وثيقة البرتقال المسموم .. إشاعة أم إرهاب أم ارتجالية وجهل
تداول نشطاء التواصل الاجتماعي، كتابا مثيرا في موضوعه صادر من دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة في 2-8 -2015 ويشير الى كتاب لجهاز الامن الوطني ذي العدد 57 المؤرخ 20-1- 2015 المتضمن معلومات تفيد بحقن الفواكه، وتحديدا البرتقال بدم ملوث بمرض الكبد الفايروسي والايدز، ومستورد من الجمهورية الليبية.
ويتضمن الكتاب ايضا، الدعوة الى “سحب نماذج من المادة انفا من علاوي الجملة لبيع الفواكه والخضر في بغداد (علاوي جميلة – علوة الشعلة –علوة الرشيد)،وارسالها الى مختبر الصحة المركزي”.
وفي حين اعتبر اعلاميون ومراقبون للشأن العراقي، ان الخبر “غير دقيق”، وهو استنتاجات ارتجالية
على رغم الكتاب الرسمي الذي يؤكده، الا ان آخرين لم يستبعدوا ذلك.
وموضوعة الكتاب، دعا الكاتب عدنان طعمة الى القول، بان “العقل الطائفي للعربان والبدو يبتكر أساليبه القذرة والمدمرة لأبادتنا وقهرنا بزرع الامراض الفتاكة فينا”.
ويمضي طعمة في القول “اذا لم يتعاون المجتمع مع الحكومة والجهات ذات العلاقة فان مصيراً اسود ينتظرنا ,ومناشدتي للوطنيين الشرفاء ان يجتمعوا , وأن يلاحقوا المتورطين والذين تثبت ادانتهم في استيراد هذه الفواكه , فالارهاب والامن الصحي والامن المجتمعي لا يتحقق مالم تتظافر جهود الجميع , واذا اكتشفنا ثمة تقصير من أي جهة حكومية، فان للتيار الشعبي،ووسائل الاعلام دوره في الضغط وتصحيح الخطا”.
ودعا طعمة الى “تبصير الوعي العراقي العام من أي كوارث يصدرها العقل الطائفي للعربان والبدو”.
وفي حديثه ﻟ”المسلة”، قال الكاتب والمحلل السياسي جاسم الموسوي، ان “العراق يخوض حرب منذ أكثر من عقد وهي مفتوحه ضد شعبه وان كافة الوسائل الغير شريفة تستخدم ضده، ومنها البرتقال الليبي والذي تسيطر على ممرات تصديره مجموعات إرهابية هي جزء من الإرهاب الذي يجري بالعراق”.
واستطرد “احتمال الفعل المسبق لهذه الوسيلة أن تقف وراها تلك التنظيمات التي لها أذرع طويلة وبالتالي أن لم يكن في حساباتنا أن غاية الإرهاب الدخول إلى أجسادنا بكل الوسائل من أجل قتل أكبر عدد من العراقيين فإننا ستتلقى ضربات ومحاولات أخرى”.
لكن الكاتب والإعلامي العراقي احمد جبار غرب في حديثة ﻟ “المسلة” يرى ان “الخبر فيه نوعا من الارباك، فهناك مجمع في طربيل للسيطرة النوعية يفحص السلع الواردة”.
ويضيف “استيراد مواد من ليبيا غير معقول بسبب ما يجري في ليبيا من عمليات ارهابية وصراعات مسلحة، واذا كان المنشور صحيح، فعلى وزارة الصحة والبيئة والتجارة الزراعة، ان تقوم بنفير عام لان الامراض المذكورة ستبيد الشعب العراقي”.
وعلى صعيد وجهة نظر أصحاب الاختصاص، قال الطبيب محمد حسن المقيم في بلجيكا لـ”المسلة” أن “فيروس نقص المناعة لا ينتقل عبر الأكل أو الطعام، بل عبر الحقن والآلات الحادة غير المعقمة”.
الى ذلك فان الناشط المدني، عباس أبو رغيف، يجزم “بعدم صحة الخبر”، فيقول ان “مرض الكبد الوبائي متواجد لدينا وبكثره عالية، لعدة أسباب منها سوء المرافق الصحية، وافتقارها لأبسط الشروط الصحية، و الخضروات الملوثة، وسوء اكتشاف المرض مبكرا، وعدم توفر اللقاح الجيد،وهو يسمى في اللهجه العراقيه (ابو صفار)”.
يتابع طعمة “من وجهة نظري، فان هذا الخبر غير صحيح، او ان المنتج من بلد اخر”.
وأضاف “ﻻ تدعو اﻻرهابيين بالعراق يجعلونكم تكرهون الشعوب الأخرى”.
الى ذلك طلب الناشط المدني رافد المحمداوي ” من الجميع الحذر من اكل الحمضيات ودعوة وزارة الصحة الى الكشف عن صحة هذا الكتاب”.
لكن صدام العبيدي اعتبر “الكتاب مزور”، وانه “شغل فوتوشوب”.
المسلة