التلوث البيئي.. اضطراب مناخي يقهقر كوكب الأرض

299

20-10-2014-6-d

مشكلة التلوث البيئي، التي زادت بشكل مضطرد في العديد من دول العالم بسبب التقدم التكنولوجي والصناعي لاتزال من اهم واخطر القضايا العالمية، خصوصا وان هذه المشكلة تهدد وبشكل مباشر استمرار الحياة على كوكب الأرض، والتلوث وكما تشير بعض المصادر هو إدخال الملوثات إلى البيئة الطبيعة مما يلحق الضرر بها ويسبب الاضطراب في النظام البيئي، وهذه الملوثات إما أن تكون مواد دخيلة على البيئة أو مواد طبيعية ولكن تجاوزت مستوياتها المقبولة, ولا يقترن التلوث بالمواد الكيميائية فقط بل يمتد ليشمل التلوث بأشكال الطاقة المختلفة كالتلوث الضوضائي والتلوث الحراري. فالماء يعتبر ملوث إذا أضيف للتربة بكميات تحل محل الهواء، و البترول يعتبر ملوث إذا تسرب إلى مياه البحار،والأصوات إذا زادت شدتها عن حد معين تعتبر ملوثات قد تسبب الصمم.
ويمكن تصنيف الملوثات إلى ملوثات إلى بيولوجية مثل حبوب اللقاح والبكتريا، وملوثات كيميائية مثل المبيدات بأنواعها ومخلفات احتراق البترول، و ملوثات فيزيائية مثل الضوضاء والتلوث الحراري. وتنتشر الملوثات سواء كانت بيولوجية أو كيميائية أوفيزيائية بنسب متباينة في الهواء و الماء والتربة و الغذاء ومن ثم يتسع مدى ضررها.
ويرى بعض الخبراء ان هذه المشكلة وعلى الرغم من الاهتمام الدولي المعلن لاتزال دون المستوى المطلوب، مؤكدين على ضرورة الالتزام والعمل بكافة القواعد والقوانين والاتفاقيات المبرة التي تدعو جميع الدول والحكومات الى معالجة هذه المشكلة او الحد من تفاقمها، خصوصا وان العديد من الدرسات والبحوث الحالية تشير الى ان المشكلة في تفاقم مستمر وهو ما قد ينذر بحدوث كوارث بيئية خطيرة يصعب معالجتها فيما بعد.
حموضة المحيطات
وفي هذا الشأن فقد زادت حموضة المحيطات بنسبة 26 % في السنوات المئتين الاخيرة عبر امتصاص اكثر من ربع انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الناجمة عن نشاطات الانسان، في ظاهرة ستتواصل على ما جاء في تقرير جديد نشر في سيول. وقد استعرض نحو ثلاثين باحثا بتكليف من اتفاقية التنوع البيولوجي مئات الدراسات المتوافرة حول هذه الظاهرة لصياغة محصلة قدمت في بيونغشانغ (كوريا) بمناسبة الاجتماع الثاني عشر للاتفاقية الاممية التي تعنى بحماية التنوع الحيوي.
ويشدد التقرير على خطورة الظاهرة وسرعتها غير المسبوقة وتأثيراتها المتنوعة واستمراريتها في العقود المقبلة. وكتب العلماء في تقريرهم “بات مؤكدا ان انبعاثات ثاني اكسيد الكربون البشرية المنشأ ستزيد في السنوات الخمسين او المئة المقبلة، من حموضة المحيطات لتصل الى مستويات سيكون لها تأثيرات قوية جدا في غالبيتها سلبية، على الكائنات البحرية الحية والانظمة البيئية فضلا عن الممتلكات والخدمات التي توفرها”.
وحموضة المحيطات تتفاوت بشكل طبيعي خلال النهار وفقا للمواسم وعلى المستوى المحلي والاقليمي ووفقا لعمق المياه على ما اضاف الباحثون الذين حذروا من ان “الانظمة البيئة والمواطن الطبيعية الساحلية تواجه تقلبات اكبر من تلك الواقعة في اعالي البحار”. واظهرت اعمال مثلا ان خصوبة بعض الاجناس حساسة جدا على حموضة المحيطات فيما تتكيف اجناس اخرى بسهولة اكبر.
