ركضة طويريج: الرايات تصنع في الصين وتستورد قبل المناسبة بأيام وتوزع أثناءها

تشهد أرض كربلاء يوم العاشر من المحرم الحرام أكبر فعالية بشرية تلتحم فيها قلوب المعزين لرسول الله صلى الله عليه واله باستشهاد سبطه الحسين عليه السلام ، حيث يصطف مئات الألوف من المعزين في مواكب مهيبة في ركضة طويريج الخالدة التي تنطلق من منطقة باب طويريج في كربلاء باتجاه الحائر الحسيني معلنة الولاء والنصرة لسيد الشهداء .
ومما يميز هذه الركضة والحشود المكتظة فيها الرايات الحسينية الخضراء التي يحملونها بالآلاف وهي مطرزة بعبارة ( ركضة طويريج ) وشعار ( واحسين ) ، فأين تصنع هذه الرايات ومن يشرف عليها وما أحجامها وكيف توزع للزوار ، عن هذا الموضوع حدثنا احد خدمة الإمام الحسين من كربلاء الأخ لطيف الجراح قائلا :
تتميز ركضة طويريج بالتنظيم الكبير والحضور الجماهيري الهائل الذي يصل إلى مئات الألوف من المعزين من أحباب وأنصار الحسين عليه السلام ، ويحمل المعزون الرايات الخاصة بركضة طويريج والتي تكون باللون الأخضر مكتوب عليها ( ركضة طويريج ) ويتم استيرادها من الصين وتصل على شكل وجبات كل وجبة تحتوي 4000 راية مكتوب على كل راية لبيك يا حسين من الأعلى وتحتها عبارة ( ركضة طويريج) .
ويضيف الجراح يتم تجهيز هذه الرايات قبل المناسبة في منازل أصحاب المواكب والتكيات الحسينية وتجهز بالعصي بداخلها ويتم تحضيرها إلى أن يحين موعد المناسبة يوم العاشر من محرم الحرام .
وعن أحجام الرايات حدثنا لطيف ” الرايات 3 أحجام منها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ويكون الطلب الكبير عادة على الرايات الكبيرة والمتوسطة لأنها تكون واضحة وبارزة أثناء الركضة ”
ويتابع ” يتم نقل هذه الرايات في ليلة العاشر من شهر محرم الحرام بعد ركضة طويريج الصغيرة التي تقام في مدينة طويريج ولكن لا يتم توزيع اي راية في هذه الركضة وإنما توزع في الركضة الكبيرة التي تنطلق من قنطرة السلام بعد صلاة الظهر مباشرة يوم العاشر” .
و يستمر الجراح في تعريفنا بتفاصيل عملية توزيع الرايات على المعزين ” يتم توزيع هذه الرايات على الزوار المشاركين في الركضة من أهالي طويريج وغيرهم من باقي المحافظات ويتم التوزيع باشراف أهالي طويريج حصرًا ﻷنهم المؤسسون لهذه الشعيرة الحسينية العملاقة ” .
و ( طويريج ) لمن لا يعرفها هي أحد الأقضية التابعة لمحافظة كربلاء ويبعد عن كربلاء 22 كيلو متراً . ولكون الركضة تبدأ من قنطرة السلام التي تقع على طريق طويريج فسميت الممارسة بركضة طويريج. والقنطرة تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مركز المحافظة .
تبدأ الركضة بعد أذان الظهر بالضبط وهو الوقت الذي يسقط فيه ألأمام صريعاً على رمضاء كربلاء . وكأن هذه الحشود جاءت لنصرة الحسين عليه السلام ولكنها وصلت متأخرة ولم تستطع الوصول قبل مصرع الإمام . لذلك يلطمون على الرؤوس وينادون ياحسين ياحسين فينطلقون من القنطرة مروراً بشارع الجمهورية فشارع الإمام الحسين ثم يدخلون إلى الضريح الشريف من باب القبلة ويخرجون من الباب المقابل لمرقد أبي الفضل العباس فيجتازونا منطقة بين الحرمين إلى ضريح أبي الفضل العباس وعند خروجهم من الضريح تكون قد انتهت هذه الممارسة الحسينية العظيمة .

عين العراق