رحاب الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) متنفّس روحيّ ونفسيّ
عن الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاختة قال: قال لي أبو عبدالله الإمامُ الصادقُ(عليه السلام): (يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام) إنْ كان ماشياً كتب اللهُ له بكلّ خطوة حسنة، وحطَّ بها عنه سيئة، وإنْ كان راكباً كتب اللهُ له بكلِّ حافرٍ حسنة، وحطَّ عنه بها سيئة، حتى إذا صار بالحائر كتبه اللهُ من الصالحين، وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له: أنا رسول الله، ربّك يُقرئك السلام ويقول لك: استأنف فقد غُفِرَ لك ما مضى).
من منطلق الحديث الشريف تشهد مدينةُ كربلاء المقدّسة في هذه الأيّام توافداً مكثّفاً من قبل الزائرين من داخل وخارج العراق. فقد شهدت المحافظةُ تزامناً مع العطلة الربيعية دخول مئات آلاف الزائرين الراغبين بأداء زيارة مرقدَيْ شهيدَيْ الطفّ الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام). هذا الأمر أدّى أيضاً الى حصول حركة تبضّعٍ ونشاطٍ اقتصادي وفندقي في المدينة المقدسة.
وعَدّ الزائرون زيارتهم هذه متنفّساً روحيّاً ونفسيّاً لكلّ صاحب حاجةٍ وطلب، فضلاً عن أجرها وثوابها الذي لا يُعدّ ولا يحصى حتّى وكّل اللهُ ملائكةً لإحصاء هذا الفضل، وهم يأملون بفضل الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) أن يقضي الله حوائجهم، وما أحوج العراقيّون للدعاء في مثل هذه الأيام العصيبة والمريرة التي يمرّ بها بلدهم، حيث اجتمعت عليه قوى الشرّ والضلالة من كلّ حدبٍ وصوب من الدواعش ومن لفّ لفّهم يريدون النيل من هامته العالية، فها هم الزائرون يخاطبون إمامهم وأخاه(سلام الله عليهما) بلسان الحال أن يعُمَّ الأمنُ على العراق ويُدحَرَ الإرهاب والإرهابيّون وأن يجعل الله كيدهم في نحورهم ويثّبت أقدام أبناء القوّات الأمنية والحشد الشعبي ويشدّ عزيمتهم وإصرارهم بالاستمرار لتحرير كلّ شبر مغتَصَبٍ من أرض عراق المقدّسات.
وتُشير الإحصاءات والتقديرات أنّ ما يرد للعتبة المقدّسة في يومي الخميس والجمعة وليلتها يصل إلى ما يقرب من نصف مليون زائر كمعدّل أسبوعي خلال السنة، بلحاظ بعض أيام الخميس في العطلة الصيفية، والأعياد التي يزداد فيها العدد عن ذلك الرقم بكثير.
ويعمل منتسبو العتبتين المقدّستين في الأقسام الخدمية منهما وغيرها على تكثيف جهودهم وطاقاتهم لتوفير مستلزمات الراحة للزائرين، وهم يبذلون قصارى جهدهم بدءً من توفير عجلات النقل المتواجدة في القطوعات الخارجية لمدينة كربلاء وصولاً الى أصغر حلقةٍ داخل الصحن الشريف للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام).
شبكة الكفيل العالمية