العتبة العلوية المقدسة تقيم ندوة علمية بحثية لمناقشة تفاصيل مشروع توسعة وتطوير محيط الصحن الحيدري الشريف
النجف الاشرف – الحكمة : أقامت الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة جلستها العلمية التباحثية لعرض تفاصيل مشروع توسعة وتطوير محيط العتبة العلوية المقدسة ، بحضور عدد كبير من الشخصيات الدينية والعلمية والاجتماعية ونائب رئيس مجلس محافظة النجف وعدد من أعضاء المجلس .
وقد افتتح الجلسة العلمية البحثية عضو مجلس ادارة العتبة العلوية المقدسة المهندس عبد الصاحب شير علي مستعرضا عملية التوسعة في الصحن الحيدري الشريف ، مبينا الاسباب الضرورية الكامنة وراء تلك التوسعة المتمثلة في كثرة الزائرين القادمين الى العتبة المقدسة ، مع النشاطات الاخرى التي تقوم بها العتبة المقدسة باعتبارها تمثل مؤسسة كبيرة لها نشاطات وفعاليات مختلفة حيث بات من الضروري انشاء أماكن جديدة لإنجاز وتنفيذ تلك النشاطات والفعاليات .
بعد ذلك استعرض المهندس عبد الصاحب شير علي التاريخ القديم الخاص بتراث العتبة المقدسة خاصة والنجف الاشرف عامة ، مؤكدا على ضرورة تنفيذ عملية التوسعة من ناحية مع الحفاظ على التراث التاريخي لمدينة النجف الاشرف من ناحية أخرى وكذلك العمل على عدم التأثر الاقتصادي للمدينة المقدسة في حال المضي في مشروع التوسعة المزمع القيام به .
بعد ذلك تحدث الباحث الدكتور علي ناجي استاذ الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة الكوفة مستعرضا التحديات التي تواجه مشروع التوسعة في العتبة المقدسة ، كما استعرض مشروع التأهيل في محيط العتبة العلوية المقدسة آخذاً بنظر الاعتبار المحافظة على القيم الروحية وتحقيق الاحتياجات الوظيفية في العتبة المقدسة ، ثم أعطى شرحا وافيا عن تراث مدينة النجف الاشرف وضرورة الحفاظ عليه كونه تراثا اسلاميا وانسانيا على حد سواء .
وتحدث الدكتور علي ناجي وبصورة كاملة عن مشروع التوسعة في محيط الصحن العلوي الشريف مقدما شرحا تفصيليا عن منشآت ومرفقات المشروع وموضحا ذلك بالصور والرسوم التوضيحية .
وأكد نائب الامين العام للعتبة العلوية المقدسة المهندس زهير شربة في تصريح للمركز الاعلامي للعتبة المقدسة قبل انعقاد الجلسة البحثية العلمية ، قائلا” مشروع تطوير المنطقة المحيطة بالعتبة العلوية المقدسة يعتبر هاجساً وحلماً وهدفاً حتى يكون فعلا واقعا وحتى يتحول هذا الهاجس الى حقيقة حيث بدانا بالتخطيط وانطلقنا من نقطة الجهة الغربية التي تعتبر واقع الان ,وقد بدأ العمل بالمشروع منذ ثلاث سنوات ومن المؤمل الانتهاء منه خلال السنتين القادمتين لكن ما بقي هو المناطق الثلاثة الاخرى المحيطة بالعتبة العلوية المقدسة وهي مناطق تحتوي على أبنية تراثية ومناطق ذات قيمة تاريخية وأيضا فيها مصالح للناس كونها منطقة تجارية ، وما يتطلب منا ان نخطط لخلق البدائل وايضا للحفاظ على القيم التاريخية والتراثية والتعامل مع الفعالية من خلال حاجة الزائر ومتطلبات الزيارة وايضا وجود الاعداد الغفيرة المحتملة في السنوات القادمة من خلال تجارب السنوات السابقة ، وهذه المعايير وضعت نصب أعيننا وقدمت الى المصمم لكي ينطلق منها في وضع التصميم الاساس للمنطقة المحيطة بالعتبة العلوية المقدسة تطويرا وبناءً واستخداما مع الاخذ بنظر الاعتبار عامل الزمن باعتباره عامل ضاغط ولهذا نحتاج الى ان نبدأ بالطريقة الصحيحة وهو التخطيط والتصميم ومناقشة التصميم الذي يتم في هذه الندوة على ان نبدأ بمرحلة الاستملاكات والتي بدأناها والحقيقة اننا قد سبقنا الموضوع باعتبار ان هناك تصميم اساس للمدينة القديمة التي تم فيها تحديد 90 مترا مربعا من جهات العتبة الثلاث الاخرى كفضاء واستفدنا من هذا التصميم وبدأنا بالاستملاك وقطعنا شوطا كبيرا في هذا المجال خلال السنوات الثلاث الماضية ونأمل ان يتم الشوط خلال 2015 ويقر التصميم الحالي بعد اثرائه بالنقاشات والتخصيص المالي “.
