كاتب ومفكر مسيحي يزور كربلاء ويؤكد: زيارة الأربعين سحر إلهي يعجز الإنسان عن وصفه
245
شارك
وصل الكاتب والمفكر المسيحي السوري انطون بارا، الأربعاء، إلى محافظة كربلاء لأداء مراسيم زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)، فيما أكد أن زيارة الأربعين سحر إلهي يعجز الإنسان عن وصفه.
ونقل موقع العتبة الحسينية عن بارا قوله، إن “لهذه الزيارة سحراً إلهياً خاصاً، يعجز العقل عن استيعاب فكرة ملايين من الناس يتركون منازلهم ويقطعون آلاف الكيلومترات قاصدين زيارة الحسين (عليه السلام) والتبرك بالشباك المقدس”.
وأضاف بارا أن “الناس متحابون فيما بينهم لا ترى سوى الإحسان والخدمة الجميلة التي تزداد سنة بعد أخرى”، معتبراً أن “زيارة الأربعين امر يعجز الإنسان عن وصفها”.
وانطون بارا هو مفكر وروائي وإعلامي وأكاديمي سوري، وقد عرف عنه اهتمامه بسيرة أهل البيت وقد نال كتابه (الحسين في الفكر المسيحي) شهرة واسعة حين صدوره وأثار جدلاً لطرحه المغاير حول واقعة كربلاء وتحليله لمواقف وأفكار الإمام الحسين من وجهة نظر مسيحية عربية.
وتعد الزيارة الأربعينية من اكبر المناسبات الدينية في البلاد، إذ يتوجه الملايين من مختلف مناطق العراق سيراً على الأقدام صوب محافظة كربلاء لأداء مراسيم الزيارة، وعادة ما ترافقها إجراءات أمنية مشددة وغلق لمعظم الطرق حفاظاً على سلامة الزوار.
صورة المسيح المصلوب، وصورة الحسين الشهيد… ارتسمتا أمامي. ومع البكاء والنحيب في السيدة زينب، تذكرت ترتيلة مسيحية تتردد في يوم الجمعة العظيمة، ذكرى صلب السيد المسيح على ايدي اليهود، ترنيمة تقال عن السيدة العذراء مريم التي تبكي وتنوح على ابنها المصلوب: “انا الام الحزينة وما من يعزيها…
في هذه الذكرى، رأيت الانبياء يعيدون التاريخ ، انها الالام نفسها، انها الجرأة نفسها. لقد واجه الانبياء الضلال والطغيان بكل قوة، واجهوا الالام بكل فرح روحي، لقد قال السيد المسيح وهو يتوجه الى الصلب : “فلتكن مشيئتك يا رب”، وقال الحسين، “هون على ما نزل بنا انه بعين الله”هي الأجواء الايمانية نفسها ولكن في أوقات مختلفة وثقافات متعددة، يمارسها المؤمنون بالله الواحد ولكن كل على طريقته وقفت أتأمل في قضية المسيح والحسين بعيداً عن أجواء الحزن والبكاء والنوح التي تحولت الى تقاليد متنوعة الاشكال، وقفت أستعيد ما سمعته من آيات وأقوال عن قضية استشهاد الحسين من بعض الاصدقاء فتذكرت الشعار الحسيني:“اني ما خرجت أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي…. لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل، ولا أقر لكم اقرار العبيد” وقارنتها بدخول المسيح الى الهيكل لطرد اللصوص وتجار الهيكل وقوله: “بيت الله بيت صلاة وانتم جعلتموه مغارة لصوص”…. فوجدت التقارب في المفهوم والصيغة والدعوة الى الاصلاح والى اتباع تعاليم الله.
خاطب الحسين المؤمنين قائلاً:”من قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق”، كأن الحسين يريد أن يقول للناس- فكروا في كلماتي وفي مواقفي وطروحاتي، ولا تستغرقوا في ذاتي، ولكن استغرقوا في الخط الذي اطرحه عليكم، ومن رد علي ولم يقبلني فانما يكون رافضاً للحق الذي جئت به. وهذا تفسير ما يقوله السيد المسيح: “انا هو الطريق والحق والحياة.. لا أحد يأتي الى الله الا بي”.
لقد أتى الانبياء لنصرة المظلومين، لدعوة الناس الى الحق والخير ورفض الذل والهوان. ثار الانبياء ضد الفساد، ضد الظلم، ضد التعسف…
أتى الانبياء واستشهدوا من أجل الحفاظ على عنفوان الرسالة التي حملوها وعلى عزة الرساليين… وعلى رفض اعطاء شرعية للحاكم الظالم عندما يريد أن يفرض نفسه على المؤمنين، ثاروا على كل ما كان من تقاليد ومعاصٍ باطلة ارتكبت باسم الله واتخذت من سيف المحبة الالهية سيفًا يقطع رقاب الناس ويدمي افئدتهم ويحني رقابهم ذلاً وخضوعًا.
