الى متى يبقى شيعة باكستان فريسة لذئاب الوهابية ؟!

309

21-2-2014-S-20

    المجموعات التكفيرية الوهابية التي تنخر في المجتمع الباكستاني، جعلت من استهداف المسلمين الشيعة هدفا استرتيجيا لهم، حتى اعلن زعماؤهم صراحة عن نيتهم للقضاء على الشيعة في باكستان وبشكل كامل ، فخلال السنوات القليلة الماضية قُتل الآلاف من الشيعة في هجمات انتحارية و اغتيالات بالجملة ، الا ان الايام القليلة الماضية شهدت تصاعدا ملحوظا في هذه الهجمات الدموية ، حيث المئات من الشيعة الابرياء وهم يؤدون الصلاة في مساجدهم وحسينياتهم ، بين قتيل وجريح على يد الزمرالتكفيرية.

 لم یمر سوى اسبوعين على التفجير الانتحاري الارهابي الذي استهدف حسينية في مدينة شکاربور في ولاية السند وقتل فيها 61 شخصا و وجرح المئات من المسلمين الشيعة وهم يؤدون صلاة الجمعة ، وتحديدا في يوم 13 شباط / فبراير الحالي، ارتكب التكفيريون الوهابيون جريمة بشعة اخرى تمثلت بهجوم نفذته مجموعة من التكفيريين بالقنابل والاسلحة النارية على مسجد “الامامية” الواقع في حي حياة آباد في مدينة بيشاور شمال باكستان ، وقتلوا 22 مصليا واصابوا اكثر من 100 شخص بجروح ، وفي يوم الاربعاء 18 شباط / فبراير قُتل ثلاثة اشخاص وجرح العشرات في هجوم ارهابي تكفيري على حسينية في مدينة راوالبندي الباكستانية. امام هذه الابادة والمجازر التي ترتكبها الزمر التكفيرية من امثال طالبان وما تفرخ عنها من مجموعات تكفيرية ووحوش كاسرة متعطشة للدماء لا تفهم سوى لغة القوة ، لم يتبق للشيعة المسلمين ، وخاصة في المساجد والحسينيات التي تتعرض دائما لمثل هذه الهجمات الارهابية التكفيرية ، من وسيلة للدفاع الا ان تسلح نفسها ، امام عجز تام للشرطة وقوات الامن الباكستانية ، التي عادة ما ينحصر دورها في احصاء جثث الضحايا ونقلها الى المستشفيات القريبة!!.

 وامام هذه الجرائم تقدمت عوائل الضحايا والشيعة المسلمون في باكستان بعدد من المطالب الى الحكومة من اجل وقف هذه المجازر الوحشية ، ومن بين هذه المطالب تسليح المساجد والحسينيات ودور العبادة التابعة للشيعة في باكستان ، من اجل الدفاع عن النفس ازاء الهجمات الارهابية التكفيرية. ويبدو ان الفيديو الذي نُشر على موقع يوتيوب وسجله أحد المصلين لجميع تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبها التکفیریون الوهابیون من عناصر حركة طالبان باكستان ، في يوم الجمعة 13 شباط / فبراير الجاري في مسجد الامامية في مدينة بيشاور ، حيث يظهر في الفيلم مجموعة من التكفيريون وهم يلقون قنابل يدوية على المسجد قبل ان يطلقوا النار على المصلين الذين انبطحوا على الارض في جانب من المسجد ، دون ان تكون لهم القدرة على مواجهة التكفيريين المسلحين ، يبدو ان هذا الفيلم قد اقنع بعض المسؤولين بتلبية مطالب المسلمين الشيعة بتسليح هذه المراكز حتى لا يتحولوا هكذا وبسهولة لفريسة لذئاب الوهابيين ، كما بدى ذلك واضحا في الفيلم.

 الملفت ان الشخص الذي سجل الفيلم اظهر شجاعة عاليه عندما واصل التقاطه الفيلم رغم ان المسلحين كانوا يصوبون اسلحتهم صوبه ويطلقون النار على المجموعة التي كان بينهم ، حيث تظهر في الفيلم بقع كثيرة من الدماء تنتشر على اجساد الضحايا القريبة منه ، وهو مايؤكد ان هذا الشخص اراد ان يقدم دليلا مضرجا بالدماء على مظلومية الشيعة المسلمين ، ووحشية الذئاب الوهابية المفترسة ، وضرورة ان يتم تسليح هذه المساجد والحسينيات حتى لا تكون هكذا لقمة سائغة للوهابيين التكفيريين المجرمين المتخلفين.

 ويبدو ان وحشیة التکفیریین واصرارهم على قتل شیعة اهل البیت (ع) العزل فی باکستان ، واصرار الشيعة المسلمين على مطالبهم ، والافلام الحقيقية لهجمات هذه الوحوش على المصلين الابرياء العزل ، دفعت المسؤولين المحليين في ولاية السند الى اتخاذ قرار قد طال انتظاره منذ زمن طويل وهو السماح للمراكز الدينية الشيعية بالتسلح للدفاع عن نفسها امام هجمات التكفيريين ، حيث اعلن حاكم ولاية السند قائم علي شاه انه سيسمح لهذه المراكز بالتسلح للدفاع عن نفسها. ان القرار الذي اتخذه حاكم ولاية السند الباكستانية ، لن يرفع المسؤولية عن الجهات العسكرية والامنية والشرطة في حماية المراكز الدينية للمسلمين الشيعة ، الا انه يمكن ان يجعل التكفيريين يفكرون من الان وصاعدا لاكثر من مرة قبل ان ينفذوا جرائمهم الوحشية ، كما يبين هذا القرار كذب الدعاية التي كانت تروج لها من قبل الاعلام الوهابي الطائفي حول وجود نزاع طائفي في باكستان بين الشيعة والسنة ، بينما الحقيقة على الارض هو صراع من جانب واحد وهو الزمر التكفيرية التي اعلنت الحرب الظالمة على الشيعة المسلمين ، دون ان يواجه الشيعة هذه الهجمات الظالمة بالمثل ، لتناقض مثل هذا السلوك الاجرامي مع عقيدتهم الدينية ، بينما هذا السلوك الاجرامي ياتي متسقا مع عقيدة الوهابية ، التي تعتبر عقيدة كل الزمر التكفيرية في مشارق الارض ومغاربها.

بقلم: جمال كامل

المصدر: شفقنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*