فالشعب المرجانية والرخويات وشوكيات الجلد (نجمة البحر والتوتياء وخيار البحر)تتأثر خصوصا بهذا التغير الذي يؤدي الى تراجع وتيرة نموها ويقصر استمراريتها. في المقابل تنجح بعض الطحالب في الاستفادة منه. ويبرز التقرير التأثير الاجتماعي-الاقتصادي الذي بات محسوسا في بعض مناطق العالم ، على الزراعات المائية في شمال غرب الولايات المتحدة او تربية المحار. بحسب فرانس برس.
وقال الباحثون ان المخاطر التي تهدد الحواجز المرجانية في المناطق الاستوائية تشكل ايضا “مصدر قلق لان نحو 400 مليون شخص في العالم يعتمدون على هذه المواطن الطبيعية” لتحصيل قوتهم. واعتبر الباحثون ان “وحده خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون قادر على حل هذه المشكلة”.
طبقة الاوزون
الى جانب ذلك ذكرت دراسة للأمم المتحدة ان طبقة الاوزون التي تحمي الحياة من اشعاعات الشمس فوق البنفسجية التي تسبب الاصابة بالسرطان تظهر أول مؤشر على انها تزداد سمكا بعد سنوات من التآكل الخطر. وقال خبراء أن الدراسة أظهرت نجاح الحظر الذي فرض في عام 1987 على انبعاث الغازات التي تضر بالطبقة الهشة التي توجد على ارتفاع عال وهو انجاز يساعد في منع ملايين الحالات من الاصابة بسرطان الجلد وحالات اخرى.
وجاء في التقرير الذي اشترك في اعداده المنظمة العالمية للارصاد الجوية وبرنامج البيئة التابع للامم المتحدة ان فتحة الاوزون التي تظهر سنويا فوق القارة القطبية الجنوبية توقف اتساعها في كل عام وان كان سيمر عقد قبل ان تبدأ في الانكماش. وقال الامين العام للمنظمة العالمية للارصاد الجوية مايكل جارود “العمل الدولي بشأن طبقة الاوزون قصة نجاح بيئية كبيرة.. يجب ان يشجعنا ذلك على ان نظهر نفس المستوى من الالحاح والوحدة للتعامل مع التحدي الاكبر وهو تغير المناخ.”
واشارت دراسات سابقة الى ان طبقة الاوزون توقفت عن التآكل. وقال المسؤول العلمي البارز بالمنظمة العالمية للارصاد الجوية جير براتن “الان وللمرة الاولى في هذا التقرير نقول اننا نرى مؤشرات على زيادة صغيرة في الطبقة الكلية للاوزون. وهذا يعني تعافي طبقة الاوزون من حيث ان الاوزون الكلي بدأ تحسنه للتو.” بحسب رويترز.
ومعاهدة مونتريال لعام 1987 التي حظرت أو منعت على مراحل المواد الكيماوية التي تسبب تآكل الاوزون ومن بينها مركبات الكلوروفلوروكربون التي كانت تستخدم على نطاق واسع في البرادات وعلب رش الرذاذ ستمنع 2 مليون حالة اصابة بسرطان الجلد سنويا بحلول عام 2030 وفقا لبرنامج البيئة التابع للامم المتحدة. وأضافت الوكالة ان الاتفاقية ستساعد في تجنب الاضرار بالحياة البرية والزراعة وعيون البشر واجهزة المناعة البشرية.
مرض الأسماك
من جانب اخر قال باحثون في ولاية فلوريدا عكفوا على دراسة التركيب الكيمائي للنفط إنهم عثروا على آثار النفط الناتج عن التسرب النفطي الذي حدث من منصة ديب ووتر هورايزون في خليج المكسيك عام 2010 في اجسام أسماك مريضة. وقال ستيفن مورافسكي الاستاذ بكلية علم الأحياء البحرية بجامعة ساوث فلوريدا في تامبا والذي قاد فريق الباحثين “وجدنا النفط الذي يحمل بصمة منصة ديب ووتر هورايزون في اكباد ولحوم الأسماك.”
