برعاية مكتب المرجع الكبير السيد الحكيم (دام ظله): خمسة وثلاثون خطيبا يلتحقون بخريجي معهد الخطابة والتبليغ في دورته السادسة
502
شارك
النجف الأشرف- الحكمة: بمناسبة ولادة عقيلة الطالبيين زينب الكبرى عليها السلام، أقام معهد الخطابة والتبليغ الإسلامي, برعاية سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم(مد ظله)، حفل تخرج الدورة السادسة والبدء بالدورة السابعة التي ضمت كلا منهما اكثر من 35 خطيبا ومبلغا يتلقون على مدى عام كامل دروسا في العقائد وفن الإلقاء وطريقة إعداد المحاضرات وعلوم القرآن وأحكام تلاوته ودروسا في السيرة النبوية العطرة وسيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام فضلا عن المنهاج والدروس المعدة في التاريخ الإسلامي ومحاضرات في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي والتربوي وبما تقتضيه حاجة الخطيب والمبلغ. وأقيم حفل التخرج بمدرسة الإمام الحكيم (قدس سره الشريف) في النجف الأشرف وبحضور سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد علاء الدين الحكيم الذي دعا خلال كلمته الخطباء الخريجين والجدد على حد سواء إلى “تقوى الله تعالى، فإنها وصيته تعالى، ووصية الأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم) والأولياء، فإن المؤمن يحتاج إليها في جميع الأزمنة والأحوال، وفي جميع الأقوال والأفعال”. ودعا سماحته إلى ضرورة أن يتحلى الخطيب والمبلغ بالقدرة على الاستدلال من المصادر المعتبرة”، ومشددا على المبلغ بضرورة “الاهتمام بالتقوى والورع، والمحافظة عليهما في جميع أحواله وأفعاله، وشدة مراقبته لنفسه، وعدم إغفال هذا الجانب المهم في أموره، فضلا عن الإخلاص لله تعالى بحسن النية والاهتمام بنشر سيرة الرسول الأكرم وال بيته سلام الله عليهم وإيضاح ذلك للمؤمنين ومن خلال الاعتماد على كتب السيرة المعتبرة”. منبها سماحته إلى ضرورة أن “يعتمد المبلغ والخطيب الرجوع للأحاديث المعتبرة من مصادرها الموثوقة بالتحري عن الأدلة المتينة والبراهين القويمة دون الاعتماد على ما يناسب الرغبة أو الهوى. وشدد السيد الحكيم إن عمل المبلغ “عمل كبير وأمانة عظيمة يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل، وعدم إقحام الأمور التي لا يدركها أو ليست بدليل”. وأضاف السيد الحكيم بان “يكون المبلغ قدوة في مجتمعه بأداء الأمانة والصدق وحسن الجوار والحوار مع الآخرين ونشر ذلك في صفوف المؤمنين وحثهم على الروابط الاجتماعية التي يوصي بها ديننا الإسلامي بكيفية العلاقة الطيبة بين الزوج والزوجة والابن من والديه ومع جيرانه ومجتمعه من خلال الموعظة وبالرفق واللين”. وبين سماحته ” ان حركة الخطابة هي حركة تواصل بين المؤمنين وبين ما جرى على ال البيت ونشر ثقافتهم وإحياء ذكرهم وبيان ثقافتهم إلى الناس وإنها ليست وليدة الظروف الحالية وإنما هي من الأمور المتعارفة التي أمر بها الأئمة عليهم السلام “, مستشهدا سماحته بقول الإمام الصادق (ع) لفضيل : تجلسون وتحدثون ؟.. قال : نعم جعلت فداك!.. قال : إن تلك المجالس أحبّها فأحيوا أمرنا يا فضيل ، فرحم الله من أحيى أمرنا . يا فضيل !.. من ذَكَرنا أو ذُكِرنا عنده فخرج من عينه مثلُ جناح الذباب ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر. مضيفا أن “حركة الخطابة تجذرت في أعماق المؤمنين وثقافتهم وكيانهم وأصبح لها امتداد واسع في محيطهم وانه متوارث من تعاليم الأئمة سلام الله عليهم”. وأشار السيد الحكيم إن “المؤمنين حينما يجتمعون في مجالسهم يرومون الحصول على ثقافة أهل البيت ع ومن تراثهم الأصيل الذي يفترض من الخطيب التزود به من خلال ما وصل إلينا من مصادر معتبرة مثال ذلك الاعتماد على نهج البلاغة الذي يمثل دورة كاملة من المعلومات الدينية وفضل آل البيت عليهم السلام في الأخلاق وما جرى بين الإمام وأعدائه ،فهي ثروة علمية ومصدر تواصل للخطيب مع أتباع آل البيت، كما لابد من الإشارة إلى كتاب الكافي وما به من فصول وأخبار تتعلق بمقام آل البيت وما لديهم من علم ورثوه من الرسول(صلى الله عليه واله) وهو باب من أبواب الخطيب التي يجب أن يتعلم منها الخطيب والمبلغ”. مضيفا إن ” الخطابة باب واسع ويفترض بالخطيب ان يكون ملما بالمعرفة الدينية والتي هي محاطة بأمور مهمة يجب التثبت منها وان ينقل ذلك عن معرفة ودراية وان يبتعد عن الاجتهادات الشخصية وان يتحمل مسؤوليته أمام المستمع الذي يصغي للخطيب ويعتبر كل حديثه عبارة عن معلومات دينية، فعلى الخطيب أن يحذر من كل كلام يقوله وان يتثبت منه من خلال مصادر موثوقة ومعتبرة وان يتأنى كثيرا بنقل الأخبار التي يجب أن تكون بسند موثوق ومعتبر لدى المؤمنين لاسيما في الأحكام الشرعية التي يجب التثبت منها وان تكون مصادر موثوقة جدا”. واصفا عمل الخطيب بأنه من الأعمال العبادية التي باركها الله تعالى. من جانبه أشار المشرف العام على المعهد حجة الإسلام والمسلمين السيد علي الحكيم في كلمته إلى دور خطباء المنبر الحسيني في “نشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام في عقائدهم وأحكام دينهم وأخلاقهم “.
مشيرا إلى أهمية “إعداد المبلغين والخطباء إعدادا صحيحا لكي تؤتي ثمارها دون تزييف “.
منبها إلى توجيهات المرجعية الدينية بخصوص ذلك التي على ضوئها تم إنشاء معهد إعداد الخطباء والمبلغين وتحت رعاية مكتب سماحة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دامت بركاته،حيث دأب المعهد على إعداد الخطباء والمبلغين عبر دورات كثيرة نحتفل اليوم بتخرج الدورة السادسة منها وابتداء الدورة السابعة بإذن الله تعالى”. ولفت سماحته الى قيام المعهد بـ” توفير الأساتذة الأكفاء الذين يوجهون الخطيب توجيها عقائديا وفكريا, فضلا عن توفير كل ما يحتاجه الخطيب الناجح”, وقال “بحمد الله تعالى فقد آتت الدورات السابقة ثمارها فقد تم تخريج وإعداد مجموعة لا بأس بها من الخطباء الناجحين من تلك الدورات السابقة”. وأشاد سماحته بـ “دور المرجعية الدينية بدعم المعهد بكل ما تملكه من وسائل الدعم”, ومثمنا في الوقت ذاته “جهود الأساتذة لإنجاح عمل المعهد والوصول بطلبته إلى أحسن ما يمكن”. وفي نهاية الحفل وزعت على الخريجين هدايا ضمت مجموعة من الكتب التي يحتاجها الخطيب والمبلغ في مهام الخطابة والتبليغ.