ثار المسيح، وثار الحسين.. انها ثورة على الباطل، ثورة على الظلم، ثورة على كل من يحاول استعباد الناس وسلبهم حرية ضميرهم وايمانهم بالحق والخير.
في ذكرى أربعين الحسين، وفي زمن الصوم المسيحي المبارك ، فلتكن الثورة على الذل والفساد والهوان طريقنا، نحن المؤمنون من كافة الطوائف في لبنان. انها الطريق الى الله.. انها الطريق الى الحق والحياة.
ليلى نقولا الرحباني، المسيح، الحسين، السيدة زينب، ،،،بتصرف
صورة المسيح المصلوب، وصورة الحسين الشهيد… ارتسمتا أمامي. ومع البكاء والنحيب في السيدة زينب، تذكرت ترتيلة مسيحية تتردد في يوم الجمعة العظيمة، ذكرى صلب السيد المسيح على ايدي اليهود، ترنيمة تقال عن السيدة العذراء مريم التي تبكي وتنوح على ابنها المصلوب: “انا الام الحزينة وما من يعزيها…
في هذه الذكرى، رأيت الانبياء يعيدون التاريخ ، انها الالام نفسها، انها الجرأة نفسها. لقد واجه الانبياء الضلال والطغيان بكل قوة، واجهوا الالام بكل فرح روحي، لقد قال السيد المسيح وهو يتوجه الى الصلب : “فلتكن مشيئتك يا رب”، وقال الحسين، “هون على ما نزل بنا انه بعين الله”هي الأجواء الايمانية نفسها ولكن في أوقات مختلفة وثقافات متعددة، يمارسها المؤمنون بالله الواحد ولكن كل على طريقته وقفت أتأمل في قضية المسيح والحسين بعيداً عن أجواء الحزن والبكاء والنوح التي تحولت الى تقاليد متنوعة الاشكال، وقفت أستعيد ما سمعته من آيات وأقوال عن قضية استشهاد الحسين من بعض الاصدقاء فتذكرت الشعار الحسيني:“اني ما خرجت أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي…. لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل، ولا أقر لكم اقرار العبيد” وقارنتها بدخول المسيح الى الهيكل لطرد اللصوص وتجار الهيكل وقوله: “بيت الله بيت صلاة وانتم جعلتموه مغارة لصوص”…. فوجدت التقارب في المفهوم والصيغة والدعوة الى الاصلاح والى اتباع تعاليم الله.
خاطب الحسين المؤمنين قائلاً:”من قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق”، كأن الحسين يريد أن يقول للناس- فكروا في كلماتي وفي مواقفي وطروحاتي، ولا تستغرقوا في ذاتي، ولكن استغرقوا في الخط الذي اطرحه عليكم، ومن رد علي ولم يقبلني فانما يكون رافضاً للحق الذي جئت به. وهذا تفسير ما يقوله السيد المسيح: “انا هو الطريق والحق والحياة.. لا أحد يأتي الى الله الا بي”.
لقد أتى الانبياء لنصرة المظلومين، لدعوة الناس الى الحق والخير ورفض الذل والهوان. ثار الانبياء ضد الفساد، ضد الظلم، ضد التعسف…
أتى الانبياء واستشهدوا من أجل الحفاظ على عنفوان الرسالة التي حملوها وعلى عزة الرساليين… وعلى رفض اعطاء شرعية للحاكم الظالم عندما يريد أن يفرض نفسه على المؤمنين، ثاروا على كل ما كان من تقاليد ومعاصٍ باطلة ارتكبت باسم الله واتخذت من سيف المحبة الالهية سيفًا يقطع رقاب الناس ويدمي افئدتهم ويحني رقابهم ذلاً وخضوعًا.
ثار المسيح، وثار الحسين.. انها ثورة على الباطل، ثورة على الظلم، ثورة على كل من يحاول استعباد الناس وسلبهم حرية ضميرهم وايمانهم بالحق والخير.
في ذكرى أربعين الحسين، وفي زمن الصوم المسيحي المبارك ، فلتكن الثورة على الذل والفساد والهوان طريقنا، نحن المؤمنون من كافة الطوائف في لبنان. انها الطريق الى الله.. انها الطريق الى الحق والحياة.
ليلى نقولا الرحباني، المسيح، الحسين، السيدة زينب، ،،،بتصرف