واقعة الطف في المسرحية العربية
تقول المستشرقة السوفيتية تمارا الكساندروفنا في كتابها ( ألف عام وعام على المسرح العربي ) وبعد إطلاعها على الأحداث الملازمة لقضية الحسين ( ع ) ـ ما قبل وما بعد ــ بوصفها مادة مشبعة بالدراما الحقيقية والتراجيديا , تقول : ” ولا يتبقى لنا في النتيجة إلا أن نأسف لعدم ولادة شكسبير عربي كان باستطاعته تجسيد طباع أبطاله وسلوكهم في الشكل الفني للتراجيديا الدموية .
إن في هذه المادة من المؤامرات والقسوة والتعسف والشر ما لا يقل عما كانت عليه في مواضيع عصر حروب الوردة الحمراء والوردة البيضاء , لكن رغم عدم توفر الأساس الأدبي المتين , فقد أدى مصير الحسين المأساوي وأدت معركة كربلاء إلى ولادة ( التعزية ) التي تعتبر من أقدم العروض المسرحية في العالم الإسلامي . ”
لكن على الرغم مما تقدم في رأي الكساندروفنا وطموحها في ظهور نص مسرحي عربي عن واقعة ألطف, يأخذ شهرته الدرامية مثلما أخذت نصوص شكسبير مكانتها الأدبية , فقد ظهرت نصوص مسرحية عربية عديدة استثمرت أحداث واقعة ألطف في بنيتها الدرامية ومتنها الحكائي , منها ما اخذ شهرة معقولة في الساحة الأدبية والمسرحية , ومنها ما بقي محدودا لضيق مساحة النشر الذي اضعف تداول المطبوع بين البلدان العربية لأنه اقتصر على نشره لمرة واحدة , فضلا عن ذلك المحاذير التي كانت مهيمنة على عيون الرقابة والسلطة السياسية في أكثر من بلد عربي إزاء موضوع كهذا وما يشكله من حساسية خاصة بين هذا الطرف وذاك .
وعليه , فقد حاولنا تتبع عدد من هذه النصوص المسرحية العربية التي استثمرت الواقعة , من خلال المسح الشامل و بالقدر الممكن , وكانت على النحو الآتي :
1- نص مسرحية ( الحسين ) لمؤلفها ( محمد الرضا شرف الدين ) وهو أول من
كتب المسرحية الشعرية في العــراق . كتب هذه المسـرحية في بغداد , فــي
1352 هـ / 1931 م .
2- نص مسرحية ( مصرع الحسين ) للشاعر السوري ( عدنان مردم بك ) منشور
في مجلة العرفان , مجلد 26 .
3- نص ( نشيد الشهيد ) فارسي الأصل , إعداد ( محمد عزيزة ) بعنوان ( آلام
الحسين أو مأساة كربلاء ) ترجمة : رفيق الصبان , والنص معد عن عدد من
نصوص التعزية .
4- مسرحية ( هكذا تكلم الحسين ) للشاعر المصري (محمد العفيفي ) وهي مسرحية
شعرية في خمسة فصول , نشرت عام 1969 م .
5- مسرحية ( ثار الله ) بجزأين ( الحسين ثائرا ) و( الحسين شهيدا ) للشاعر ( عبد
الرحمن الشرقاوي ) 1969 / 1970 م .
6- نص ( مقتل في كربلاء ) للشاعر المصري ( فتحي سعيد ) في ديوانه الشعري
مصر لم تنم , الصادر عام 1973 م والنص عبارة عن قصيدة طويلة .
7- مسرحية ( مساء التأمل ) إعداد قاسم محمد , عام 1974 وهو عبارة عن سيناريو
مسرحي اعتمد فيه المعد على ستة مصادر مسرحية .
8- مسرحية ( الحسين يموت مرتين ) للكاتب المغربي ( عبد الكريم برشيد ) وهو
كتابة جديدة معدة عن نصوص التعزية .
9- نص ( تعازي فاطمية ) للكاتب التونسي ( عز الدين المدني ) .
10- مسرحية ( الحسين – تراجيديا في ثلاثة فصول ) للمؤلف المسرحي السوري
وليد فاضل , عام 1998 م .
11- مسرحية ثانية يجيء الحسين للشاعر العراقي محمد علي الخفاجي , 1972 م , وسيتوقف كاتب السطور عند هذه المسرحية التي تميزت فنيًّا وفكريًّا عن مثيلاتها وفي مقال خاص بها .
هذا بالإضافة إلى صدور نص مسرحي جديد للشاعر العراقي باقر صاحب بعنوان الحسين / مسرحية شعرية , عن دار الشؤون الثقافية مؤخرا , كذلك فعل الشاعر العراقي علاوي كاظم كشيش وكتب مسرحية بعنوان / يزيد , اطلعنا عليها مؤخرا منشورة في احد المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت .
