الهواتف النقالة.. قنبلة نووية صغيرة تتداول بالأيدي
أصبحت الهواتف الجوالة سمة اساسية من سمات المجتمعات الغربية والشرقية على حد سواء،، وبرغم كون الجوال وسيلة للاتصال وذا قيمة لا تقدر بثمن عند الحاجة الماسة للاتصال بشخص ما، وخصوصا اننا في العراق قد حرمنا لسبب ما من خدمات الاتصالات الارضية ، الا ان الجوال يخرج في احيان كثيرة عن هذه المهمة عند بعض الاشخاص ليتعداها الى الدرجة التي يتحول فيها من كونه وسيلة اتصال الى هوس وهاجس يؤرقهم حتى في المنام فلا يتركونه الا وهم مطمئنون عليه يغفو تحت الوسادة او بجانبها ، فهل يا ترى يدرك من يفعل ذلك بانه يضع قنبلة نووية صغيرة تحت الوسادة ؟
مساوئها تعادل أو تفوق فوائدها
الدكتور (عبدالرضا احمد رجب) اختصاصي الامراض النفسية والعصبية : حتى الان لا توجد دراسة مباشرة في العراق او حتى في المنطقة العربية حول هذا الموضوع الحيوي، الا اننا نعتمد وبشكل اساسي على الدراسات الاوروبية والاميركية التي تجريها مراكز البحوث والجمعيات الطبية والكيميائية العالمية ومن اطلاعي المستمر على نتائج البحوث التي توصلوا اليها استطيع ان اقول ان مساوىء الهواتف النقالة تعادل او تفوق فوائدها ، وقد اعترف الدكتور (فرايدلهايم فولنهورست) وهو عالم كيميائي الماني كبير ومخترع رقائق الهواتف النقالة بنفسه عبر تصريح صحفي اطلعت عليه حيث قال:
يتعرض غالبية مستخدمي الهواتف النقالة الى العديد من الظواهر المرضية مثل الصداع والوهن وضعف الذاكرة والأرق والقلق اثناء النوم وطنين في الأذن ليلاً كما أن التعرض لجرعات زائدة من الموجات الكهرومغناطيسية يمكن أن يلحق أضراراً بالغة بمخ الإنسان . وقد فسر طنين الاذن بأنه ناتج عن طاقة زائدة في الجسم البشري وصلت اليه عن طريق التعرض الى كميات كبيرة من الموجات الكهرومغناطيسية التي يتسبب بها المحمول .
واضاف الدكتور (فولنهورست) انه اضطر للتقاعد من شركة سيمنس الالمانية والبدء في علاج نفسه من سرطان العظام الذي تعرض له بسبب الموجات والاشعاعات التي يتعرض لها باستمرار اثناء عمله، لأن إشعاعات الهاتف المحمول تضرب خلايا المخ بنحو 215 مرة كل ثانية مما ينجم عنه ارتفاع نسبـــة التحول السرطاني بالجسم 4% عن المعدل الطبيعي، واشار الى أنه توجد تأثيرات ضارة على الصحة العامة في حالة تجاوز استخدام الهواتف المحمولة حد الأمان طبقاً للمعايير المعتمدة دولياً لاستخدام المحمول.
الهواتف المحمولة قد تسبب سرطان المخ
الاستاذ (علي حبيب علي) ماجستير في الكيمياء يقول: أظهرت دراسة بريطانية عن وجود معدلات تنذر بخطر الإصابة بسرطان المخ بين بعض مستخدمي الهواتف المحمولة بسبب وجود تأثير مباشر من قبل الموجات والاشعاعات التي تصدرها الهواتف النقالة على المخ . وأشار إلى أن الإشعاع الناجم عن الهواتف المحمولة يحدث عمليات كيميائية في الجسم قد تحدث اضراراً بالغة تتفاوت من شخص لآخر . وقد أصدرت الجمعية الطبية البريطانية تحذيرات عدة من التأثيرات السلبية للهواتف النقالة وخاصة استخدام المستهلكين لخدمة تبادل نصوص الرسائل (المسجات) حبث يكون تأثيرها مباشراً على الأعضاء الحيوية في الجسم كالكلى والكبد والاعضاء التناسلية وأعضاء الجسم الأخرى. وكانت الجمعية قد أكدت على اتباع تعليمات معينة للوقاية قدر المستطاع مثل تحديد فترة استخدام الهاتف النقال ، وإغلاقه في حالة عدم الاستعمال ، وذلك لتقليل الأضرار المحتملة للموجات المنطلقة منه، كما وأثبتت دراسة اخرى ان الاشعاعات التي تصدر من المحمول تؤدي الى تقطع النوم والتوتر وصعوبة الاسترخاء وان الافراط في استخدامها يؤدي الى تلف في المخ وضعف في القلب.
