مغتربون عراقيون يقاتلون “دواعش المهجر”

289

21-11-2014-8-d

    قال المسيحي العراقي فيصل بهنام (45 سنة) الذي وصل إلى بلجيكا في العام الماضي، إنه لا يستطيع محو ذاكرته عن الطفولة والحياة في البلد الأم، بعد مرور نحو ثلاثة أعوام على الهجرة من الموصل، حيث قضى نحو سنتين في تركيا.
وأضاف بهنام أنه ” يشعر بتأنيب الضمير، لأنه لم يكن يستطيع أن يفعل شيئًا لمدينته حين اجتاحتها عصابات داعش الإرهابية”.
وتابع أنه ” في ذلك الوقت لم يكن يفكر الناس سوى بالفرار، إلى دولة مجاورة على أمل الوصول إلى أوربا”.
وهيّجت مشاعر بهنام، الأنباء التي تتحدث عن تشكيل فصائل مقاتلة لتطهير الموصل، ومن بينهم مسيحيون، فيما يتدفق المتطرفون والتكفيريون من أنحاء العالم المختلفة للتطوع في صفوف عصابات داعش الإرهابية .
ودنست عصابات داعش الإرهابية ، مدينة الموصل في العاشر من حزيران/يونيو الماضي، وأعلن الإرهابي أبو بكر البغدادي عن دولتهم الخرافية من أحد مساجد نينوى.
ومنذ ذلك التاريخ، يلتحق متطرفون غربيون و تكفيريون ومغامرون بالتنظيم الإرهابية، فيما أجبرت هذه العصابات الإجرامية الأقليات على الهجرة .
وأضاف بهنام أن اتصالا هاتفيا مع أخي النازح إلى أربيل، أفاد أن “العشرات من المسيحيين يستعدون للقتال إلى جانب متطوعين لتحرير الموصل”.
وفي سياق حديث بهنام، كتب حساب “دشتا نوينو” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن “المسيحيين يشكلون كتائب من الشباب للانخراط في صفوف المتطوعين لتحرير المدن التي استولت عليها عصابات داعش الإرهابية والمتعاونين معهم “.
وفي السياق نفسه ،يقول حكيم رياض (40 سنة) من الطائفة الأيزيدية ويقيم في هولندا لـ(IMN)،إن “هناك شعورا بالألم لدى المغتربين العراقيين ،لاسيما من أبناء الأقليات الذين هاجروا في السنين الأخيرة، فبينما يتدفق الإرهابيون من أنحاء العالم للقتال إلى جانب عصابات إجرامية، يهرع أبناء الوطن إلى الخارج ،ولاسيما من أبناء الأقليات”.
وتابع “كان من المفترض أن نبقى في بلادنا وندافع عن أرضنا، لكن الوضع لم يكن يسمح لنا بذلك”.
ومع ورود أنباء تشكيل فصائل تقاتل العصابات الداعشية ، يقترح رياض آلية تتبناها السفارات العراقية في الخارج، لتنظيم تطوع المغتربين في فصائل الحشد الشعبي.
ويسترسل في القول “في الكثير من المواقف نلتمس في المجتمع الأوربي متطرفين من المغرب العربي، ودول أخرى يعلنون جهارا تأييدهم لعصابات داعش الإرهابية “.
وزاد “نجادلهم في الكثير من المواقف أو نتجاهل أفكارهم التكفيرية في بعض الأحيان، لكن الرد الأفضل عليهم هو التطوع لقتال العصابات الإرهابية”.
وتقول هيفاء غسان، وهي من الطائفة الأيزيدية وتقيم في بلجيكا أن “زوجها وشقيقا لها سافرا إلى العراق الشهر الماضي، للتطوع في فصيل (طاووس الملائكة) القتالي في جبل سنجار الذي يبعد نحو 120 كم شرق الموصل، لمقاتلة الدواعش.
وفي آخر اتصال هاتفي معه – بحسب هيفاء – فإن “الأمور تسير على ما يرام”.
