ظاهرة إلحاد “المثقفين” .. مثقفون: لا ثقافة بلا دين
259
شارك
علي العبادي.. ما علاقة الثقافة بالإلحاد، واذا اردت ان تكون مثقفاً هل لا بد ان تكون ملحداً، ولماذا يوضع المثقف في خانة الالحاد؟، هذه الاسئلة وغيرها بدأت تأخذ حيزاً في الأوساط الثقافية، وظهور اجتهادات شخصية خارجة عن نطاق العلمية. الثقافة تجعلك متنوراً وكل الأديان السمحاء تدعو الى الهداية والى النور لاسيما ديننا الاسلامي الحنيف ما الذي يجعل البعض يرون في الالحاد ثقافة غير انه لا يساوي مجرد تمرد غير متزن على القيم والثقافة السلمية التي تنير العقل، من اجل الكشف عن تداعيات هذا الموضوع وقفت شبكة النبأ المعلوماتية مع بعض المثقفين والمواطنين.
مواقع التواصل الاجتماعي تقول القاصة والروائي عالية طالب لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) : “اليوم من حوادث وأخبار ومنقولات تطرحها مواقع التواصل الاجتماعي على يد من يحمل صفة شاعر أو قاص أو باحث يسيئون فيها إلى الكثير من اشتراطات الأدب والثقافة والأعراف والتقاليد والحريات ومعاني الديمقراطية ومفاهيمها، ويتخيلون أن الواقع الصعب الذي نعيش فيه هو بوابة مشرعة لولوج قاموس أقذع الأوصاف والشتائم التي يجيدون استخدامها جيدا اعتمادا على مستوى ثقافتهم ووعيهم المتدني وسلوكياتهم الفجة”. وأضافت طالب “امتلأت تلك المواقع بالشتائم وصور النساء العاريات والمقالات التي تتطاول على الجميع بلا استثناء والشعارات الزائفة لمعنى المواطنة والوطن، والكلام الأجوف لمعنى أن أصادر حرية معتقداتك المقدسة بطريقة التسفيه والرجم والتكفير والاستخفاف، متناسين أن كل شعوب العالم لها مقدساتها وأفكارها الدينية ورموزها الفكرية والربانية، ولا أحد يجرؤ على التطاول عليها حتى في أرقى الدول التي تحترم حرية الفرد وتقدسها وتدعم استخدامها ضمن حدود القانون وما يكفله من استخدام حرية التعبير”. ما علاقة الثقافة بالإلحاد؟ يشاطرها الرأي الكاتب احمد جبار غرب: عن هذه المواقف تتكرر دائما وتغلف بفرضيات مشوهة تعتريها السفاهة متسائلاً : ما علاقة الثقافة بالإلحاد؟ وللأسف هذا يعود للبعض الذي يجاهر بأفكاره واعتبارها قرائنا منزلا ويصر ان الالحاد هو من روح العصر ومتطلباته رغم ان الامر شخصي صرف ..احترام المقدسات هو المقدس الذي يجب الالتزام به والا سيرمى الاخرين بنفس الحجارة التي يرمون بها.. ليس شاننا البحث في الدين لنكرس الانقسامات انما نبحث عن طموحنا في بناء دولة مدنية قائمة على المواطنة واحترام العقائد والحريات.. اما القفز على الثوابت الدينية بشكل فض فهو امر غير مقبول بل مرفوض.
البيئة أول مؤثر يرى الكاتب فراس محمد: أن البيئة هي مؤثر اول واساسي في انتهاج عقيدة او ايدلوجية يتبعها الوعي المتنامي التراكمي الذي لا ينكفئ عن اثارة الأسئلة، فعندما يصطدم المثقف بإجابات غير مقنعة ترافقها حالة من الرفض للممنوع الذي يفرضه الالتزام الديني تدفعه الى اسهل الحلول وهي الرفض الكلي، ومن واجب المثقف البحث عن حلول ابتداء وحتى وان الملحد يجب عليه ان لا يقدس فكرة الالحاد فمن الممكن ان مالم يجد عليه اجابة او اثار الشك في نفسه اليوم ستكون له اجابة غدا، وايضا علينا ان نفرز بين الملحد الغربي والملحد في بلادنا الملحد الغربي ينطلق من واقع الرفض للوجود الالهي من خلال تارة متأثر ببيئته او والديه او رفضه العقلي لبعض الممارسات او تأثره ببعض النظريات اما ملحدنا فبالإضافة الى ذلك الحالة الغرائزية توثر بشكل كبير على قراره الالحادي.
هناك مسلمات يذكر المخرج عبد الجبار التميمي: إنه همًّ مستديم نعانيه جميعًا.. المثقفون الحقيقيون هم أثرياء الرؤى الثاقبة التي تخدم المجتمع وتساهم ببنائه دون خلط للأوراق ودون مناقشة أمور الدين والاساءة له فهناك مسلمات لا تقبل النقاش، والمثقف المنتج له مجاله وعليه احترام مجالات الاخرين. دور المثقف يقول أحد المراقبين المثقفين (أديب المسعودي): تحدثت مع الكثير من المثقفين بهذه القضية الشائكة التي ارى من منظوري البسيط ان كانت الثقافة مرتبطة بنكران وجود الله فتبا لهكذا ثقافة. وليس من شأن المثقف ان يتجادل عن ثبوتية الله فهناك حوزات وهناك حلقات حول الاديان واثبات الوجود. المثقف دوره اصلاحي تنويري والمشكلة اليوم هناك نفس بدء ينسل بين النخب الثقافية وهي ظاهرة الإلحاد، ولا نعرف ماهي المسببات. الله نور من جانبها قالت مهما محمد وهي متخصصة في الشؤون الثقافية: الدين .. هو نور العلم .. فكيف اجرد نفسي من الدين واعيش في الظلمات (الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ) وقد بين الله ايضا في كتابه الكريم ان اولو العلم، تأتي مرتبتهم بعد الملائكة بقوله (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم) لا ثقافة بدون دين، ولا دين بدون ثقافة.