كما ننوه عن وجود نصوص مسرحية أخرى اتخذت من واقعة الطف خلفية لأحداثها , أو تمر على ذكر الواقعة هامشيا على وفق الموقف الدرامي وحاجته إلى ذلك , بل إن هناك من النصوص حاولت الترميز إلى الواقعة وأبطالها بمسميات مباشرة مرة وغير مباشرة مرة أخرى .
وسيتوقف المقال عند بعض من النصوص المسرحية سالفة الذكر , محاولا تتبع صيغ كتابتها والكشف عن طبيعة استثمار كتابها للحدث التاريخي وتناوله دراميا .
1- نص مسرحية ( هكذا تكلم الحسين ) للشاعر المصري محمد العفيفي :
ما يلفت الانتبـاه أولا فــي هذه المسرحية هو النقـــد والدراسة التـــي جاءت في مقدمتها للأستاذ العلامة علي الكوراني , تعرض فيها للمشكلات الأساسية التي تواجه شاعر المسرح المعاصر , موضحًا الأساليب المناسبة للتصوير المسرحي لتقديم الشخصيات وخاصة التاريخية منها , إلى جانب تعرضه لمشكلة الإيقاع في الشعر المسرحي والوحدة والحيوية في العمل المسرحي ، فضلا عن ذلك إعطاء حكمه عن شرعية التمثيل في قوله : ” أما التمثيل فهو وسيلة كمختلف الوسائل الإعلامية , يحدد جوازه وحرمته الهدف منه وعدم منافاته للأحكام الشرعية . ”
تتكون المسرحية من خمسة فصول , يبدأ المشهد الأول منها من الفصل الأول بظهور معاوية على فراش الموت معلنا عن ارتياحه لان يزيدا سيورثه الحكم من بعده , ليتصاعد الموقف بينه وبين مجموعة الزبانية , الذين يخالفونه الرأي وهو يخوض في هلوسته في الدفاع عن رأيه وعن ابنه يزيد . كما يكشف هذا المشهد عن موقف يزيد من طلب البيعة إليه من الحسين بن علي (ع) والإصرار على ذلك حين يخاطب جواسيسه فنراه يقول : ” أما أنت وأنت وأنت / فلتنتشروا حول حسين حتى لا يشرب جرعة ماء كانت أعينكم سابحة فيها / واروني فعل شياطين أمية / فانا أرجو أن تتلطخ أيديكم بدمه / وخطاكم قد بلغت ارض الشام بتلك البشرى “.
كما تعرض المؤلف في هذا الفصل إلى شخصية (جعدة) زوجة الإمام الحسن (ع) في فعلتها الدنيئة حينما قامت بتقديم السم إلى زوجها طمعا في الوعد الذي قدمه لها معاوية بتزويجها ولده يزيد إذا ما قامت بذلك .
لكن العفيفي حاول التدخل دراميا حينما تصرف بان جعل جعدة تعلن عن ندمها الواضح في النص إزاء فعلتها الشنيعة تلك .
في الفصل الثاني وفي المشهد الأول منه يكشف النص ظهور ساحة بيت الحسين وحوله فئات من أهل المدينة يتشاور معهم في ما يجب عمله للخلاص من تخطيط يزيد وأعوانه , مؤكدين على ثباتهم مع الحسين (ع) الذي يقول : ” لن نرجع حتى تنهشنا ذؤبان الفلوات / وتمزقنا أظفار الجلادين / فليسرع بُعُدُ الشقة خلف خطانا / حتى لا تهوي جذوتنا في ظلمات الحيرة / وبأنفسنا نور يجري مجرى الدم / ولننقش بالدم ما يقراه الليل بعين نهاره / وتعانقه خفقات قلوب ما خفقت بعد / أو نُرجع للأمة حريتها / فتعود إلى الله ولا تسجد للطاغوت “.
لقد استند العفيفي على استخدام الموسيقى الشعرية ببلاغة محكمة ومثيرة للمشاعر والعواطف الإنسانية الجياشة بلغة شعرية يتجلى فيها استخدام الصورة الشعرية في الجمل الحوارية المتبادلة ما بين الشخصيات وخاصة تلك التي نتلمسها في حوارات الحسين (ع) وزينب ومسلم وهانيء والحر الرياحي , بل نجد ذلك الاستخدام الصوري الشعري حتى في حوارات الشخصيات التي تقع في كفة الصراع الأخرى ، كفة الشر والمتمثلة هنا في شخصيات أمثال : معاوية ويزيد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجو شن .
كذلك يمكن تلمس الدقة التاريخية التي استند المؤلف إليها في التفاصيل الصغيرة لأحداث الواقعة وتسلسل أحداثها التراتبي وفي أشخاصها بأسمائهم الصحيحة ومواقفهم الحقيقية , لدرجة أن تصل هذه الدقة التاريخية لدى العفيفي إلى الكشف عن عيوب النطق لــدى ابن زيــاد , فهو مثـــلا كان يلفظ الحــاء هاءً , بمعنى انه يقـــول ( هسين ) بدلا من ( حسين) .
