تدهور البيئة في العراق..من المسؤول

240

33

رسالة إلى السيد المسؤول..

متى نرتقي بوزارة البيئة لتكون الوزارة الأولى في العراق و لا يدخلها إلا المختصون … نعم هي أفضل من كل الوزارات، هي أفضل من وزارة الصحة لأن الوقاية خير من العلاج، والنظام البيئي بمكوناته لو كان صالحاً لما وجد المرض … هي أفضل من وزارة النفط لأن النفط هو مورد من موارد النظم البيئية، وهو نتاج لعمليات حيوية كيميائية بظروف خاصة أي هي نتاج ظرف بيئي خاص تعرضت له الأرض في تلك الحقبة …. هي أفضل من وزارة الزراعة و الصناعة و غيرها لأنها قائمة على الموارد الطبيعية و البشرية القادمة من نتاج الطبيعة … وما لا يفهمه المسؤول هو لعنة البيئة عليه أن غضبت وتدمرت.

هل تعلم أيها المسؤول أن النظم البيئية هي من تمد حياتكم بالأوكسجين والطعام والماء … (لعل البعض يقول لماذا تقدم الطعام على الماء بالرغم من أنه يأتي مباشرة بعد الهواء؟.. أجيب لأن المسؤول لا يهمه الماء بقدر ما يهمه الطعام ويتجاهل قول الله تعالى: وجعلنا من الماء كل شيء حي.. )

هل تعلم أيها المسؤول أن النظم البيئية هي من تجعل ابن الجنوب والوسط يسافر إلى كوردستان الخير ليتمتع بنتاج الطبيعة والمناظر الخلابة وتجعل من أرض الجنوب مضيفاً وخطاً ساخناً من خطوط الطيور المهاجرة من أطراف الأرض.

و هل تعلم أن إقتصاد البلاد من ماء وغذاء بل وحتى الهواء والوقود يعتمد على هذه النظم، وهل تعلم أن المناخ والأمراض والجمال والروحانية والترفيه ودوران العناصر وتكوين التربة يتعلق بالأنظمة البيئية ومدى صيانتها..!!

نعم هو نداء لكم .. إن انظمتنا البيئية تتدمر أمام أعينكم وتحت أنظاركم وأنتم تنظرون إلى ما بين أقدامكم التي تتنعم بالحياة السعيدة والاطمئنان.. والأنظمة البيئية الصالحة في ريفنا الجميل أضحت بدون من يلتفت إليها ويرعاها ..

لقد أبتدأ النظام البائد بالهدم وتواصل الهدم بعد التغيير في الأنظمة البيئية العراقية. ومنذ أكثر من خمسين عاماً ابتدأ بحرب الأكراد ثم الحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت وحرق آبار النفط والضربات الأمريكية بأطنان من الأسلحة على أرض التنوع الحضاري والبيئي، وتلاها تجفيف أهوار في بلاد النهرين وصولاً إلى الدولة الضعيفة بعد حكم بريمر والتي دمرت ما تبقى منها، بالإدارة غير الناضجة والتدمير غير المدروس للأنظمة وفتح الحدود لدخول الأنواع الغريبة من أسماك وطيور ونباتات وتلاها التدمير غير المقصود من جهال العلماء ومدعي الخبرة من إطلاق إصبعيات بعض الأسماك وهدر الماء وفقدان الأنواع الأصلية بحجة زيادة الإنتاج على حساب الأنواع الأصيلة الفريدة في العالم، وأخيراً جاءت عصابات داعش الإرهابية لتدمر ما تبقى من تنوع وأنظمة طبيعية وكل هذا أدى بالنتيجة إلى خسارة جوهرية يصعب أزالتها … فالبناء ليس كالهدم …

أين هم العلماء الحقيقيون المختصون في مجال البيئة … ارفعوا أصواتكم لتصل إلى أذن المسؤول …. أنتم لا تطلبون جاهاً و لا مالاً بل بحثاً تخدمون به أبنائكم و أجيالكم وتنقذون المسؤول من جريمة يرتكبها دون قصد …. والله من وراء القصد

د. محمد جواد الحيدري / جامعة الكوفة

تعليق 1
  1. maram يقول

    دكتور كلامك في محله وفي الصميم .. حقيقة نحن نلاحظ عدم الاهتمام بواقعنا البيئي سواء من حانب الحكومة او من جاتب االثقافة البيئية للفرد العراقي بشكل عام ..يجب ادخال التوعية البيئية في المدارس وجعلها من ضمن المناهج .. نحتاج ان يكون اهتمام بجانب النظافة اولا وتوفير التسهيلات من حاويات عامة ومن ارشاد منظم لعمال النظافة و كذلك توعية العائلة والشارع العراقي بكيفية التخلص من النفايات . ونحن بحاجة ماسة للتشجير و الخضار ..وايضا الاهتمام السليم بمصادر المياه في عراقنا العزيز ..نطالب حكومتنا بتخاذ خطوات جادة في هذا المجال ونحن على اتم الاستعداد بالتعاون معها ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*