وقال مورافسكي إن النتائج تدحض المزاعم القائلة إن تغيرات غير طبيعية تطرأ على الأسماك قد يكون سببها عوامل أخرى منها إلقاء المخلفات النفطية والنفط الناجم عن التسربات التي تحدث بصورة طبيعية في خليج المكسيك. ورفضت شركة بي.بي -التي تسببت منصتها في التسرب النفطي- الدراسة التي اجراها العلماء. وقالت الشركة “من غير الممكن ان يحدد بدقة مصدر النفط اعتمادا على آثار كيمائية وجدت في أكباد وأنسجة الأسماك.”
واعترض مورافسكي على رد الشركة قائلا إن الاسماك التي اجريت عليها الدراسة تعرضت للتلوث في الآونة الأخيرة بما يكفي للتمكن من تحديد الدلائل الكيمائية للنفط الموجود في اجسامها. وشمل الفريق الذي أجرى الدراسة علماء من جامعة ساوث فلوريدا ومعهد فلوريدا لعلم المحيطات ومعهد فلوريدا لبحوث الأسماك والحياة البرية. ونشرت الدراسة في الاصدار الحالي لدورية (ترانزاكشنز) الإلكترونية التابعة لجميعة مصايد الأسماك الأمريكية.
ولا تزال تنظر آلاف الدعاوى المطالبة بتعويضات ضد شركة بي.بي منذ انفجار منصتها في خليج المكسيك ومقتل 11 عاملا وتسرب ملايين براميل النفط في المياه على مدار 87 يوما بعد الانفجار الذي حدث في ابريل نيسان 2010. ويقول صيادون في شمال خليج المكسيك قرب موقع انفجار المنصة إنهم بدأوا يلحظوا زيادة في أسماك تبدو عليها اعراض غريبة منها آفات على الجلد. بحسب رويترز.
وقال مورافسكي إن فريقه قارن الخصائص الكيمائية للنفط الموجود في أكباد ولحوم الأسماك مع الخصائص الفريدة لنفط لويزيانا الذي تسرب من منصة ديب ووتر هورايزون ومصادر نفطية أخرى. وقال “التطابق الاقرب ارتبط مباشرة بنفط منصة ديب ووتر هورايزون بينما التقارب مع المصادر النفطية الأخرى محدود للغاية.”
الماء والكربون
على صعيد متصل اعترفت أبل بالحاجة إلى التصدي لانبعاثات الكربون الناتجة عن شركائها في التصنيع واستهلاكها المتزايد من الماء رغم ان الشركة قالت انها خفضت بحدة الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحترار العالمي. وتعاقدت أبل العام الماضي مع ليزا جاكسون الرئيس السابق لوكالة حماية البيئة لتقديم مبادرات صديقة للبيئة بشكل اكبر وسط انتقادات سابقة بشأن انبعاثاتها من الكربون واستخدام مواد سامة.
ويقول مراقبون إن أبل حسنت من ممارساتها وحصلت على تقييمات افضل من الجماعات المدافعة عن البيئة مثل منظمة جرينبيس. واصدرت أبل تقريرها حول المسؤولية البيئية لعام 2014 الذي قالت فيه إن استثمارات في الطاقة المتجددة ساهمت في حفض انبعاثات الكربون بسبب استخدام الطاقة بنسبة 31 بالمئة خلال الفترة بين عامي 2011 و 2013 رغم ان استهلاكها للكهرباء قفز 44 بالمئة اثناء نفس الفترة. بحسب رويترز.
لكن الشركة -التي تشيد مجمعا جديدا بالقرب من مقرها الحالي في وادي السيليكون- قالت إن استخدامها الماء ارتفع بسبب البناء والتوسع العام. وانحت باللائمة على شركائها في الحصة الاكبر من انبعاثاتها من الكربون دون ان تحدد اسماء. وشركتا فوكسكون وبيجاترون في آسيا من بين الشركات التي تعاقدت معها أبل لتصنيع اجهزة مثل آي باد وآي فون. وقال الشركة “انبعاثات الكربون من شركائنا في التصنيع لاتزال تمثل الحصة الاكبر في الكربون الناتج عنها وهو ما يتعين علينا معالجته.”