و حول ما يعيق المشروع أكد نائب الامين العام للعتبة المقدسة بقوله” لا نستطيع ان نقول ان هناك معوقات بقدر الحاجة الى الآراء والى دراسات وتحضيرات وبإذن الله المشروع سائر على قدم وساق”.
من جانبه أشار الدكتور علي خضير حجي عضو مجلس ادارة العتبة العلوية المقدسة ” هذه الندوة توضح تفاصيل المشروع المقدم من قبل الاخوين المعماريين نديمي ومامقاني المستشارين الدوليين في جامعة بهشتي الايرانية وفق رؤية الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة والمشروع يتكون من خمسة صحون تتسع الى ستة ملايين زائر في الساعة الواحدة وهو مشروع ضخم يقوم على رؤية استراتيجية والعتبة المقدسة عقدت الندوة رغبة من الامانة العامة للاستئناس بآراء أفاضل الحوزة العلمية والمعماريين والاساتذة المتخصصين لتقديم الرؤية التكاملية لان المشروع يمتد لخمسة وعشرين سنة قادمة”.
وأضاف الدكتور علي خضير حجي” تصاميم مشروع التوسعة أخذت بنظر الاعتبار أهمية الحفاظ على المدرسة والمسجد وجميع المعالم التاريخية والاثرية المهمة ، والبيوتات التراثية والمكتبات وغيرها من الصروح التي تبرز تاريخ النجف الاشرف والمرقد العلوي الطاهر”.
هذا وقد تخللت الجلسة مداخلات من قبل الاساتذة والاكاديميين المختصين كالأستاذ الاول المتمرس الدكتور محمد حسين الصغير الذي استعرض تاريخ مدينة النجف الاشرف العلمي والثقافي والادبي والحوزوي والثوري وما مر على هذه المدينة المقدسة من حقب زمنية جعلت منها محط أنظار كونها مازالت تصدر العلم والعلماء .
ثم كانت هناك مداخلة المعماري الدكتور ساهر القيسي الذي تحدث عن النسيج الحضري للمدينة القديمة والشكل المحيط بالصحن الحيدري الشريف ، ثم كانت مداخلة المختص في تاريخ المرقد العلوي الطاهر ، الدكتور عبد الهادي الابراهيمي الذي اقترح ان تتضمن هذه التوسعة رمزية عقائدية من خلال احاطة المدينة القديمة بسور دائري فيه اثنا عشر باباً اضافة الى ترك معلم أثري لكل من الذكوات الثلاث ، ثم اختتمت الجلسة بمداخلة المعماري الدكتور حسن الخطيب في جامعة الكوفة والذي اقترح تدرّج للجدران من مدخل السوق الكبير وصولا الى الحرم الطاهر .
هذا وقد تضمنت الجلسة توزيع استبيان خاص بآراء الحاضرين من مختلف شرائح المجتمع النجفي الاكاديمي والاجتماعي والنخبوي حول آلية التوسعة الحالية و كيفية تطويرها بحسب آرائهم .