كما نجد التعامل مع الدقة التاريخية في أقوال مشهورة منسوبة تاريخيًّا لأشخاصها فيعمل العفيفي على الكشف عن الأقوال نفسها ولكن بحوار شعري يتلاءم وموسيقاه الشعرية المنسجمة مع لغة النص , مثال ذلك حوار الحسين : ” أفبالموت تخوفني / وحياة الموتى أكرم من موت الأحياء … ” , كذلك ما هو مبين في حوار ابن زياد: ” ما خانك قط أمين لكن قد يؤتمن الخائن / أخزاك الله لقد أخفرت أمانته) ” . مخاطبا ابن سعد .
كذلك فقد عمد العفيفي إلى الحوار الذاتي مع أنا الشخصية للشاعرية المؤثرة التي تكشف عنها مثل هذه المناجاة الذاتية , فنجد الحسين يقول : ” لو كان الأمر إلي نبذت السيف / ولزمت القران / ورأيت يزيد فلم أبصره / لكن الناس نسوا الله فأنساهم أنفسهم / وغدا الإنسان حذاء في قدمي حاجاته / اللقمة عين ساهرة ترقب أسراب لهاثه / والماء أفاع تتلوى فوق لسانه / والخوف ذراعاه وساقاه وعيناه / ورفاق الدرب وخلان الخلوات/ وصرير الباب ولمسة ثوب الطفل ” .
كما جعل العفيفي عمل المجموعة أو الكورس والمتمثلة هنا بـ ( الزبانية ) و (الجلابيب ) كما هو دورها في الماسي اليونانية والرومانية فهي تدخل في الحدث الدرامي وتعلق عليه وتعطي به رأيا وتتخذ موقفا واضحا من ذلك الحدث .
وبعد سير الأحداث بتسلسلها التاريخي نفسه وانتقال الحدث من مكان إلى آخر يصل بنا النص إلى موقف الحر بن يزيد الرياحي وخياره بين أن يكون مع الحسين أم عليه , محاولا الوصول إلى عين الحقيقة , وفي هذه الحوارية دليل على ذلك :
” الحر : يا لتنازع أهوائي / صليت وراءك يا سبط رسول الله / ووضعت السيف
فصلى خلفك / بوضوء الوهج الدامي / … فبأي ضمير ارفع سيفي في
وجهك / لكن لم لا احتال على عيشي / فأطيع ابن زياد في بعض الأمر/
ثم يثوب يزيد إلى رشده / ويعود حسين من حيث أتى / … أفديك أبا عبد
الله بنفسي … “.
كما كشف الكاتب عن موقف خاص يتعلق بشخصية الحر الرياحي حينما تيقن من وجود عيون تراقبه وتسير وراءه متابعة تنفيذاته لأوامر ابن زياد ، وهذا ما استفزه لشعوره بأنه إهانة لشخصه أولا ولاعتباريته كقائد حرب ثانيا , الأمر الذي مهد لوضعه النفسي ــ وبحسب النص ــ بان يفسح لنفسه زمنا كافيا للتفكير بما يجري حوله , بهدف اتخاذ القرار الحاسم والمناسب .
ولقد تصرف الكاتب بزمن الأحداث الجارية في نصه ، فلجأ إلى طريقة الفلاش باك , محاولا دمج الماضي بالحاضر , واستحضار الشخصيات الميتة ليضعها في مشاهد تتداخل وسير الأحداث التاريخية لواقع النص نفسه , فنجد ( معاوية وهند وأبا سفيان ) يظهرون بين ثنايا الحدث الأصلي للنص في أكثر من فصل ومشهد , كاشفا بذلك عن عالم آخر يكابد أشخاصه الم الندم والحسرة على ما أورثوه لإخلافهم من خطايا وآثام ، وكأنهم بذلك يتابعون ما يقوم به إخلافهم فيزيد هم ذلك عذابا وتأنيبا للضمير مستمرين .
كما ويلجأ العفيفي في بعض مشاهده إلى طريقة التمثيل الصامت لتنفيذ بعضا من أوامر الشخصيات , الأمر الذي يحيلنا مباشرة ــ بعد أن كشف الكاتب عن طريقة تعامله مع الجوقة واستخدامه الفلاش باك والتمثيل الصامت ــ إلى تأثر الكاتب بالنص الملحمي البرشتي في بعض من استخداماته المتنوعة في بنية النص . إلى جانب أن الكاتب متأثر أيضا بالمسرحيات الدينية التي ظهرت في العصور الوسطي حينما اظهر مشاهد عن العالم الآخر , مثلما حدث مع المشهد السادس من الفصل الخامس حينما جعل مجموعة الزبانية في ظلام دامس يحيطون بدائرة زرقاء قاتمة , كما ضمت هذه الدائرة الزرقاء نفسها في المشهد الذي يليه شخصيات القتلة جميعهم : معاوية وهند ويزيد وشمر ، وهم محاصرون بالضياع والندم والعذاب في هالة من الظلام الدامس والآلام المستمرة , وكأنهم يعيشون فعلا في العالم الآخر ، عالم العقاب ما بعد الموت أو الثواب والعقاب ما بعد الموت بحسب موقف الشخصية من الحدث الرئيسي في المسرحية .