التلوث في الصين
من جانب اخر قالت حكومة بكين إن العاصمة الصينية التي توسعت بإفراط وتعاني من الضباب الدخاني أصدرت قواعد جديدة تحظر توسيع الصناعات الملوثة التي تستهلك موارد كثيرة. وفي قائمة من القيود التي نشرتها في موقعها على الانترنت قالت بلدية بكين انها ستحظر أي توسعة لعدد من الصناعات تشمل معالجة المواد الغذائية والملابس ومواد البناء وصناعة الورق والمواد الكيماوية وتصفية النفط.
وقالت في بيان مصاحب ان القائمة وضعت لخدمة خطط العاصمة لاعادة هيكلة اقتصادها والترويج للتنمية المتكاملة مع إقليمي خبي وتيانجين المجاورين. وتتعرض بكين لضغوط هائلة لوضع حد لهوسها بالنمو الصناعي الذي جعل المدينة مغلفة بالضباب الدخاني الخانق وحرم الأقاليم المجاورة التي ضربها الفقر من فرصة تحسين أوضاعها الاقتصادية. وقال البيان “بكين المتطورة دوما تواجه الآن سلسلة من المشاكل تشمل الزيادة السكانية والزحام ونقص المياه وتلوث الهواء هذه المشاكل الجذرية مرتبطة بحقيقة أن المدينة…اقتصادها أكبر مما ينبغي.”
على صعيد متصل قالت صحيفة رسمية إن المحكمة العليا في الصين عهدت إلى قاض كبير بالنظر في قضايا البيئة في وقت تواجه فيه الدولة تحديات لتشديد العقوبات على ملوثي البيئة وتسعى لتحسين سبل تطبيق القوانين الخاصة بها. ونشرت صحيفة تشاينا انفيرومنتال نيوز الصادرة عن وزارة حماية البيئة إنه تم تعيين دينج شويلن رئيسا للقضاة بدائرة البيئة والموارد بالمحكمة العليا للشعب.
وتعهدت بكين -التي شهدت سلسلة من المخاوف والفضائح- بإصلاح بعض مما أفسدته ثلاثة عقود من النمو الاقتصادي غير المقيد لكنها تكافح من أجل فرض إرادتها على كبرى الشركات الصناعية والحكومات المحلية التي تحميها. وقال التقرير إن الدائرة القضائية الجديدة ستعطي “توجيهات موحدة وتنسيقا” بين 134 محكمة بيئية متخصصة شكلتها الحكومات المحلية علما بأن الاجراءات التي اتبعت في التعامل مع مثل هذه القضايا كانت “غير رسمية تماما”.
وشكا الادعاء العام طويلا من أن القضايا التي تقام على الملوثين كانت المحاكم المحلية ترفضها بشكل روتيني أو حتى تتجاهلها في ظل افتقاد كثير من هذه المحاكم الوقت الكافي والاستقلال اللازم لاتخاذ قرارات بشأن شركات ذات نفوذ مدعومة حكوميا. وتعهدت الصين بانشاء سبل قانونية تتيح للمواطنين اتخاذ اجراءات ضد الشركات التي تنتهك القانون لكن مسؤولين حكوميين قالوا إنه ليس لديهم الموارد الكافية ولا يستطيعون استيعاب ذلك الكم من القضايا. وأقرت الصين في وقت سابق من هذا العام تعديلات على قانون حماية البيئة لعام 1989 أعطت بموجبها صلاحيات أوسع للحكومات المحلية لفرض غرامات مالية واصدار قرارات إغلاق بل وسجن المخالفين.
