احتفالات السنغاليين بحجيجهم تثير الانتقادات للـ”الإنفاق المجحف”

191

 30-9-2014-9-d

تترافق استعدادات الحجاج السنغاليين للذهاب إلى البقاع المقدّسة لأداء مناسك الحج، بطقوس احتفالية تنفق من خلالها أُسرهم مبالغ كبيرة.. سلوك يبدو للبعض متناقضًا مع القيم الروحانية والمثل الدينية التي تحثّ عليها مناسبة مماثلة.
“ألفا مباي” وعائلته قرروا الاحتفال بأداء والد الأخير مناسك الحج كما “ينبغي”، “فضلا عن المليوني و 500 ألف فرنك إفريقي (5 آلاف دولار) التي خصصناها لشراء تذكرة            السفر، أنفق كل فرد من العائلة قرابة 50 ألف فرنك إفريقي (100 دولار) للعملية برمتها”، بحسب هذا الشاب أصيل العاصمة داكار.
ويقول “مباي” حول ذلك إنّ هذه الميزانية الضخمة “تشمل نفقات شراء عجل لوجبات الطعام و مصاريف أخرى كالمشروبات وإيجار الكراسي للعدد الكبير من الضيوف الذي يأتون       من كل مكان للاحتفال بذهاب أو بقدوم الحاج”.
في المقابل، لا يبدي عدد كبير من الحجيج الذين التقتهم “الأناضول” أيّ قلق بشأن هذه النفقات المجحفة.
“حليمة نداي” في الخمسينات من عمرها، تستعدّ لمغادرة داكار نحو مكة المكرمة، تعتبر أنّ تنظيم هذه الاحتفالات “أمر طبيعي”.
“حين تستقبل أشخاصًا في بيتك، ينبغي عليك أن توفّر لهم الطعام والشراب، ذلك أضعف الأيمان، وعائلتي من هذا الصنف من الناس، وليس في الأمر أي تباهي”.
“حليمة” تعتبر أيضًا أن “الذهاب إلى مكة ليس كما الذهاب إلى مكان آخر”، وأنّ رصد أموال للذهاب إلى البقاع المقدسة، يستوجب أيضا القيام بتحضيرات لاحتفالات الذهاب والعودة”.
“عبد العزيز كيبي” الخبير في الشؤون الإسلامية  يقدم، من جانبه، وجهة نظر مختلفة منتقدا سلوك بعض السنغاليين الذاهبين إلى أداء مناسك الحج، واصفا إياه في لقاء مع الأناضول بـ  “غير المفهوم”، وبأنّه مجرّد  وسيلة “للتفاخر”.
“كيبي” لا يستسيغ فكرة “الاحتفالات” الكبيرة المرافقة لحدث الحج الذي لا يدوم أكثر من شهر، مبديا استغرابه من استعراض “الكم الهائل من الثروات” لشخص لا يغيب سوى             “بضع أيام في البقاع المقدسة”.
ويقدم الرجل أدلة من النص القرآني بخصوص “التبذير غير المبرر” مذكرا بالآية 27 من سورة الإسراء : “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربّه كفورا”.
الأمر واضح بالنسبة لـ “كيبي”، إذ إن الإسلام يقدم القيم على المظاهر، ولكن، “القيم تستبطن داخليا وتظهر آثارها في الأعمال التي نقوم بها، وما يصدر عن بعض الحجيج السنغاليين من أعمال يدل على أن ما بداخلهم لا علاقة له بقيم الإسلام”، على حد قوله.
أماّ من وجهة نظر اجتماعية، فيعتبر “دجيبي دياكاتي” وهو مختص في علم الاجتماع وأستاذ جامعة داكار في حديث مع الأناضول أنّ هذا الجنوح نحو الإنفاق المجحف من قبل أسر الحجيج يفسر بـ “رغبة في الإعلاء من الشأن في صلب مجموعة اجتماعية معينة”.
ولا يتردد المختص في اعتبار أن أداء البعض منهم الحج ينبع من حاجة إلى “إظهار المقام الاجتماعي المرموق” وليس من منبع الحاجة الروحية  أو الدينية.

الأناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*