ذكريات مريرة لا زالت تخيم على ذاكرة “جمال صبحي عباس” إبتداء من هجوم العصابات التكفيرية على مدينته الصغيرة ” تلعفر ” شمال الموصل مروراً بالأحداث المروعة كالخطف والتهجير القسري والحيرة بكيفية الحفاظ على حياة الأطفال والنساء من جهة ومواجهة السلاح المتطور ” للدواعش” بكف أعزل من جهة أخرى.
ينظر في عيون أبنائه الصغار فتنهمر الدموع.
إنها دموع الرجال تسيل مع كل كلمة يقولها جمال
دموع الأسى والحزن على أحباب فارقهم دون وداع وعلى أرض وبيت أمضى فيه سني العمر وكتب على جدرانه أمل الذكريات ,
ذكريات لم يكن في الحسبان أن يأتي من يمحيها عن الجدران ,
فجأة هجم “الدواعش”, وبدأوا بنصب السيطرات وسفك الدماء بشكل رهيب ما حدا بنا _والحديث لجمال_ “إلى اللجوء لمناطق سهل نينوى وبعشيقة حيث سكنت العوائل النازحة هناك في ” الهياكل” وسط أكوام التراب والأجواء الحارة .
في كل مدينة كنا نزورها كنا نفقد عزيزاً وآخرها في “تلكيف ” حيث فقدت أخي هناك بعدما اختطفته عصابات داعش أثناء ذهابه للسوق ليتبعه أبن عمي في سهل نينوى.
أسابيع من الحصار والإكتئاب ,, وفقدان الأنصار والأحباب
حتى وصلنا إلى حال مزرية بعد سرقة السيارة والمستمسكات الخاصة بنا ,
كانت عائلتنا مؤلفة من خمسة وعشرين شخصاً وقمنا بإستئجار سيارة إلى منطقة الخازر بمبلغ ” 250 ” الف دينار وبعدها إستأجرنا سيارتين من تلك المدينة في أربيل إلى بغداد بمبلغ مليون ونصف المليون دينار . ليقوم بعد ذلك اهل الكرم من البغداديين والنجفيين بإحتضاننا وإيصالنا دون مقابل إلى العتبة العلوية المقدسة التي قامت مشكورة بتقديم المساعدات العينية والغذائية لنا وبعد يومين إستقر بنا المطاف في المواكب الحسينية على طريق ( نجف ـ كربلاء).