الى جانب ذلك قالت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) أن بكين ستفرض استخدام الفحم النظيف وبه نسبة كبريت متدنية في حملة لمعالجة المستويات المتصاعدة من تلوث الهواء التي غالبا ما تحجب الرؤية في المدن الصينية الكبرى. وأضافت شينخوا نقلا عن ادارة البلدية للاشراف على الجودة والتكنولوجيا أن بكين ستطبق ضوابط وأهدافا صارمة للسيطرة على نسبة الكبريت في الهواء.
وهذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها الصين استخدام الفحم النظيف المنخفض الكبريت في جميع المصانع لمعالجة مشكلة التلوث. ويهتم القادة الصينيون الحريصون على الإستقرار الاجتماعي بقضية الحفاظ على جودة الهواء في المدن في اطار سعيهم إلى اخماد أي اضطرابات محتملة بسبب هذه القضية مع انقلاب سكان المدن – الذين باتوا أكثر ثراء- على النموذج الاقتصادي لتحقيق النمو السريع بأي ثمن والذي أدى إلى تلوث التربة والمياه والهواء في البلاد. بحسب رويترز.
ودعت افتتاحية في شينخوا السكان إلى “كبح جنون” زيادة الاستهلاك للمساعدة في حل المشاكل البيئية المتفاقمة في الصين. ووضعت الصين في السابق مجموعة من القوانين والأنظمة لمحاربة العواقب البيئية لثلاثة عقود من النمو غير المراقب ولكن ضعف الرقابة والعقوبة جعل من الصعب اجبار المصانع الكبرى على الالتزام. وكشفت الصين في العام الماضي عن خطط لخفض نسب التلوث في الهواء عبر خفض استهلاك الفحم وإغلاق المصانع ومنشآت صهر المعادن التي تساهم في زيادة التلوث. كما تضغط بكين على مصانع الصلب ومحطات توليد الطاقة لشراء مواد خام أعلى جودة تتماشى مع أهداف مكافحة التلوث المتشددة.
المانيا وسنغافورة
على صعيد متصل تضم المانيا اربعا من المحطات الحرارية الخمس العاملة على الفحم الحجري الاكثر تلويثا في الاتحاد الاوروبي، على ما اظهرت دراسة نشرتها منظمة “دبليو دبليو اف” المدافعة عن البيئة التي احصت ثلاثين موقعا اوروبيا تحصل فيها اكثر انبعاثات ثاني اكسيد الكربون. ومع ان المحطة الاكثر تلويثا هي محطة بيلشاتو وسط بولندا، الا ان المحطات الاربع التي تبعتها في هذا التصنيف موجودة على الاراضي الالمانية: وهي محطتا شركة “ار دبليو اي” في غرب البلاد تليهما محطتا شركة فاتنفول السويدية في شرق المانيا.
وأكدت منظمة “دبليو دبليو اف” في هذه الدراسة التي اطلقت عليها اسم “يوروبز ديرتي 30” ان “المانيا تستهلك الفحم الحجري لانتاج الكهرباء بكميات اكبر من اي بلد اخر في الاتحاد الاوروبي، متقدمة على بولندا وبريطانيا اللتين احتلتا المركزين الثاني والثالث على التوالي”. واجرت المنظمة هذه الدراسة بالشراكة مع شبكة “كلايمت اكشن نتوورك” والمكتب الاوروبي للبيئة ومجموعتي “هيل” و”كلايمت الاينس جرماني” وفي المحصلة، تضم المانيا تسعا من المحطات التي صنفت على انها الاقل احتراما للبيئة في اوروبا، في المرتبة الاولى بالتساوي مع بريطانيا.
وتأتي في المراتب التالية بولندا مع اربع محطات ثم ايطاليا واليونان مع محطتين لكل منهما ثم هولندا واستونيا واسبانيا والبرتغال مع محطة واحدة لكل منها. ولا تزال المحطات الكهربائية العاملة بالفحم الحجري المسؤولة عن 70 % من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في قطاع الطاقة في العالم، تمثل ربع انتاج الطاقة في الاتحاد الاوروبي بحسب ارقام “دبليو دبليو اف”.