ومما تجدر الإشارة إليه إلى أن اللغة الشعرية التي اعتمدها العفيفي , وفي أغلب مشاهد المسرحية وخاصة المتعلقة بمواقف الإمام الحسين (ع) والمواقف التي أعقبت استشهاد أهل بيته وأصحابه الميامين , نجدها لغة شعرية عالية التأثير عند قراءتها واستنباط معانيها و قابليتها على دغدغة المشاعر الإنسانية , فمثلا يتحاور مجموعة من الزعماء بعدما خلا الحسين إلى وداع ولده علي الأكبر وهو يسلم الروح بين يديه: ” زعيم 1 : دوحة قد سقطت أوراقها الخضر جميعا / وعليها طائر الغيم يغني نغما يبكي السماء / فهي حمراء كجذوة / منذ سوّى معول الموت برمل الطف / جدران ذويه . زعيم 2: انه لا يسلم الروح ولكن ينبت الأرض غناءً / يا لألحان السماء ..” .
2- مسرحية ( ثأر الله ) بجزأيها ( الحسين ثائراً ) و ( الحسين شهيداً ) :
تأليف : عبد الرحمن الشرقاوي
على الرغم من اعتماد الشرقاوي في مسرحيته هذه على مرجعية تاريخية لأحداث واقعة الطف وحسب تسلسل تفاصيل أحداثها وعلاقة ذلك بمكان وزمان الحدث , وتأثير ذلك الحدث على أفعال الشخصيات بحسب موقعها في طرفي الصراع , إلا انه بدا من زمن بعيد من زمن الواقعة , فالكاتب قد بدا في الإشهار عن ندم ( وحشي) في قتله ( حمزة بن عبد المطلب ) , فيكون الكاتب قد بدأ من الندم الذي انتهى إليه العفيفي في نهاية مسرحيته , إلى جانب أن الشرقاوي أراد التلميح إلى أفعال الشر الممتدة في أكثر من مكان وزمان وهي تحارب أصحاب الحق والحقيقة .
بعد ذلك يتوقف النص عند موقف تاريخي مهم له مكانته الخاصة في نفوس المسلمين , وهو لحظة وداع الرسول الكريم محمد ( ص ) , وبذلك يكون الشرقاوي قد ألمح إلى الانطلاقة الأولى والقاعدة الأساس للثورة الحسينية المباركة التي رصنت بنيان الدين الإسلامي وأسهمت في بقائه الأزلي .
لقد اهتم الشرقاوي في بداية مسرحيته بمشهد أساس يجمع بين ( محمد بن الحنفية والإمام الحسين عليهما السلام ) , لأهمية ما يتميز به هذا الموقف التاريخي من أبعاد إيمانية ومبادئ ثابتة كشفت عن معاني الأخوة وتقديم النصيحة والأخذ بالمشورة على وفق المبادئ الإسلامية نفسها . فضلا عن ذلك أن هذا الموقف هو البداية التي انطلق منها الحسين ( ع ) متوجها نحو الواقعة .
أما ما يتعلق بأسماء الشخصيات , فلقد اعتمد الكاتب الأسماء التاريخية الصريحة وألقابها المعروفة فنجد الشخصيات مثل : ( حبيب بن مظاهر , وزهير بن القين , ونافع , وابن عوسجة , وسكينة , وزين العابدين , والمختار الثقفي ) وغيرهم , بالإضافة إلى اهتمام الكاتب بالمكان والزمان في كل مشهد من مشاهد المسرحية , ففي المنظر الأول من الفصل الأول نراه يثبت الأتي : ” بادية بجنوب العراق على مقربة من كربلاء تتناثر فيها التلال .. الحسين ورجاله وفتيانه يتفرقون في المكان على المرتفعات والمنخفضات .. سعيد يقف على أعلى المرتفعات وهو يتأمل الأفق البعيد تحت الشمس المتوهجة التي تغمر المكان كله ” .
