أولاد “عكاب” يعترفون بأعمال إرهابية وقتل للشيعة بحي العامل في بغداد
ردّد متظاهرون هتافات “الموت”، للمسلمين الشيعة في العراق، في أثناء تشييع الشيخ سويدان الذي اغتالته مجموعة مسلحة، الجمعة الماضي، في بغداد، لتذكّر هذه السلوكيات بمحاولات زرع الفتنة الطائفية والكراهية بين أبناء الطوائف العراقية.
وفي الوقت الذي استنكر فيه ناشطون، ومواطنون الهتافات الطائفية، فان مناصرين للتنظيمات الإرهابية، في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اصطفوا الى جانب مثيري الفتنة، داعين الى المزيد من اعمال القتل والتفجيرات بحق أبناء المكون الأكبر في العراق، وهو ما دعا اليه أحد الذين يظهرون في مقطع فيديو جرى تداوله وهو يطالب بـ”الثأر” ويقول باللهجة العامية “والله “لنملخهم مثل ما ملخناهم بحي العامل والله لمنلخ المليشيات (يعني الشيعة)”.
وكان تشييع الشيخ المغدور، تم بحضور نائب رئيس الجمهورية، صالح المطلك، إضافة الى نواب، ووزراء سنة.
وأظهر مقطع فيديو أحد المشيعين، وهو يتوعد الشيعة بالإبادة، فيما دعا ناشطون ومواطنون في تصريحات ﻟ”المسلة” الى “محاكمته لأنه اعترف امام الجمهور باشتراكه في عمليات قتل في حي العامل في بغداد”.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي علي مارد، ان هذه الهتافات “اعتراف مجاني علني قدّمه في لحظة غضب، احد المشيعين لجنازة الشيخ الجنابي، والذي يقر فيه على نفسه، وأفراد عشيرته بالمشاركة في قتل الشيعة في منطقة حي العامل”، داعيا الى محاكمته”.
وشهد حي العامل في بغداد، العام الماضي، اعمالًا إرهابية، بالمفخخات، وأعمال اغتيال، قامت بها عصابات مسلحة، تشير الدلائل الى ارتباطها بحواضن إرهابية.
وبحسب مارد، فان “غالبية الهجمات الإرهابية والانتحاريين واعمال القتل الطائفية التي تستهدف الشيعة في حي العامل تنطلق بالذات من منطقه تسمى (الجنابات) وتسكنها عشيرة هذا الذي قدم اعترافه على الهواء”.
وزاد في القول “تم تشييع مئات الضحايا الشيعة من سكان حي العامل، وقيّدت جميع الاعمال التي افضت الى ازهاق ارواحهم، ضد مجهول”.
واعتبر مارد، ان هذه الهتافات الطائفية المقيتة في اثناء التشييع، تؤشر على “الحواضن السنية للإرهاب داخل المناطق الشيعية”.
غير ان نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، قال الأحد، أن فيديو تشييع الشيخ قاسم سويدان الجنابي ونجله، الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي “مفبرك”.
وقال في تصريحات تابعتها “المسلة” إن “صوت الرجل في فيديو تشييع الشيخ الجنابي مفبرك، ولم يقل أحد المشيعين سنفعل بهم مثل ما فعلنا بحي العامل”، مشيرا إلى أن “هناك أطرافاً خارجية تحاول تأجيج الفتنة الطائفية في البلاد”.
ولفت المطلك إلى أنه أوعز بـ”إخراج من يطلقون الشعارات الطائفية من التشييع”.
واغتيل مساء الجمعة، الشيخ سويدان الجنابي أحد وجهاء عشيرة الجنابات بهجوم مسلح شمالي بغداد، فيما استنكر رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، العملية الإجرامية.
وقال الناشط نصير محمد ان ظهور رجل أثناء تشييع شيخ عشيرة الجنابي، وهو يهدد ويتوعد بارتكاب جرائم ضد الشيعة، ويطالب بالثأر،”محاولة لإشاعة الأكاذيب حول فصائل الحشد الشعبي”.
واعتبر نصير ان “هذه المحاولات مكشوفة”، الغرض منها “إيقاف تقدم الجيش والحشد نحو معاقل الإرهاب، بعدما قلب موازين المعركة لصالح العراق”.
واستهجن الكاتب محمد الموسوي، صدور مثل هذه التهديدات الطائفية بحضور نائب رئيس الوزراء معتبرا ان “الفيديو يقدم الدليل على اعترافات بجرائم قتل وارهاب وعلى القانون ان يتدخل فورا “.
وفي نطاق ردود الأفعال، اكدت مصادر مطلعة، الاحد، لـ”المسلة”، إن “رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبي رئيس الجمهورية اسامة النجيفي واياد علاوي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك علقوا أعمالهم في مناصبهم على خلفية اغتيال الشيخ قاسم الجنابي” كما علق 75 نائبا من تحالف القوى، وائتلاف الوطنية، عضويتهم في البرلمان، على خلفية اغتيال الشيخ الجنابي، ودعوا الرئاسات الثلاث لعقد اجتماع عاجل.
وأرجع المنسحبون، تعليق مشاركتهم في البرلمان والحكومة الى الدوافع السياسية التي تقف وراء اغتيال شيخ عشيرة الجنابات، فيما تصاعدت الدعوات الى استثمار الفرصة من قبل الحكومة، وتشكيل حكومة أغلبية سياسية.
ولم تكتف القوى السنية بالانسحاب، لكنها سعت الى خلط الأوراق من جديد باتهام فصائل الحشد الشعبي وراء الاغتيال، وأشار رئيس كتلة “تحالف القوى السنية” احمد المساري، ضمنًا في مؤتمر صحافي، الى مسؤولية فصائل الحشد الشعبي عن الاغتيال، ما يكرّر محاولات تشويه سمعة الحشد الشعبي، الذي يدافع عن اهل السنة ضد تنظيم داعش الإرهابي ويسعى الى تحرير كامل مدن الرمادي وصلاح الدين وكركوك من سطوة التنظيم الإرهابي.
المسلة