من جانب اخر قالت الوكالة الوطنية للبيئة في سنغافورة إن مستوى تلوث الهواء في سنغافورة ارتفع إلى مستويات غير صحية وذلك في الوقت الذي غيرت فيه الرياح اتجاهها وجلبت دخانا خفيفا من حرائق الأحراش في أندونيسيا المجاورة. وتمر سنغافورة حاليا بموسم “الضباب ” الذي تشهده سنويا عندما يلوث الدخان المتصاعد من إزالة الغابات في أندونيسيا الهواء في سنغافورة ولكن هذه السنة كانت خالية من الدخان بشكل خاص على الرغم من تحذيرات من أن التلوث هذا العام سيكون أسوأ من التلوث القياسي الذي حدث في 2013. بحسب رويترز.
وقالت الوكالة الوطنية للبيئة على موقعها على الانترنت إن مؤشر التلوث المعياري تجاوز 100 وهو المستوى الذي يعتبر بعده الهواء غير صحي عند الساعة الواحدة صباحا وظل فوق هذا المستوى حتي ساعات النهار. وحذرت الوكالة من أنه إذا هبت رياح من جنوب غرب البلاد فقد تشهد سنغافورة دخانا عارضا من الحرائق في جزيرة سومطرة الأندونيسية.
وطوق الدخان سنغافورة في وقت سابق مما رفع مؤشر تلوث الهواء إلى مستوى قياسي بلغ 401. وأجاز برلمان سنغافورة مشروع قانون يقترح فرض غرامات على الشركات التي تسبب تلوثا بصرف النظر عما إذا كان هذه الشركات تعمل في سنغافورة على الرغم من أنه مازال لم يتقرر الطريقة التي يمكن بها فرض تطبيق هذا القانون.
الهواء في الهند
في السياق ذاته قال وزير البيئة الهندي إن بلاده دشنت مؤشرا جديدا لجودة الهواء لمساعدة المواطنين على فهم البيانات المعقدة بشأن التلوث وتأثيره على صحتهم. ووجدت دراسة لمنظمة الصحة العالمية شملت 1600 مدينة أن هواء العاصمة الهندية نيودلهي هو الأكثر تلوثا في العالم بمتوسط سنوي يبلغ 153 ميكروجراما من الجسيمات الصغيرة المعروفة باسم (بي.ام 2.5) لكل متر مكعب.
وقالت منظمة الصحة العالمة إن 13 من بين أكثر 20 مدينة تلوثا في العالم موجودة في الهند. ورفضت الهند هذا التقرير. وسوف يوفر المؤشر الجديد رقما موحدا بعد تعقب ثماني ملوثات ويستخدم رموزا بالالوان لوصف التأثيرات الصحية المرتبطة بالتلوث. وقال وزير البيئة براكاش جافادكار “تلوث الهواء في ازدياد في مدننا .. يتعين علينا وقفه. سيتيح هذا المؤشر للمواطن العادي لونا واحدا ورقما واحدا ووصفا واحدا وبالتالي يمكنه فهم مستوى تلوث الهواء.” بحسب رويترز.
وقالت الحكومة إنه يتم اعلان وضع جودة الهواء في الهند حاليا من خلال “بيانات مفصلة” وهذا يجعل من الصعب على الناس فهم أسماء بالحروف مثل (بي ام 2.5) أو (بي ام 10). وقال وزير البيئة إن الحكومة سوف تبدأ ايضا برامج بالتعاون مع الولايات لتحسين نوعية الهواء لكنه لم يقدم تفاصيل. وقالت انوميتا روي شودهوري رئيسة فريق مكافحة تلوث الهواء بمركز العلم والبيئة إن الهند يتعين عليها بذل المزيد من الجهد واتخاذ اجراءات عندما تكون مستويات التلوث عالية مضيفة أن المدارس الابتدائية على سبيل المثال في الصين تغلق عندما يصل التلوث الى مستوى “الانذار الاحمر”. وأدى تلوث الهواء الى وفاة نحو 7 ملايين شخص في عام 2012 مما يجعله أكبر خطر بيئي على الصحة في العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

النبأ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*