كما وجدنا, تأكيد الشرقاوي على وصف كل منظر من مناظر المسرحية , لكي يعزز من دقته التاريخية أولا , ويفسح المجال أمام القارىء لتخيل الحدث , بل انه يذهب أحيانا إلى تقسيمات المسرح إخراجيا , فمثلا يثبت في ملاحظة له في بداية المنظر الثاني من الفصل الأول كما يلي :
” المسرح مستويان : المستوى الأول منخفض من ناحية مقدمة المسرح وبه أشجار .. هو معسكر أعداء الحسين من ورائهم على جانب يبدو نهر الفرات من بعيد .. حيث يقف الحر صامتا أمام باب الخيمة .. والمستوى الثاني مرتفع فيه صخور ورمال حيث يقف الحسين وصحبه , وهذا المستوي الثاني يحتل النصف الأبعد من المسرح
حتى عمقه على يساره باب خيمة النساء . ”
أما لغة النص فهي اللغة الشعرية بتنوع موسيقاها وأوزانها الشعرية , تنقل فيها الشاعر من بحر إلى آخر ولكن باعتماد قصيدة التفعيلة أو ما يسمى بالشعر الحر , إلى جانب الاهتمام برسم الصورة الشعرية التي تتناسب وحجم الفاجعة , فمثلا يقول الحسين ( ع ) في المنظر الرابع من الفصل الأول حينما بقي وحده وعياله من النساء والأطفال :
” الحسين : أنا وحدي ها هنا
أنا وحدي وظلام الليل والهول وفي الأعماق
مازال شعاع من رجاء لم يعد غير الدم المسكوب فوق الصحراء
لم يعد غير الأفاعي
وفحيح الجرح والويل الثقيل المدلهم
لم يعد إلا رياح الموت تعوي في العراء
وسعير الضما المجنون في التيه الأصم
أين انتم يا أحبائي جميعا أين انتم ؟
أين فتياني .. أما عاد هنا غير الضياع ؟ “
نود التنويه إلى ما ذكره ( محمد جواد مغنيه ) في كتابه الموسوم ( الحسين وبطلة كربلاء ) عن مسرحية الشرقاوي هذه عندما قدمت لأول مرة وبخطوة جريئة على المسرح القومي المصري ومن إخراج ( كرم مطاوع ) عام 1972 م , وبعد الموافقات الرسمية للمسرحية من قبل علماء الأزهر واستشارتهم عن الطريقة التي سوف تظهر بها شخصيتا ( الحسين و زينب عليهما السلام ) بمثابة رواة لما تقوله الشخصية , ولكن وبعد إكمال العمل وصرف المبالغ فوجئ الجميع بان الأزهر له وجهة نظر أخرى فيما يخص الجمع بين الجزأين للمسرحية , وتبدو هذه حجة لا أكثر الغرض منها منع عرض المسرحية في حينها بعد أن اكتملت في شكلها النهائي الجاهز للعرض والذي شاهده حينها عدد من المسرحيين والنقاد , ومنهم الكاتب أمير اسكندر الذي كتب عن هذه التفصيلات في مقالة له بعنوان ( ثار الله ) والمنشورة في جريدة الجمهورية المصرية في 18 / 2 / 1972م , كل هذا إنما يؤكد محاربة الرقيب لاستثمار الواقعة في مجالات إعلامية وفنية إبداعية بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة ومن قبل بعض السلطات العربية التي لا تريد الاعتراف بجورها وظلمها إزاء شعوبها , ولذلك فهي تخاف الاقتراب من قضية الإمام الحسين ( ع ) أو التعرض لذكر واقعته في أي محفل إعلامي أو فني يمثـلها أو يرزح تحت تسلطها .
3- مسرحية ( مساء التأمل ) إعداد ( قاسم محمد ) :
اعتمد معد المسرحية على مصادر عدة بوصفها مادة السيناريو المسرحي هذا , حيث أن هذه المادة مأخوذة عن المصادر التالية , وبحسب النص :
1- مسرحية مأساة الحلاج , للشاعر صلاح عبد الصبور .
2- مسرحية هاملت للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير
3- مقطع من مقولات تشي جيفارا
4- نص ( مأساة كربلاء ) عن الكتاب الفارسي ( جونج – ي – شهاديت ) إعداد
محمد عزيزة .
5- مسرحية هكذا تكلم الحسين للشاعر محمد العفيفي
6- مسرحية ثورة الزنج للشاعر معين بسيسو .
على الرغم من تنوع مصادر إعداد نص المسرحية , إلا أننا نشير إلى التشابه القائم في الموقف الثوري الواضح لكل شخصية تاريخية من الشخصيات الوارد ذكرها في المصادر , حيث الثبات على المبدأ الواحد الذي يجمع بين ( الحلاج و جيفارا وعبد الله بن محمد وهاملت ) و الإمام الحسين ( ع )
لقد حاول معد المسرحية هنا التخلص من عين الرقيب حينما لجأ إلى التلاعب بأسماء الشخصيات التاريخية الصريحة وتغييرها بأسماء ترمز لها , وذلك لغرض استحصال الموافقة على نشر المسرحية , وفعلا نجح في ذلك حينما نشرت في مجلة الأقلام العراقية , في عددها السادس عام 1974م , ومن جانب آخر كان لهذا التغيير في الأسماء أثره في توسيع المديات الإيمانية المتمثلة في شخصية الإمام الحسين (ع)
بوصفه رمزا إنسانيا للعالم اجمع يمثل أعلى درجات التضحية للالتزام بالموقف الواحد , إذا علمنا أن المعد قد ألغى الزمكانية وجعلها العالم كله والتاريخ كله .
