الأزهر يفتي بالجهاد ضد داعش والإخوان

170

 10-12-2014-3-d

أفتى الأزهر بضرورة مواجهة الجماعات الإرهابية حتى لو وصل الأمر إلى قتلهم، مجيزاً للحاكم طردهم خارج بلاد المسلمين.

وفي إطار مواجهة الأزهر للتطرف والإرهاب، قدم بحث جديد بمؤتمره في مواجهة الإرهاب الذي نظمه مؤخرًا، والذي تحدث عن الموقف الشرعي من الجماعات الإرهابية التي تدعو للعنف ولا تلتزم بطاعة ولي الأمر.
وأكد البحث الأزهري الصادر عن مجمع البحوث الإسلامية جواز قتل هؤلاء الإرهابيين وطردهم من بلاد المسلمين. ونفى الأزهر مزاعم الإسلاميين بعودة الخلافة الإسلامية مرة أخرى، مؤكدًا أن هذا وهم لا يعبر عن الواقع.
وتحت عنوان “البغاة والخوارج”، تحدث البحث عن الموقف الشرعي من الجماعات الإرهابية كداعش والإخوان وأنصار بيت المقدس، التي تدعو للعنف ولا تلتزم بطاعة ولي الأمر. وأكد البحث الأزهري أن هناك جماعة لا يؤمنون بالنصوص الداعية إلى الحفاظ على الوحدة من أجل السعي نحو تولي زمام السلطة أو بدافع يمت بصلة عصبية أو حزبية أو غيرها، ما يتخذ الدين ستارًا يبعد عنه التهمة ويخفي وراءه الحقيقة، وهؤلاء موجودون من قديم الزمان.
وذكر أيضًا أن الله تعالى قال “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا، أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض”، وبناء عليه فالحاكم له الحرية في اختيار عقوبة من العقوبات الواردة في الآية لكل من حمل سلاحًا وقتل المدنيين. والمراد بالنفي في قوله تعالى “أو ينفوا من الأرض” هو الإبعاد من بلاد الإسلام إلى بلاد الشرك.
وأكد البحث أن إصرار جماعة الاخوان على فكرها يجعل قتلها جائزًا على قتال أهل البغي في عامة أحواله، ويجوز للحاكم أن يعاقب من يروج لفكرهم بما يراه من عقوبة لا تصل إلى القتل.
وتناول بحث الأزهر ما تثيره الجماعات الإسلامية في سعيهم لإقامة الخلافة الإسلامية. أكد الأزهر الشريف أنه وردت أحاديث عدة في هذا الأمر منها قول الرسول “إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشرقها ومغربها، وأن أمتي سيبلغ ملكها مازوي لي منها”، وحديث آخر “إن الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك بيت مدر ولا وبر إلا ودخله”، وكذلك حديثه “ستفتح رومية بعد القسطنطينية، وستعود الخلافة على مناهج النبوة وتكثر الخيرات”.
وعن تفسير تلك الأحاديث،  ذكر علماء مجمع البحوث الإسلامية أنه لما كان من أساليب العرب التعبير بالشيء الكبير عن الشيء الصغير لبيان أهميته، يمكن حمل حديث بلوغ ملك الإسلام ما روى للنبي من الأرض على اتساع الرقعة التي يملكها المسلمون، وقد حدث ذلك فإن العرب في جزيرتهم المحدودة وصلوا بفضل الإسلام إلى أماكن شاسعة فوصلوا إلى حدود الصين شرقًا والمحيط الأطلسي غربًا، وإذا كان القرآن الكريم قد أخبر عن ذي القرنين بأنه بلغ مطلع الشمس ومغربها ومكن الله له الأرض فهل معنى ذلك أنه بلغ اليابان شرقا وأميركا غربًا؟ فالمراد بالأحاديث عن الدولة الإسلامية هو بيان سعة سلطان الدين الإسلامي والسعة أمر نسبي أو مقولة بالتشكيك تصدق بالقليل أو بالكثير.
وعن حدود طاعة الحاكم، ذكر البحث الأزهري أن وجوب الطاعة لولي الأمر في جميع الأحوال حتى ولو كان الحاكم ظالما، لكن لا يجوز السكوت على الحاكم في حالة واحدة وهي ارتكاب ما يخالف شرع الله، وما يصب في معصيته، كأن يفرض قانونًا يأتي بمنكر كالربا في المعاملات، فلا يجوز طاعته. لكن الخروج عليه يكون بعدم ارتكاب فتنة، ولو كان ذلك سيسبب فتنة فمن الواجب والأفضل الصبر عليه. أما إذا لم يأمر الحاكم أو يفرض بل كان إصدار قرار أو قانون يجيز فيه مثلًا صناعة الخمور أو تبرج المرأة فالفرصة متاحة في ذلك إلى عدم طاعته وعدم ممارسة ما أباحه القانون مما حرمه الله.
أكد محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، أن مؤتمر الأزهر في مواجهة التطرف والإرهاب رد بالأسانيد على ما تدعيه الجماعات الإرهابية من تفسير خاطئ للقرآن والأحاديث النبوية.
وقد قدم المشاركون العديد من الأبحاث الدينية للرد على المزاعم الإرهابية، ومن هذه اللحظة تعتبر المؤسسات الدينية على مستوى العالم أحد الركائز القوية نحو مواجهة الفكر المتطرف للجماعات الإرهابية مما يعد ضربة قوية لتلك المنظمات.
وأشار إلى أن الأزهر سيعمل على تنفيذ توصيات المؤتمر على أرض الواقع، بالتنسيق مع المؤسسات الدينية على مستوى العالم.
وقد يتم تنظيم مؤتمرات أخرى في إطار الحرب على الإرهاب، التي لن تنتهي قريبًا.

شفقنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*