التنجيم والكف والودع والفنجان .. حقائق مثيرة عن خرافات نفاها العلم ومازال يصدقها البسطاء

270

21-1-2014-S-28

   الفضول من طبيعة النفس البشرية، لذا أصبح الإيمان بعلوم التنجيم والتي تدعي التنبؤ بالغيب حاضرا بقوة في بعض المجتمعات، فالكل طواق لمعرفة هل سيعمل؟ هل سيتزوج؟ هل ..؟هل..؟ و ألف هل.

حتى مع إيمان البعض الآخر بكذب ما يقوله المنجمون بشأن ما يتعلق بالمستقبل فإنهم أيضا يجربونه من باب التسلية، لذا نجد هذا الإقبال على (علم الخرافات ) كما يسميه العلماء إقبالا واسعا، حتى أصبحت له ضروب و طرق شتى، جعلت جل الناس و بالأخص الجهلاء و الأميين و طبقة الفضوليين فريسة سهلة للدجالين و النصابين.

من الناحية العلمية يدحض العلم كل هذه الخرافات، كذلك الديانات السماوية تحرمها جملة و تفصيلا.. و الآن إليك قراءة في تاريخ و نشأة بعض هذه التقاليد..

التنجيـــم

وهي مجموعة معتقدات وتقاليد حول الأوضاع النسبية للأجرام السماوية وما يمكن أن توفره من معلومات حول الأمور الدنيوية، حيث يسمى من يعمل بالتنجيم بالمنجم، وخلال الألفية الثالثة ظهرت العديد من التقاليد و الطقوس التي تستخدم المفاهيم الفلكية..ابتكرها البابليون و الآشوريون وقاموا بنقلها إلى مناطق مختلفة كالهند و الصين.

حتى تم الخلط بينه و بين علم الفلك و لم يتم التمييز بينهما إلا بعد عصر النهضة، و عبر تاريخه الطويل تعرض التنجيم لكثير من التطورات و التغيرات، ومن تقاليد التنجيم الهامة بالنسبة للمنجمين التنجيم العربي و الفارسي، تنجيم مايا..

ومن تقاليده الخفية تنجيم كابلا ، ومن أشهر طرقه التنجيم بالأبراج و هو نظام يدعي البعض وضعه في منطقة البحر الأبض المتوسط وخاصة بمنطقة مصر الهلنستية خلال أواخر القرن الثاني أو أوائل القرن الأول قبل الميلاد ، و بالنسبة للعلماء فيعتبرون التنجيم من العلوم الزائفة و الخرافات.

قراءة الكف

إحدى الطرق الموجودة في التراث الشعبي لدى البعض و يقال أنها تمكنهم من التنبؤ بالمستقبل، ذلك عبر قراءة التعرجات و الخطوط على كف الإنسان ، عرفت هذه الممارسة منذ وقت قديما قد يعود إلى 3000 قبل الميلاد في بلاد الرافدين، الهند و الصين و بقيت تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل.

يعد أنجاويدا هو أقدم توثيق مكتوب يلقي الضوء على هذه الممارسة في الهند، كما عرفها اليونانيون و الرومان و أسموها (قحافة اليد)، و منذ القرن الرابع الميلادي حظرت الكنيسة قراءة الكف و كان كل من يخرق هذا الحظر يعتبر كافرا ، ومع توافد الغجر على أروبا في العصور الوسطى انتشرت طرق قراءة الكف بشكل كبير، و كذلك في عصر النهضة، و من وجهة نظر العلم هي مجرد خزعبلات و لا توجد أي أبحاث تثبت صحتها.

ضرب الودع

و يسمى في موريتانيا (قزانة الودع)، و هو نوع من التنجيم لمعرفة الطالع و أسباب بعض المشاكل، و في الغالب تقوم بها النساء، و يقوم بضرب أو تحريك الودع بشكل عشوائي يدعي من خلاله قراءة بعض الأمور و ليس فقط التنبؤ بالمستقبل..

ويعد الغجر هم أشهر من قام بضرب الودع ، و من الطريف أنه يشترط وضع بعض النقود ليتمكن من قراءة الطالع بصورة أوضح.

قراءة الفنجان

عادة تركية قديمة، مارسها الأترك قديما عند المعابد، إذ كانوا يقومون بشرب القهوة و ترك الفنجان للبابا لقراءة المستقبل، و بنظر المنجمون هناك طرقا و شروطا كي تكون القراءة صحيحة كما يدعون كأن تكون القهوة سادة و مضاف إليها بعض الروائح كالعنبر و حب الهال.

وأن يتنفس صاحبها شهيقا و زفيرا مع كل رشفة، و يرجع علماء النفس هذه الظاهرة إلى الكبت و الضغوط النفسية التي يعاني منها الشخص و عجزه عن حل مشكلاته بطرق علمية سليمة.

أوراق التاروت

مجموعة من الصور الرمزية يستخدمها العراف لقراءة حياة الشخص و مستقبله (كما يدعي )، اختلفت أصول تسميته إذ ينسبها البعض إلى كلمة توراة، و يرى آخرون أنها مركبة من كلمتين بالهروغليفية (تا) و (رو) و يقصد بها الطريق الملكي.

كما قيل أن أصلها هندوسية نسبة إلى Tara أم الآلهة الهندوسية، لم يعرف أحد كيف نشأت هذه الممارسة، إلى أن أنطوان كورت مؤلف كتاب ” العلم البدائي” يرى أن أول ظهور لهذه الأوراق كان في أرويا في منتصف القرن الرابع عشر.

و يرى البعض الآخر أنها ظهرت قبل ذلك بكثير على يد كهنة مصر الفرعونية ، ومنها انتقلت إلى عكا ( إحدى مدن فلسطين ) و من ثم انتشرت في أرويا عن طريق الغجر، و بالنسبة للعلم فهي ليست سوى خدع رخيصة لاستغلال الناس و الاستخفاف بعقولهم إذ لا يوجد أي أدلة أو براهين لإثبات صحة ما يقال.

الكرة البلورية

تعتبر من أشهر الأدوات التي يستخدمها العرافون للكشف عن الطالع إلى جانب المرايا السوداء و ماء البحيرة الراكد، و قد جاءت في القصص الشعبية كعلامة مميزة للسحرة و الأشرار، و يعتبر هؤلاء العرافون أن بلورة الكريستال أفضل تلك الأنواع إذ أنها تحتوي كما يزعمون على بعض الذبذبات..

بينما يرى آخرون أنه لا يهم معدن البلورة، و يرى علماء النفس أنها محض خرافة لا أكثر، و أن الأجواء التي يقوم بها العراف تنقله من حالة ذهنية إلى حالة ذهنية أخرى مختلفة عن حالة الوعي الكامل وما يراه من خيالات و صور ناتجة عن تأثير الإضاءة الخافتة و حالة الهدوء و التركيز.

الغد برس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*