وبعد مراجعة بعض مصادر الإعداد لنص قاسم محمد , وجد الباحث مثلا , أن اسم ( الشهيد ) الوارد في النص , جاء بديلا عن اسم ( الحسين ع ) , واسم شخصية ( الحاكم ) بديلا عن اسم ( عبيد الله بن زياد ) , واسم ( قائد فيلق الاستكشاف ) بديلا عن اسم ( الحر ألرياحي ) .
اعتمد النص طريقة الفلاش باك , بالاعتماد على شخصية المرأة وطريقتها في روي المشاهد الماضية التاريخية منها , أو التي سبقت الموقف الحالي في النص , فمثلا نراها تواصل روايتها للإحداث كما يلي :
” المرأة : وفي الصحراء , كان فيلق الاستكشاف قد ضل الطريق وتشتت جنده ,
والكثير من رجاله قد ماتوا عطشا , أما ما بقي منهم على قيد الحياة
فيزحف وقد نفدت قواه . ومر موكب الشهيد في نفس المكان الذي كان
ينازع فيه قائد فيلق الاستكشاف . “
أما لغة النص فقد تنوعت ما بين الشعرية والنثرية وذلك لتنوع مصادر الإعداد أصلا , بالإضافة إلى الملاحظات والجمل التي يسطرها المعد نفسه بلغته الخاصة . مع الإشارة إلى أن النص اعتمد في غالبية اقتباساته على نصي : ( نشيد الشهيد وهكذا تكلم الحسين ) , وذلك لان الأول يقترب كثيرا من أحداث الواقعة كونه من نصوص التعزية , والثاني يحفل بلغة شعرية تجمع بين الحدث الواقعي والتأمل التخيلي , مع الإشارة إلى أن ( مساء التأمل ) نفسه كعنوان لهذا النص قد استخرجه المعد من احد مصادر إعداده وهو نص نشيد الشهيد .
4- نص ( مقتل في كربلاء ) للشاعر فتحي سعيد :
النص عبارة عن قصيدة طويلة قسمها شاعرها على عدة مقاطع شعرية متتابعة, لم تلتزم التسلسل التاريخي لإحداث الواقعة , ولكنها التزمت بوحدة موضوعية جعلت منها نصا شعريا دراميا يقترب كثيرا من السيناريو بمشاهده المختلفة , والمختارة من مناطق تاريخية متعددة وبحسب موقف الشخصية المختار وعلاقة ذلك بوحدة الموضوع .
يبدأ النص بحوارية شعرية تنشدها ( الجوقة ) , ولكن هنا يستند مؤلف النص إلى مرجعية أخرى في استثماره لواقعة ألطف , حيث يوظف الطقوس المصرية الدينية بصيحات القائمين فيها بكلمات : ( مدد .. مدد ) وذلك لغرض تقريب الصورة المسرحية من الواقع الشعبي وتأثيرها على المستمعين .
تقول الجوقة :
” … وقـُـدمت الرأس هدية ليزيد
كما قـُـدمت راس يحيى من قبل
هدية لبغي من بغايا بني إسرائيل .. “
اقتربت لغة النص الشعرية من لغة ( العفيفي ) في مسرحيته , وذلك لأسباب تتعلق بانتقال لغة الشعر الحديث إلى كتابة قصيدة التفعيلة الحرة , حيث أن الشاعرين عاشا الفترة نفسها تقريبا التي شهدت تلك التحولات الشعرية .
ولقد لجا سعيد إلى ترقيم مشاهده / مقاطعه الشعرية , بطريقة متسلسلة تبدأ بالرقم ( 1 ) وصولا للمشهد الأخير , بالرغم من أن ليس هناك تتابع درامي لبناء الأحداث , لاعتماد الشاعر الأسلوب الملحمي في كتابة النص , فضلا على وجود شخصية (الراوي ) التي من شانها أن تعزز هذا الأسلوب .
وأخيرا نشير إلى أن الشاعر هنا لجا إلى الإفادة من أبيات شعرية تاريخية جاءت على لسان أصحابها , وذلك لإضفاء سمة تاريخية حاول الشاعر عصرنتها مسرحيا .
5- نص ( آلام الحسين أو مأساة كربلاء ) إعداد محمد عزيزة :
لقد جاء هذا النص , بلغة نثرية وصفية للأحداث ولكل ما يقال , كما نلمس الاختصار السريع لأحداث عظام , لم يتوقف النص عندها كثيرا , فجات مروية على لسان الجوقة ورئيسها , الذي ظهر هنا متتبعا الأحداث , إلى جانب كونه وجماعته يمثلون أنصار الحسين ( ع ) ومؤيديه , وهذا واضح منذ البداية .
كما يشير النص إلى زوجة الأمام الفارسية ( شهرا بانو ) وتبرير ذلك يأتي لكون النص فارسي الأصل .
