زائرون يتحدّون الإرهاب ويتجهون صوب سامراء مشياً على الأقدام لإحياء ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري (ع)
238
شارك
زحفت عشرات المواكب الحسينية ومن كافة المدن العراقية متحدين كل أشكال الارهاب صوب مدينة سامراء لإجياء زيارة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) في ذكرى شهادته في الثامن من ربيع الاول الجاري،حيث نصب أهالي الدجيل والمناطق المتاخمة سرادق كبيرة لايواء الزائرين وتقديم الطعام لهم, فيما استنفرت الجهات الامنية والصحية والخدمية كل الجهود لتأمين الطريق وتقديم الخدمات للزائرين والتي وصلت طلائعهم المباركة الى ضيح الامامين العسكرين (عليهما السلام).
وأوفدت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة موكباً خدمياً إلى مدينة سامراء المقدسة لتقديم خدماته للزائرين الذين توافدوا إلى مرقد العسكريين (عليهما السلام) لإحياء مراسيم ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
وقال محمد أبو دكة رئيس قسم الخدمات الخارجية في العتبة الحسينية المقدسة : بتوجيه من قبل الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) ولمد جسورالتعاون بين العتبة الحسينية المقدسة و العتبات الأخرى توجه إلى مدينة سامراء المقدسة موكب خدمي من منتسبي العتبة الحسينية المقدسة لخدمة الزائرين الذين يفدون لمرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) .
مبيناً” أن الموكب يحتوي على عدد من السيارات نوع (كوستر) حديثة تقوم بنقل الزائرين من مناطق القطع المروري إلى أقرب نقطة من المرقد الشريف إضافة إلى سيارات تحتوي على مرافق صحية متنقلة وسيارات حوضية لنقل الماء الصالح للشرب إلى جانب المخيمات التي بلغ عددها (25) خيمة والبطانيات وبلغ عددها (4000) بطانية إضافة إلى سجادات ومفارز طبية متنقلة مع سيارات إسعاف .
وأضاف إن هذه المبادرة لا تعتبر الأولى التي تقوم بها العتبة الحسينية المقدسة بل هناك مبادرات أخرى قامت بها العتبة الحسينية المقدسة سواء في مدينة سامراء المقدسة أوالكاظمية المقدسة .
من جهته قسم السياحة الدينية في العتبة الحسينية المقدسة أعلن عن تسيير رحلات إلى زيارة العسكريين في سامراء يوم غد الثلاثاء الموافق 30/12/2014م بمناسبة استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) الذي يصادف 8 ربيع الأول الجاري .
واوضح السيد رياض الحكيم مسؤول الشعبة الإدارية في القسم ان ” الرحلات ستنطبق خلال اليومين القادمين الثلاثاء والأربعاء (30- 31/12/2014م من شهر كانون الأول)الموافق (7- 8/ ربيع الأول /1436هـ)،مضيفاً أنه سيتم انطلاق الحافلات من منطقة المخيم الحسيني في الساعة الخامسة والنصف صباحاً.
“موضحاً” أن القسم يقطع التذاكر حالياً وبسعرعشرة آلاف دينار للشخص الواحد علماً أن العدد مفتوح لقطع التذاكر لمن يروم الزيارة.
هذا وأفاد مراسل الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة أن قسم السياحة الدينية يشهد إقبالاً شديداً من قبل الزائرين لقطع التذكرة، منوهاً أن تسيير الرحلات لزيارة العسكريين (عليهما السلام) في سامراء جاء بعد انقطاع دام فترة طويلة وذلك بسبب العمليات الإرهابية التي يقوم بها (كيان داعش الإرهابي) التكفيري ضد الزائرين الوافدين إلى زيارة الإمام الحسن العسكري والإمام علي الهادي (عليهما السلام).
الى ذلك شهدت الشوارع المؤدية صوب مدينة سامراء المقدسة توافد أعداد كبيرة من الزائرين القاصدين مرقدي الإمامين العسكريين (عليهما السلام) مشياً على الأقدام لإحياء مراسيم ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) معلنين تحديهم الكبير لمظاهر الخوف ومعلنين استعدادهم للتضحية من أجل نصرة العقيدة .
وقال آمر فوج مالك الأشتر (علي كريم الحسناوي): إن عدداً كبيراً من الزائرين توجهوا إلى سامراء ، عدد منهم انطلق من بغداد ، وعدد آخر من قضاء بلد وسط إجراءات أمنية وحماية قصوى وفّرَتْها لهم الأجهزة الأمنية، مبيناً أن جهود أفراد الحشد الشعبي توزعت مابين حماية الزائرين وتطهير المناطق التي تشهد سير الزائرين، مبيناً أن أغلب المناطق تم تطهيرها بالكامل وباتت تخلو من شراذمة كيان داعش الإرهابي، وأضاف إن السرادق التي تم نصبها على طول الطرق الرئيسية التي يصاحبها والقوات التي انتشرت على طول الطريق ستبقى مرابطة حتى انتهاء مراسيم الزيارة لتقديم الخدمة وتأمين حياة الزائرين.
يُذْكَرُ أن الإمام أبا محمّد الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ولد في 8 ربيع الثاني 232ه بالمدينة المنوّرة ولقب بعدة ألقاب من بينها (العسكري، السراج، الخالص، الصامت، التقي، الزكي… وأشهرها العسكري) عاش مدة 28 عاماً وإمامته 6 سنوات عاصر فيها كل من الحكام (المعتَز، المهتدِي، المعتمِد) .
لقد كان الإمام العسكري(عليه السلام) كآبائه أُستاذاً للعلماء وقدوة لسالكي طريق الحقّ، وزعيماً للسياسة، وعلماً يُشار إليه بالبنان، وتأنس له النفوس وتكنّ له الحبّ والموالاة، فكان من ذلك أن اعترف به خصماؤه.
أصبحت قيادة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) وامتدادها الجماهيري بين أوساط الأُمّة الإسلامية مصدر خطرٍ على السلطة العبّاسية، فأخذ الخليفة المُعتمد يفكّر جدِّياً بتصفية شخص الإمام العسكري(عليه السلام)، فدسّ إليه السم واستشهد في 8 ربيع الأوّل 260ه في مدينة سامراء ودفن إلى جوار قبر أبيه الإمام الهادي (عليه السلام).