مئات الالاف يحثون الخطى صوب مرقد الإمام أمير المؤمنين(ع) لإحياء مراسم ذكرى وفاة الرسول الأعظم (ص)
النجف الاشرف/ إعلام الحكمة : أكد الزائرون الذين يتوافدون على مدينة النجف الاشرف من مختلف المحافظات العراقية والدول العربية والاجنبية , السبت, سعيهم مواصلة المسير الى النجف لأداء مراسم زيارة المرقد العلوي المطهر بمناسبة ذكرى وفاة الرسول محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، رغم الرياح الباردة وتساقط الامطار في بعض المناطق ,وشهد مركز المدينة ازدحاما منقطع النظير لم تشهدة المدينة المقدسة سابقا, وفي ضل إجراءات أمنية مشددة , وإستنفار كوادر العتبة العلوية المقدسة والمزارات الشيعية وجميع اصحاب المواكب والاهالي لتقديم الطعام والمنام للزائرين الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم العاليين لهذه الخدمة المباركة.
وقال الزائر محمد االرميثي , من محافظة الديوانية, ان “الرياح القوية والباردة لم تثنيه عن السير مشيا على الاقدام من مدينة الديوانية الى النجف الاشرف، لأداء مراسم زيارة مرقد الامام علي بمناسبة ذكرى الرسول الاعظم”.
وأضاف لـ (إعلام الحكمة) وقد بدت عليه علامات الارتياح, ان “المواكب الممتدة على طول الطريق قامت بتوفير أماكن مناسبة للزائرين لحمايتهم من الرياح البادرة التي هبت مساء أمس الجمعة.
فيما قال الزائر سالم حسن، القادم من الناصرية، ان “حركة الزائرين القاصدين لمدينة النجف الاشرف مشيا على الأقدام مستمرة دون توقف رغم الأوضاع الجوية غير المستقرة وهبوب الرياح الباردة والقوية مساء امس”، مبينا أن “الزوار ليسوا من الشباب فقط بل بينهم الكثير من المتقدمين بالسن”.
ام محمد من البحرين قالت لـ (إعلام الحكمة) أن ” ما يقدمه أصحاب المواكب وأهالي النجف الاشرف فاق كل التوقعات , فقد برهن الاهالي بصدق عن كرم الضيافة الحيدرية لما يقومون به من أعمال تعجز الكلمات والكاميرات بوصفه”
لافتتا أنها “تسكن منذ أيام مع عائلتها مع أحد الأسر النجفية والذين يرفضون ذهابنا الى احد الفنادق “.
وعبرت أم محمد “عن جزيل شكرها لأصحاب المواكب وللأهالي الذين وفروا كل ما يحتاجه الزائر خلال مسيره الى كربلاء في زيارة الأربعين او قس زيارة المرتضى علي بن بي طالب (عليهما السلام) في ذكرى وفاة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
بو مصطفى من المنطقة الشرقية في السعودية عبر لـ (إعلام الحكمة) “دهشته واستغرابه من الإعلام الغربي والعربي على حد سواء بتجاهل الزيارة المليونية التي شهدتها كربلاء المقدسة قبل أيام في زيارة الأربعين”, لافتا إن ” ماقدمه اصحاب المواكب الزائرين تعجز عن تقديمه أي دولة عظمى ,فيما سطر العراقيون أكبر ملحمة بالكرم العلوي الاصيل المستمد من السيرة العطرة للرسول الأعظم وأهل بيته الميامين (عليهم السلام)”.
في السياق نفسه، أشار رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة النجف الاشرف، الى “نجاح الخطة الامنية والخدمية لحد ظهيرة اليوم (السبت)”.
وقال خالد الجشعمي لـ (إعلام الحكمة) ان “الأجهزة الأمنية والخدمية وفرت جميع مايحتاجه الزائر القادم من المحاور الرئيسية الثلاث من كربلاء وقضائي المناذرة والكوفة”.
وأضاف أن “الخطة تتضمن مشاركة البلديات والصحة والكهرباء, فضلا عن اجهزة الجيش والشرطة”,مبينا إن الخطة “تضمنت نشر أكثر من /20/ألف منتسب أمني في عموم المحافظة ولاسيما الطريق الرابط بين مدينتي النجف وكربلاء المقدستين حيث سيأتي عشرات آلاف مشيا على الأقدام من كربلاء لاداء زيارة مرقد الامام علي عليه السلام في ذكرى وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)”
كاشفا عن ” نشر /500/مفتشة في مداخل المدينة القديمة والسيطرات الخارجية , كما تم نشر الكلاب البوليسبة وأجهزة السونار في كافة السيطرات المهمة”.
مشيرا الى ان “الخطة التي تم تطبيقها العام الحالي تتضمن نشر كتيبة استطلاع وأخرى مجهزة بأحدث أجهزة كشف المتفجرات في منطقة بحر النجف الاشرف”, لافتا الى “تهيئة ساحات كبيرة في منطقة بحر النجف (2-3 كم غرب مركز المدينة) لدخول العجلات من خارج السيطرات الرئيسة”.
