويلة نحو المجهول عندما نزحوا هرباً من ظلم الأمويين الجدد وقال أن المعاناة لم تنتهِ حتى وصلنا إلى المواكب الحسينية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة لافتاً إلى أنهم لم يكونوا متوقعين أن يخذلهم الأخوة في السليمانية ويسيئوا معاملتهم ويرغمونهم على السير دون مساعدة.

شيعة أهل البيت (ع) حاولوا النجاة بأرواحهم وأبناءهم واخرجوا من ديارهم مضطرين تحت وطأة القنابل وأزيز الرصاص الذي لم يستثنِ الصغير ولا الكبير. وينقل شرطي من تلعفر سقوط الهاونات على المنازل بشكل عشوائي ومستمر ما دعاهم إلى التفكير بأهلهم والنساء والأطفال والانسحاب سريعاً بحثاً عن أمان فقدوه في وطنهم.

30-8-2014-S-10

المهجرون الصغار مازال الرعب يسيطر على قلوبهم ، فالمساكين لم يعرفوا حتى هذه اللحظة أن في بني الإنسان وحوشاً يسفكون الدماء بلا سبب.

الخوف يملئ العيون البريئة

ويحطم الآمال العريضة

ويجعلهم في ضياع وتيه لانهاية له

الطفلة فاطمة إبراهيم تتمنى أن تلتقي بصديقاتها (نهلة وزينب) في الصف الرابع الابتدائي اللواتي تفرقن عنها نتيجة الهروب من القصف والتكفيريين لكنها عازمة على مواصلة الدراسة والتفوق ولن تستسلم لهذه المشاكل.

لذنا بقبرك والقبور كثيرةٌ ,,, لكن من يحمي الجوار قليلُ

لسان حال المهجرين الذين ضاقت بهم السبل ليتوجهوا بفطرتهم نحو مدينة النجف الأشرف حيث استضافتهم الحسينيات والمواكب على طريق (نجف ـ كربلاء) مرحبةً بزوار اعتادت أن تراهم في زيارة الأربعين.

 الوقفة الإنسانية لأصحاب المواكب والمرجعية الدينية والعتبات المقدسة قوبلت بالشكر والثناء وسط دعوات لتكثيف الجهد الحكومي في وقت خصصت دائرة الصحة فيه مفرزة طبية لوصف العلاج للنازحين وقال “للحكمة” مسؤول المفرزة حامد هادي إن الحالات الطارئة يتم تحويلها إلى المستشفيات.

 صحيح أن أصحاب المواكب هم الذين زرعوا الأمان في قلوب ذاقت أبشع ألوان الرعب والعذاب لكن من سكن هذه المواكب من المهجرين يطالب اليوم بالإسراع بحل أزمتهم ليكونوا في الزيارة القادمة من زوار الأربعين.

6-8-2014-S-20-hikmeh.org

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*