متخصص أمريكي في الدراسات الإسلامية :الإسلام الشيعي يتمتع بقوة وحقيقة وجاذبية أكبر

294
د.كوين بارت امريكي متخصص بالدراسات الاسلامية : الاسلام الشيعي يتمتع بقوة وحقيقة وجاذبية أكبر
د.كوين بارت امريكي متخصص بالدراسات الاسلامية : الاسلام الشيعي يتمتع بقوة وحقيقة وجاذبية أكبر

الدكتور كوين بارت هو امريكي متخصص بالدراسات الاسلامية، ومحب للمعنوية الاسلامية من حيث انجاز البحوث والناحية الشخصية ايضا.
عن الطائفية التي تعصف الآن بالعالم الاسلامي وتمزقه وتجعل الاخوة في الدين في مواجهة احدهم الآخر قال الدكتور بارت في حديث مع شفقنا ان الاسلام هو التوحد الايماني والنظام الاجتماعي تاسيسا على الطرح الالهي. ان هذين الاثنين يعملان معا. ان الاسلام يدعو الى الكمال المعنوي وتنوير الانسان، ويقدم بنية اجتماعية وسياسية للمجتمع. ونظرا الى ان البشرية المحبة للجاه والمنصب والتعالي والمتعطشة للسلطة، تستخدم هذه العناصر لتلبية ما تطالب به، لذلك فان الاشخاص والمؤسسات – اكانت اسلامية او غير اسلامية – تستخدم الدين لتمرير اغراضها ومآربها، وتتعزز بذلك الخلافات والنعرات الطائفية والمذهبية.
وتابع ان القرآن هو التبيان الكامل لدين الله، وبما ان القرآن محافظ عليه ويعتبر قوة لترسيخ وحدة الامة الاسلامية … لكننا مانزال نجيز ونعتمد تفاسير وسياسات من انفسنا.
ومع مرور الزمن اخذت المجتمعات تفكر بنفسها كعنصرمنفصل ومختلف عن باقي الامة. وانتشرت بذلك بذور الاختلاف والعداء، واوصلتنا الى حيث نحن الان وما نشهده من تفرقة مذهبية وطائفية.
واوضح ان التفسيرات المختلفة والانتماءات الدينية – السياسية المتضادة، دفعت بالناس الى الضلال. وقد برز هذا الشيء من خلال حروب وايديولوجيات متضادة ومتناقضة. ان الطائفية هي شيطان يحول دون توحد الأمة الإسلامية.
وتابع الدكتور كوين بارت في هذا الحوار انه فيما يريد الاسلام ان نبقى كاملين ومن دون تغيير، فان المسلمين يغوصون في الازمات. اننا وبعد قرون من الاعتداءات والتدخلات السياسية و… بحاجة الى ارشاد معنوي. ان الجميع يحصلون اليوم على التكنولوجيا والمعلومات اللازمة لكننا مازلنا نفتقد الى قيادة منسجمة وموحدة.
ويبدو لي ان هذه هي قضيتنا المركزية، ان معظم المسلمين يشعرون ان بوسعهم فهم انفسهم ويفسرون الاسلام من دون الاهتمام بالتعاليم ونصائح الواعظين. لقد اصبنا بالعمي والصم امام الحقيقة.
وقال ان المسائل الدينية هي مسائل معقدة وان تفسير النصوص الدينية يجب ان تكون بعهدة الذين سخروا حياتهم للدراسة والبحث في هذا الخصوص. ان غرورنا وتكبرنا تجاه القرآن والاسلام هو الذي يؤدي الى ايجاد هذا الشقاق والهوة والفرقة.
واكد ان الطائفية والفرقة المذهبية هي على نقيض من التعاليم الاسلامية.
وعما يدور عن حديث حول الهوة بين الشيعة والسنة اعتبر الدكتور بارت ان ذلك سياسي اكثر منه عقائدي. وقال: اؤكد مرة اخرى بان ثمة اسلاما واحدا لا اكثر، لذلك فان جميع المسلمين اخوة.
واضاف ان المسلمين السنة وبسبب انعدام الانسجام الالهياتي لديهم مقارنة بالمسلمين الشيعة، يميلون اكثر الى هذه الهوة والفرقة والحرب الداخلية.
وتابع ان المسلمين السنة قدموا تفسيرا عن النصوص المقدسة تتيح المجال للتفسير الشخصي، في حين ان الاسلام الشيعي يركز على الحوزات العلمية والاشخاص البارزين.
“ان المسلمين الشيعة يفوضون امورهم دائما الى المتخصصين ويؤكدون على التقليد بدلا من التفسير. وكان لهذا دور في ايجاد تقليد ديني متين وساعد المجتمعات على التغلب على الاختلافات الثقافية عن طريق مجتمع ديني قوي. لكن هذه الوحدة غير موجودة في الاسلام السني”.
فعلى سبيل المثال ان غياب هذه الوحدة الدينية في تفسير القرآن الحديث ادى الى انفتاح الاسلام السني على القوى الشريرة، بمن فيهم السلفيون.
واكد ان السلفية حولت الاسلام الى عقيدة راديكالية ومتطرفة. ان الحركة السلفية فتحت الباب على الاضطراب في الرؤى الراديكالية والتفسيرات الراديكالية، ما ادى الى الاضرار بالعالم الاسلامي.
وعن سبب الاقبال المتزايد على الاسلام لاسيما وان المسلمين اضطروا لتغيير نمط حياتهم على الاقل من وجهة النظر الغربية قال الدكتور بارت ان عالمنا … الحضارة الغربية تفتقد الى البعد المعنوي بالمعنى الدقيق للكلمة. لقد تعلمت الجماهير بان نجاحاتها تقاس عن طريق قدراتها لاشباع رغباتها، بما في ذلك عن طريق الثروة والمال.
ان العالم الذي نعيش فيه قائم على تفضيل الحال على العالم ما بعد الموت، ان الجميع يعملون من اجل هذا العالم ولذاته.
ان الاسلام يقدم الفلاح، ويقدم الحرية الحقيقية، اي الطاعة التامة لله. والاهم من ذلك ان ثمة حقيقة حول الاسلام الذي يدعو الناس اليها. ان الاسلام يقدم للذين ينتمون اليه اكثر من التحرر، ما تحول الى محور حياتهم.
واكد ان اعتناق الاسلام يعد تجربة للتحرر. ان الاسلام يقدم الشفافية والشعور بالفضيلة الباطنية. اعتقد ان الكثير من شعوب العالم في طريقها للوصول الى هذه الحقيقة، انه ومن اجل الحياة، هناك ابعد واكثر من اللذات الجسدية.

المصدر”شفقنا”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*