وشكر رئيس اللجنة الأمنية بمجلس النجف الاشرف “اصحاب المواكب والهيئات الحسينية الذين وفروا الاماكن المناسبة لايواء الزائرين وتقديم كل مايحتاجونه من طعام وسبل الراحة”.
مدير مرور محافظة النجف العميد عبد الحسن السيلاوي، وصف زيارة مرقد الامام علي بمناسبة وفاة الرسول، بأنها “تشكل واحدة من أكبر الزيارات التي تشهدها المحافظة, مع ضخامة عدد الزائرين وكثرة العجلات التي تقلهم من المحافظات العراقية وخارج البلاد والذي يقصدون النجف لأداء المراسم”.
وقال السيلاوي لـ (إعلام الحكمة) ان “المديرية حددت طرق بديلة لسير العجلات الوافدة, وتهيئة ساحات كبيرة بالقرب من مزار صافي صفا (800 م غرب مرقد الإمام علي) لاستيعاب العجلات الكبيرة القادمة من شمال وجنوب المدينة”، لافتا الى ان قطع بعض الطرق جاء “لحماية الزائرين وتسهيل وصولهم الى المرقد العلوي”.
ولوحظ بعد ظهر اليوم (السبت) تزايد أعداد الزائرين, فيما نصب أصحاب المواكب سرادق كبيرة على طول الطرق التي يسلكها الزائرون مشيا على الأقدام, كما انتشرت المفارز الصحية على الطرق المؤدية الى مركز المدينة, في ظل انتشار مكثف للأجهزة الأمنية.
من جهته، قال احد أصحاب المواكب الحسنية المنتشرة على طريق نجف-كربلاء ، ان “المعطيات تشير الى تضاعف أعداد الزائرين لهذا العام مقارنة مع العام المقبل”ز
من جهتا ادارة العنبة العلوية المطهرة إستنفرت جميع منتسيبيها لتقديم افضل الخدمات للزائرين وتوفير الطعام والمكان الملائم لمبيتهم.
حيث بدأت الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة ومنذ أيام باستنفار كوادرها العاملة في مختلف الاقسام والشُعَبْ والوحدات التابعة لها لتقديم مختلف الخدمات للزائرين الكرام ، مع بدء توافد الحشود المليونية للزائرين الى مرقد سيد الأوصياء علي بن أبي طالب (عليه السلام ) في ذكرى وفاة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم ) . ومن بين الخدمات التي يتم تقديمها للزائرين الكرام الوجبات الغذائية اليومية التي تصل الى أكثر من 30 ألف وجبة غذائية في الفترة الواحدة .
وأكد مسؤول ادارة مضيف الزائرين التابع للعتبة العلوية المقدسة السيد عيسى الخرسان للمركز الاعلامي ، ان ” تم تهيئة مضيف الزائرين المركزي التابع للعتبة العلوية المقدسة بالإضافة الى المضيف والمبيت المخصص في صحن فاطمة الزهراء (عليها السلام) لخدمة وايواء الزائرين حيث تم استنفارهما بتوجيه من الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة من أجل توزيع آلاف الوجبات الغذائية للزائرين الكرام خلال ذكرى استشهاد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله )”.
وأضاف الخرسان ” ان كوادرنا دخلت حالة الانذار المبكر منذ أربعينية الامام الحسين (عليه السلام) ولازالت مستمرة في حالة الانذار بسبب استمرار توافد ملايين الزائرين الى المرقد العلوي الطاهر “.
وتابع ” بدأت عملية التوزيع للوجبات الغذائية في فترتي الغداء والعشاء لتصل نسبتها ما بين 5-8 آلاف وجبة لتزداد عملية التوزيع الى ذروتها في يوم الزيارة لتصل الى أكثر من 30 ألف وجبة غذائية “.
يذكر أن العتبة العلوية المقدسة استنفرت كوادرها العاملة في مختلف الاقسام لخدمة زائري الاربعين وهي مستمرة في حالة الانذار لاستقبال وخدمة الزائرين من خلال تهيئة أماكن المبيت لأكثر من 30 ألف زائر يوميا في صحن فاطمة الزهراء (عليها السلام) فيما عملت كوادرها على تهيئة مئات الآلاف من الوجبات الغذائية اليومية لهم ، وكذلك قامت بتوفير جميع الخدمات الصحية والامنية واللوجستية وأجواء الزيارة والعبادة رغم ضيق المكان والاعداد الهائلة التي تزحف يوميا الى المرقد العلوي الطاهر.
والجدير ذكره إن مطار النجف الاشرف قد ضاعف عدد رحلاته الجوية بهذه المناسبة فقد وصلت عدد الرحلات القادمة اليه من مختلف دول العالم الى اكثر من /80/ رحلة يوميا لاسيما بعد ان وافقت الحكومة العراقية برفع “الفيزا” عن الراغبين باداء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين وزيارة مرقد الامام علي (عيهما السلام) في ذكرى وفاة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)
ويتوافد منذ أكثر من عشرين يوما آلاف الزائرين من بعض الدول العربية والأجنبية ومن كافة المحافظات العراقية على مدينة النجف الاشرف (160 كلم جنوب بغداد) لأداء مراسم زيارة المرقد العلوي بمناسبة ذكرى وفاة الرسول الاعظم (ص).