وكانت تقارير لوسائل إعلام، أكدت تطوع أعداد كبيرة من المسيحيين في الجيش العراقي، وفصائل الحشد الشعبي، لقتال الإرهابيين.
ويستغل التكفيريون المتطرفون حرية الرأي في الغرب، للتعبير عن أفكارهم في تنظيم حملات التطوع، شبه السرية، في صفوف العصابات الإرهابية، ما ساهم في انضمام العشرات من الشبان من الدول الغربية إلى صفوف عصابات داعش.
وتؤكد السلطات الفرنسية أن أكثر من 1100 فرنسي انخرطوا في الشبكات الإرهابية، كما نشرت وسائل الإعلام أن شابين فرنسيين كانا بين منفذي عملية الإعدام الجماعي لجنود سوريين، الأسبوع الماضي.
في حين بدأت السلطات الأوربية بالمراقبة المشددة على الفعاليات المتطرفة، إلا أن هناك صعوبة في رصد الكثير من فعالياتهم المجتمعية التي تدعو إلى التطرف والنفير إلى دولة” الخرافة”.
وفر الآلاف من العراقيين من بطش نظام الرئيس العراقي المقبور ، قبل 2003، إلى أوربا والدول الأخرى، كما ترك الآلاف بلدهم بعد هذا العام هربا من بطش الدواعش.
ويستغل التكفيريون والمتطرفون في الغرب، حرية الرأي، والحالة المعيشية الجيدة التي توفرت لهم لترسيخ مفاهيمهم التكفيرية والعمل على تسويقها، كما يتهمون الدول التي آوتهم بـ الكفر والإلحاد.
ويقول المتابع لشؤون الجماعات المتطرفة المقيم في ألمانيا، فائز السلطاني لـ(IMN)، إنه “جادل أحد التكفيريين في أحد التجمعات الدينية، بعد أن أخبره بان القتال في العراق واجب ديني وفق الشريعة الإسلامية”.
ويتابع السلطاني، القول “هناك دعاة في الغرب يألبون المتطرفين على القتال في العراق، إلا أن تشدد السلطات مع هؤلاء منع الكثير منهم من السفر”.
وفي الوقت نفسه ، يقول السلطاني أن “بعض العراقيين توجهوا إلى السفارة العراقية في مدينة برلين للاستفسار من الجهات المعنية عن إمكانية التطوع في فصائل الحشد الشعبي”.
وأضاف “ازدادت هذه الرغبة في التطوع بعد الأنباء التي تحدثت عن ذهاب إرهابيين إلى العراق من الدول الأوربية للقتال”.
ويؤكد الكاتب والإعلامي حسين الحسيني، المقيم في العاصمة الفنلندية هلسنكي، لـ(IMN) ، على أن “المغتربين العراقيين نجحوا في في إيصال صوتهم إلى السلطات المعنية بضرورة لجم الفكر الإرهابي الذي يحث الشباب على القتال إلى جانب عصابات داعش المرتدة”.
وفي حين يسعى مغتربون إلى الانضمام للفصائل المقاتلة، انضم الناشط المسيحي، ستيفن نبيل إلى الفعاليات الإنسانية لمساعدة النازحين واللاجئين.
وكتب على حسابه في “فيسبوك” أنه ” بعد صور الانفجار في سوق أربيل، أمس الأربعاء، كان لدينا خياران أما الاستسلام لإرادة الشر والرجوع إلى المنزل أو الوفاء بالوعد للأطفال، وإنهاء المهمة”.
واختتم حديثه ” المتطوعون والسائق اختاروا الحياة والإيفاء بالوعد في إيصال الملابس وجوارب الأطفال والدشاديش والكفوف والمساعدات الغذائية والحليب، فضلا عن هدايا (سانتا كلوز)، من الكرات والسيارات ودمى الأطفال”.

sng

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*