وقد أخذنا آراء بعض المواطنين بالهواتف المحمولة ومدى اهميتها بالنسبة لهم فتباينت آراؤهم بما يأتي:
(رواء طاهر جبر) معلمة في رياض الاطفال تقول : ان استخدامي للهاتف الجوال يتمحور حول اطمئناني على أطفالي من حين لآخر اثناء ذهابي الى العمل فاتصل بوالدتي التي تعتني بهم لحين عودتي الى البيت فلا يكون للمحمول بعدها اي اهمية تذكر ولو توفرت الهواتف الارضية لما اقتنيت الجوال.
(مهدي احمد جاسم) تاجر في منطقة الشورجة يقول : لا يمكنني الاستغناء عن خدمة المحمول اطلاقاً لان ثلثي عملي يُنجز عن طريق المحمول لذلك فانني على استعداد ان اتحمل أية تكاليف مادية او أية تبعات من مضار صحية وغيرها قد يجرها عليَّ الهاتف المحمول.
(محمد جليل عبدالله) صاحب محل لبيع العصائر يقول : لا أهمية عندي للهاتف المحمول ولم يمض وقت طويل على اقتنائي له برغم انني لا استخدمه الا ان الخجل من عدم امتلاكي له هو ما دفعني لاقتنائه ، اما والدي الحاج جليل فلم يعترف به الى الان لأنه أساساً لا يُجيد استخدامه.
(رعد شنيشل عواد) مدرس لغة عربية يقول : اصبح وجود الهاتف المحمول ضرورياً لأغراض عدة اهمها (الاعمال والتواصل) بين الناس الا ان ارتفاع اسعار المكالمات قد شكلت عائقا ملحوظا وهاجسا عند الكثير من المواطنين ما دفعهم لتقليص استخدامه حتى مع وجود حاجة ماسة له.
مليار مستخدم للهواتف النقالة في المستقبل القريب
(رباب محمد علي) باحثة في الشوؤن الاجتماعية تقول: حسب منظمة الصحة العالمية فإنه يوجد على مستوى العالم نحو 400 مليون هاتف محمول “موبايل” ويحتمل أن يصل هذا العدد في المستقبل القريب الى المليار، واشارت إلى أنه برغم الفوائد المتعددة للهواتف الجوالة وما تنجزه لنا من حاجات قد تكون ضرورية وخصوصا بانها وسيلة الاتصال الوحيدة المتوفرة في العراق الا انه من الواجب علينا ان لا نغفل مضارها التي تأتي في طليعتها الشكوك المتزايدة حول موضوع الاشعاعات والموجات التي تصدرها وما الى ذلك من مضار قد تتسبب بها للصحة العامة للانسان كما وانها تعتبر زيادة في المصاريف واثقالا لكاهل المستهلك خصوصاً في الدول التي ترتفع فيها اجور خدمات الجوال وتكون الأسعار فيها عالية مثل العراق ، ويلاحظ عدم مراعاة الذوق العام أو متطلبات الهدوء والطمأنينة في أماكن معينة مثل المساجد وقاعات المحاضرات وأثناء الاجتماعات والمناسبات الرسمية وغيرها… وقد يسبب الجوال في زيادة الحوادث المرورية نتيجة انشغال بعض سائقي السيارات باستخدام الجوال أثناء القيادة… لذلك فانني انصح كل من يستطيع الاستغناء عن الهواتف النقالة ان يفعل ذلك ، وان يتم اخراج الهواتف المحمولة من غرف النوم وإبعادها بشكل نهائي عن ايدي الاطفال لان تأثير مضارها عليهم اكبر واعظم من تاثيرها على الكبار لكون خلايا اجسامهم ما زالت طور النمو ، كما انصح بتقليل مدة المكالمات والاختصار قدر الامكان فكل ذلك يساعد في حصر مضار المحمول وفق الممكن.
المدى