“الأهرام”: المصريون ينفقون 15 مليار جنيه في السنة على ثلاثمئة ألف دجال ومشعوذ
قالت جريدة الأهرام المصرية إن المصريين ينفقون 15 مليار جنيها في السنة على ثلاثمائة ألف دجال ومشعوذ … وقالت إنقرى وأرياف مصر يسيطر عليها هناك ما بين ٢٥٠ ــ ٣٠٠ ألف دجال وفقا لدراسات المركز القومي للبحوث الاجتماعية وينفق المصريون من جيوبهم المثقلة بالمتاعب والأوجاع على ذلك ما بين ١٠ ــ ١٥ مليار جنيه في السنة الواحدة.
وتخلص الدراسات الاجتماعية إلى أن ٥٠٪ من النساء المصريات يعتقدن بقدرة الدجالين على حل مشاكلهن وأنهن الأكثر إقبالاً من الرجال وأن ٦٣٪ من المصريين يؤمنون بالخرافات والخزعبلات، ويمثل الفنانون والسياسيون والمثقفون والرياضيون منهم نسبة تصل إلى ١١٪.
قائمة الأمراض والعلاجات طويلة أشهرها مس الشيطان أو اللبس وربط العرسان والعنوسة والعقم وضياع المقتنيات وأوجاع الجسد والفشل الدراسى وتأمين الوظائف ووقف الحسد، كما أن التعاويذ والأحجبة جاهزة فمنها المدهونة بدم خفاش أو المكتوبة على لية خروف أو على رأس قرموط فى مياه النيل أو ذيل قطة غريبة الشكل أو لوح عظم الكتف لأي ذبيحة، أو الموضوعة تحت جثة ميت فى القبر.
فى قرى دمياط ينتشر الدجالون كالنار في الهشيم والتسعيرة تختلف حسب الحالة، ففي كفر سعد يقوم أحدهم بفك العمل أو وضعه بمبلغ ٥ آلاف جنيه وهو يضع العمل السفلى في مقبرة تحت رأس ميت أو داخل المقابر عن طريق اللحاد مقابل ٥٠٠ جنيه، كما يطلب ٢٠٠٠ جنيه مقابل فك العمل عن طريق القط الأسود، بينما في قرى أخرى مثل عزبة البرج تبدأ الاستشارة من ١٠٠ جنيه وحتى ٥٠٠ جنيه في كل جلسة ، أما العلاج فيحتاج إلى جلسات طويلة يحرص الدجال على أن تكون أسابيع وربما شهورا قد تتجاوز ١٠آلاف جنيه . وفى دمياط الجديدة تم القبض أخيرًا على أشهر دجال أوهم الفتاة سماح بأنه سيعالجها واحتال عليها للذهاب إلى شقته وحاول اغتصابها غير أنها قاومته بشدة حتى قتلت شهيدة بعد أن سرق مصوغاته
، هذا الدجال قيل أنه احتال على ٥٥ سيدة وفتاة في دمياط وسلبهن الذهب وحاول اغتصابهن بدعاوى مختلفة من بينها إخراج الجن من أجسادهن أو عمل أحجبة. ويقول عمار فؤاد من مدينة السرو أن المدينة والقرى المحيطة بها مثل الكاشف والزرقا تحفل بعشرات الدجالين أغلب زبائنهم من النساء ويمارسون النصب علنا وتحت بصر كل الأجهزة. لكن الشيخ أسامة محمد برهام أحد المعالجين بالقرآن في قرية النجارية طريق الروضة بفارسكور فيفجر مفاجأة من العيار الثقيل بقوله أن ٩٩٪ من زبائنه مرضى نفسيين وكثير منهم ضباط وخريجو جامعات وموظفين نتيجة ضغوط الحياة ويقوم بإحالتهم إلى أطباء الأعصاب والأمراض النفسية بالمنصورة والبقية يقوم بعلاجهم بالرقية الشرعية، لكنه يشن انتقادات واسعة للمدعين والدجالين ويطالب بعلاجهم أولا، مشيرًا إلى أن تعاطي الحبوب والمخدرات والمنشطات بأنواعها تساعد في لجوء الناس إلى الدجل.
ويؤكد الدكتور السيد عبد المجيد أستاذ الصحة النفسية ووكيل كلية التربية جامعة دمياط أن ظاهرة السحر والشعوذة المدمرة استشرت في المجتمع المصري في الآونة الأخيرة ويلجأ إليها أغلب أبناء المجتمع سواء الجاهل أو المثقف، الرجل والمرأة فدمرت اقتصاديات الأسرة وعطلت العقل وشردت العديد من الأسرويرجع الدكتور السيد عبد المجيد أسباب تفشى السحر والدجل إلى ضعف العقيدة والإيمان بالله، والجهل بأحكام الشرع، والسذاجة عند بعض العامة وتدني الثقافة والجهل، وطغيان الحياة المادية في الوقت الحالي وغياب القيم الروحية، وضعف وتدني دور العلماء والمثقفين والمفكرين وعلماء التربية، فضلا عن انتشار الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية خاصة الحقد والحسد، وانتشار الفضائيات المروجة لبضاعة السحر والساحر، ورغبة البعض في إلحاق الأذى بالآخرين.
ويقترح أستاذ الصحة النفسية لعلاج الظاهرة تقوية النزعة الإيمانية لدى الناس، وتعظيم دور العلماء والمربين لنشر العلم، وسن القوانين الرادعة في هذا الشأن، والتوعية الدينية وتبصير الناس بأضرار السحر(…) وتحفيز الناس على الطب والعلاج الصحيح.
عرب تايمز