أهمية الحرب النفسية ضد داعش في ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش والحشد الشعبي الأبطال
326
شارك
النجف الأشرف – الحكمة (خاص): أكرم العيداني
ربما لم يُعرف مصطلح الحرب النفسية بهذه التسمية إلا قبل عقود من الزمن لكنها باتت سلاحاً معهوداً في أغلب المعارك وخاصة تلك التي يتواجه فيها كم قليل وينتصر قبالة قوة مضاعفة في العدة والعدد.
من هذا المنطلق تبرز إلى السطح أهمية هذه الحرب التي توفر الوقت والمال والسلاح وخاصة ونحن نخوض اليوم واحدة من أشرس الحروب وأقساها مع تنظيمات مدعومة من دول معادية بأرقى السلاح والمعدات والفكر المتطرف والمنحدر الذي يسوغ الترهات أمثال “جهاد النكاح” وغيره من الأفعال التي يخجل المرء ذكرها والتي تهدف إلى تبيان أن هذا العدو لا يتورع عن فعل أي شيء في مقابل النصر معتمداً مبدأ الغاية تبرر الوسيلة , ومنها الظهور بصور تبين وحشية التكفيريين المنافية لفطرة الإنسان من طريقة العبارات والكلام وحتى حركات الجسد.
وفي ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش والحشد الشعبي تتأكد مرة أخرى تلك الأهمية بالنسبة لقنواتنا الإعلامية خاصة من خلال نشر صور النصر والتأكيد على توحد أبطال المتطوعين بجميع مسمياتهم والرد على الإشاعات بالمثل , ذلك ما أجمعت عليها الآراء التي سجلتها ” الحكمة” لعدد من الكتاب والإعلاميين والمواطنين بهذا الشأن.
الكاتب والمحلل السياسي “نزار العبادي” أكد للحكمة أن التنظيمات الإرهابية تعتمد على الإعلام بشكل أساسي في الترويج لنفسها، وتهويل نفوذها، وصناعة الرعب الذي تعزز به روح الانهزامية في نفوس خصومها. وقد منحتها ثورة تكنولوجيا المعلومات فضاءً رحباً في بلوغ أهدافها خاصة في ظل افتقار الحكومات والقوى السياسية المناوئة لرؤيا مدروسة لصناعة إعلام مضاد يخوض هذه الحرب النفسية بنفس قواعد اللعبة التي تستقرى خطاب “داعش” واتجاهاته وتحلل أبعاده وتتعاطى معه بأساليب ذكية.
ويتابع “العبادي” فالإرهاب صناعة فكرية أولاً ولن تحقق الحرب العسكرية نصراً كبيراً ما لم تقترن بحرب ثقافية ونفسية تضرب ايديلوجياته العقائدية التي يستقطب بها المقاتلين، وتفند التهويل وتصدع الروح المعنوية لتلك العناصر. وللأسف مازال هذا الخندق غائباً نسبياً عن ساحات المعركة، ومازالت الكثير من وسائل الإعلام تخدم الإرهاب بخطابها ومن حيث لا تقصد أو لا تدري.
“صلاح الغزالي” صحفي وتربوي يقول إن الحرب النفسية تعد أداة مهمة وناجحة لحسم الكثير من المعارك مشيراً إلى أن كل الحروب وبتعدد أنواعها سواء النظامية أو ما اصطلح عليه اليوم بحرب العصابات تعتمد بشكل كبير جداً على الحرب النفسية من خلال ما يعرف مخابراتياً بالطابور الخامس الذي يختص بنشر الإشاعات المثبطة لعزيمة العدو أو من خلال الإعلام الذي يعتبر اليوم سلاحا فعالاً جداً في الحروب لما يحدثه عادة من انقسامات بين صفوف الجيش المقابل وفي نفس الوقت يرفع من معنويات الجيوش التي يعمل لصالحها.
الإعلامي “حيدر الصالحي” اعتبر أن انتصارات جيشنا الباسل قد جعلت من داعش وأتباعهم ترسل منشورات تقول فيها نحن سننسحب من العراق لأننا أكملنا ما نريده وبالطبع هذا كذب لان انتصار الجيش جعلتهم يتراجعون حتى اخذوا يقتلون أصحابهم المصابين لئلا يعترفون عليهم.
فيما يرى الإعلامي مضر فرج الله يقول إن (للنفس تأثير فاعل في بلورة كثير من المواقف وحسمها لصالح طرف على حساب طرف آخر ، وتجلى ذلك في سقوط ثلاث محافظات بأكملها . وهذا السلاح يضرب عصفورين بحجر واحد : الأول رفع معنويات الجنود والمقاتلين . والثاني تحطيم معنويات جنود العدو . لكنه قد ينعكس سلباً ويفقد فاعليته إذا ما خسر ثقة الأطراف المعنية . وقد كان سلاحاً فعالاً لدى الدواعش للتأثير على الجنود ، لكنهم فشلوا مع الحشد الشعبي الذين عرفوا اللعبة واستفادوا من تجربتها …).
وفي مقابل كل ذلك لا يقف العدو” الداعشي “عن استخدام أبشع الأساليب في الحرب النفسية ومنها قطع الرؤوس واللعب بها” كرة قدم”ليست هذه دعوة للرد بالمثل ولكن الشر لا يرد إلا بالشر”.