وفي حوار السيدة زينب ( ع ) الذي تقول فيه : ” الفرات يتابع مجراه .. ” ما هو إلا التأكيد على مواصلة طريق الجهاد والتضحيات في سبيل ترسيخ دعائم الدين ,
مهما كانت التضحيات ومهما عظمت الرزايا , فطريق الحق لا بد أن يتابع مجراه , مثلما هو الفرات الذي سيظل يجري برغم كل هذه الدماء .
كما يتوقف النص سريعا عند الإشارة إلى ( ولاية الري ) وهي ولاية في جنوب طهران , والتي وعد بها يزيد إلى عمر بن سعد , بعد قتله للحسين ( ع ) , كما يشير النص أيضا إلى روايتين عن دفن رأس الأمام الحسين ( ع ) الأولى تقول أن الرأس مدفون في بلاد فلسطين القديمة , والثانية تقول في كربلاء .
ويذكر محمد عزيزة , انه في نهاية تقديم هذا النص أمام المشاهدين نراهم يتدخلون آخر الأمر ” بحماسة تفوق حماسة الممثلين .. ويبدو الأمر وكان الممثلين والمشاهدين قد خضعوا للعذاب نفسه يعيشون بصورة واحدة , … فاجعة الحسين الرهيبة ويصبحون بذلك مثالا حيا للتقمص .. ” .
6- مسرحية ( الحسين – مسرحية تراجيدية في ثلاثة فصول ) تأليف: وليد فاضل
لعل هذا النص المسرحي لمؤلفه الكاتب والأديب السوري وليد فاضل, يُعد من النصوص الصادرة حديثا التي استثمرت واقعة ألطف في بنيتها الدرامية , حيث انه نُشر عام 1998 م .
عمد الكاتب إلى عنونة فصول مسرحيته الثلاثة , فجاء الفصل الأول بعنوان (الحسين والشمر ) , والفصل الثاني بعنوان ( كربلاء ) , أما الفصل الثالث فجاء تحت عنوان ( الرأس والهاشميات ) , ما يلفت الانتباه إلى هذا التقسيم هو أن المسرحية تبدو ثلاث مسرحيات منفصلة بالعنوان , لكن ما يجمعها هو أحداث واقعة الطف – ما قبل وما بعد – موضوعا رئيسا لهذه المسرحيات .
ومن المفيد الإشارة هنا , إلى أن الكاتب وعلى الرغم من تجزئته لأحداث المسرحية, إلا انه لم يبتعد كثيرا عن التسلسل التاريخي لأحداث الواقعة , ذلك انه قد اتبع مصادر تاريخية , جعلها مرجعا أساسا له في متابعة الحدث ومصداقيته , من هذه المصادر وبحسب إشارة الكاتب نفسه نذكر : الاحتجاج لأحمد بن علي الطبرسي , وتاريخ الطبري لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري , وتاريخ ابن الأثير لضياء الدين نصر الله ألجزري ابن الأثير , ومقتل الحسين للعلامة المرحوم عبد الرزاق المقرّم , ومقتل الحسين للخطيب المرحوم الشيخ عبد الزهرة الكعبي , والإمام الحسين لعبد الله العلايلي , وأدب الحسين وحماسته لأحمد صابر الهمداني .
مما تجدر الإشارة إليه , أن الكاتب رغم اعتماده المصادر التاريخية والتسلسل التاريخي للواقعة , إلا انه حاول إضفاء بنية كتابية حديثة على التسلسل المشهدي في الفصل الواحد , حيث يتنوع وينتقل الزمان والمكان من مشهد إلى آخر وبحسب الموقف الدرامي الواجب كشفه , فمثلا وكما جاء في الفصل الأول من المشهد الأول
الذي يبدأ بعنوان ضمني جديد وهو ( زياد ابن أبيه ) في مكان وزمان معلومين , لينتقل بعده مباشرة إلى مشهد يليه بعنوان ( موت معاوية ) في مكان وزمان آخرين , والحال نفسه يستمر مع مشهد جديد بعنوان ( يزيد وسرجون ) , وهكذا يستمر هذا التقسيم الضمني بعنونته لكل مشهد درامي موجود ضمن التسلسل المشهدي في كل فصل من فصول المسرحية الثلاثة .
لقد ضم الفصل الأول من المسرحية (21) شخصية تاريخية , إلى جانب جموع مشاركة في الحدث بينما ضم الفصل الثاني (26) شخصية تاريخية , إلى جانب جنود ورجال آخرين , أما الفصل الثالث فقد ضم (31) شخصية تاريخية إلى جانب حرس وجنود وأناس آخرين , وبهذا العدد الكبير من الشخصيات يكون الكاتب قد حاول أن يلم الأحداث التاريخية للواقعة ولشخصياتها الفاعلين في زلزلة أركان مواقفها الدرامية , وانطلاقات أحداثها الصغيرة والكبيرة , بصورة مباشرة مرة , وبصورة غير مباشرة مرة أخرى , بمعنى آخر أن الكاتب حاول أن يتعامل مع الشخصيات المركزية لمحور الأحداث , فضلا عن تعامله مع الشخصيات الواقعة في هامش الأحداث , ولكن بحسب الضرورة الدرامية لاختيار شخصية تاريخية ما و تفعيلها في بنية النص .
