أجواء عاشوراء في مقام السيدة زينب (ع) بسوريا
محرّم الحرام ابتدأت أيامه، لتتجدد ذكرى عاشوراء وتحمل معها معاني الحزن على مُصابِ سيدِ الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ومعاني الإرادة السامية ونصرة الإسلام والعدل والقيم.
ذكرى عابرةٌ للزمانِ والمكانِ لم تقوَ مشاريعُ الظلمِ على وأدِها، ولم يَحُل ضجيجُ الظالمين دون وصولِ أصداء صوتِ زينب (عليها السلام) إلى أرجاء المعمورة معلنا انتصارَ الدمِ على السيف.
أصداء تتردد من أصوات المحبين في مرقدِ العقيلة صاحبةِ الذكرى الذي شمخت في اعلى قبته رايةٌ سوداء ترفرف على وَقْعِ تلبيةِ النداءِ والبيعة دون ان تقدرَ أعاصير الظالمين يوماً على إخفاتِها.
أمان في المرقد الشريف.. وتوافد المعزين يزداد هذا العام..
منطقة السيدة زينب عليها السلام في الشام اتشحت بالسواد واللافتات الحسينية ونُصبت فيها خيام الحسين (ع) التي جسد بعضُها ملامح من واقعة الطف، وبعضها كان للطعام والشراب، إضافة للمجالس الحسينية التي تعطي العبر والدروس، وأفواج الزائرين بدأت تقبل على الحوراء زينب لمواساتها بمصابها، فالأمان عاد إلى المنطقة وإجراءات أمنية مشددة اتخذت عند المقام الشريف ومحيطه.
هذه المجالس تُعاد كل عام منذ بدء شهر محرم الحرام، والحسينيون والزينبيات يواظبون عليها في هذا الشهر لسماع سيرة ومصيبة الحسين عليه السلام وآله وأصحابه، ويأخذون العبر مما قُدِّم في هذه الملحمة الكربلائية.
مقتبسات من كلام المعزّين في حضرة المقام الشريف..
قال أحد المعزين: “هذه الأيام هي أيام الدمعة، وهي أيام البكاء على الحسين”، كما يرون أن أيام عاشوراء إحياء للتضحية وللإيثار، وإحياء للفكر و للدين والأخلاق، كما أخذوا عبرة انتصار المظلوم على الظالم: “الإمام الحسين عليه السلام يعلمنا كيف ينتصر المظلوم على الظالم وينتصر الدم على السيف”.
وقال الآخر: “اخت الحسن والحسين، وابنة الزهراء والكرار، وحفيدة رسول الله صلى الله عليه وآله، تستقبل زوارها ومعزيها، وهي التي كان في كربلاء لها الدور الشامخ، وسيظل ذكر أيام واقعة كربلاء ومعانيها يتردد، فلأيام عاشوراء حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا”.
ابنا