من الشخصيات المركزية في النص مثلا , يشير الباحث إلى : الحسين بن علي ابن أبي طالب (ع) , و زياد ابن أبيه ، و شمر بن ذي الجوشن , و عبيد الله بن زياد, و يزيد بن معاوية , و عمر ابن سعد , و الضحّاك بن قيس الفهري , و سليمان بن صرد , و حبيب بن مظاهر , و زينب بنت علي بن أبي طالب (ع) , و غيرهم من الشخصيات المركزية التي تظهر في الفصل الأول .
أما في الفصلين الآخرين فتظهر شخصيات مركزية اخرى مثل : القاسم بن الحسن (ع) , و زهير بن القيم , و علي الأكبر(ع) , و العباس بن علي (ع) , وسكينة بنت الحسين , و رقية بنت الحسين , و زين العابدين بن الحسين (ع) , إلى جانب شخصيات اخرى مثل : سرجون بن منصور الرومي , و صهيب , و الشيطان ( الذي له تجسدات كثيرة منها الشمر وسرجون ) و حرملة بن كاهل الاسدي , و سنان بن انس , و الحصين بن تميم , وخولي بن يزيد الأصبحي ( حامل راس الحسين (ع) ) , وزيد بن أرقم , و النعمان البشير , و خالد بن يزيد , و يحيى بن الحكم , و هذا إلى جانب شخصيات أخرى مثل : فاطمة بنت الحسين , و صوت فاطمة الزهراء (ع) , و صوت الإمام علي (ع) , و عبد الله ابن الحسين , و غيرها من شخصيات مركزية , إلى جانب إعداد كثيرة من شخصيات هامشية من الجنود والحرس والحاشية .
ومما تجدر الإشارة إليه , أن المؤلف أعطى مكانة خاصة لشخصية الإمام الحسين (ع) ومنذ المشاهد الأولى للمسرحية , حيث عمد إلى إظهاره مرة تلو الأخرى في مشاهد مناجاة منفردة يظهر فيها الإمام ( محاطا بهالة من نور ) , برغم ابتعاد مثل هذه المشاهد عن التسلسل التقليدي لبنية النص إلا أنها كانت تمهد للحدث الجلل , وتكشف عن فكر ومبادئ الإمام وثباته على طريق الحق ومهما كانت التضحيات , إلى جانب التأكيد على ارتباط العقيدة الإسلامية بالتعاليم السماوية ,
فمثلا , نشير إلى المشهد التالي :
” الحسين : يارب الفلق والأطباق , ويا رب الفجــر والإمســاء , ويا سيــد النــور
والظـلام , ويا منشـىء الوجود والفــراغ , ويا باسط ألازمان , ومكـور
الأشيــاء , يا نبع كل مــاء , وماء كل نـبع , يا حبور كل فرح , وفرح
كــل حبــور , ويا دمع كل حزن , وحــزن كل دمع , أيها الحــب الذي
يسري من شفاه السر , … فقد أحاطت بي صغار النـــاس ودماؤها من
كل صوب , سيوفهــم مشهرة لنهش أجسادنا , وشهواتهم مسعرة لسبي
نسائنا , وكلهم يا سيدي يهتـفون الله اكبــر , الله اكبــر لقتــل آل يبتك ,
وتذرية أحبائك الذين اجتبيت واقتنيت من حصاد الناس , لم يروا جلال
وجهك , فخروا سجدا للشيطان , أنفسهــم حجـاب , وظلام هذا الكون
حجـاب , لكـن لا حجاب بيني وبينك , لأنني من رسول الله , نبضة من
قلبــك , يا رب النور , … هبني يا سيدي السكينة والاستقرار في محور
أمرك .. “
على ضوء ما تقدم , وبعد أن تتبعنا بعضًا من النصوص المسرحية العربية التي استثمرت واقعة ألطف مسرحيا , نصل إلى ما يلي :
1- اعتماد الكاتب المسرحي على الدقة التاريخية في استثماره لواقعة الطف .
2- اتسمت النصوص المسرحية العربية ببناء درامي قريب الصلة بين نص وآخر ,
وهذا نابع من أن واقعة الطف قد بنت دراميتها التصاعدية بنفسها بناءً محكما .
3- هيمنت اللغة الشعرية على النصوص المستثمرة .
4- محاولة بعض الكتاب الإفلات من عين الرقيب الذي يحذر ويخاف القضية
الحسينية .
5- رجوع الكتاب إلى المصادر التاريخية التي وثقت أحداث الواقعة , بهدف الإلمام
بشمولية الأحداث وشخصياتها .