إمام جمعة كربلاء: العدو يستهدف جهات الضعف فينا ويتسلل من خلالها لتفتيت وحدتنا وقوتنا

326

safi
على الدولة ان توجه عنايتها للذين يحافظون على البلد بدمائهم (موقع العتبة الحسينية)

الحكمة – متابعة: طالب ممثل المرجعية الدينية العليا الدولة أن توجه عنايتها للذين يحافظون على البلد بدمائهم وتوصل حقوقهم لهم كاملة وتهتم بعوائل الشهداء الذين فقدوا اعزتهم وابنائهم, كما رحب  بأي مساعدة تقدّم من إخوان وأصدقاء العراق في محاربة الإرهابيين، بشرط أن تحافظ على هوية البلاد واستقلاله، فيما دعا الجهات المختصة بضرورة الاهتمام والاعتماد على الكفاءات العراقية الذين حملوا شهادات عليا من دول متقدمة.

وتناول سماحة السيد احمد الصافي خطيب وإمام الجُمعة في كربلاء المقدسة في خُطبته الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 21جمادي الاول1436هـ الموافق 13/3/2015م تناول أمرين:

وقال السيد الصافي ما نصه في الأمر الاول: “نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه الانتصارات، ونشدّ على ايادي ابنائنا في القوات الامنية واخوتنا المتطوعين وعشائرنا الغيورة، الذين يقاتلون الجماعات الارهابية وهي صفحة بيضاء تضاف الى السجل المشرف الذي يتمتع به ابناء هذا البلد، ونود ان نشير الى مجموعة امور:

أ‌- ان تلاحم وتراص الصفوف بين مكونات الشعب العراقي العزيز له الأهمية الكبيرة في دحر الاعداء، ويضفي القوة والشجاعة والبسالة على المقاتلين، ليس في منطقة دون اخرى.. بل في جميع الاراضي المغتصبة لتطهيرها. ان العدو يستهدف جهات الضعف فينا، ويتسلل من خلالها لتفتيت وحدتنا وقوتنا..ان هذا التماسك لابد ان يبقى ويزداد حتى لا ندع أي فرصة ثانية للعدو.

ب‌- ان الجيش العراقي والاخوة المتطوعين انما يدافعون عن بلدهم العزيز، هذا البلد الحضاري الذي تجذرت فيه مجموعة حضارات، هذا البلد الذي سيكون كما كان منيعاً عن أي محاولة لتغيير هويته، وتدمير تراثه، وتزييف تاريخه. ان ابناءه البررة على طول التاريخ تحمّلوا ما تحمّلوا من اجل ان يبقى عزيزاً شامخاً مستقلا سيد نفسه، وقد أريقت ولا تزال على هذه الارض الطاهرة دماء زكية وغالية علينا جميعاً.. دفاعاً عن كرامتنا وعزتنا ومقدساتنا وهويتنا الثقافية التي نعتز بها ولا نرضى بها بدلا، ان ابناءنا الابطال في جبهات القتال – سددهم الله تعالى- يخوضون اليوم معركة مصيرية وغاية في الاهمية في الدفاع عن العراق في حاضره ومستقبله، ويسطرون تاريخ حقبة مهمة بدمائهم الطاهرة وهي أعزّ وأعظم ما لديهم لبذله في سبيل هذا الوطن. واننا نعتز بوطننا وبهويتنا وباستقلالنا وسيادتنا، وإذا كُنّا نرحب بأي مساعدة تقدّم لنا اليوم من إخواننا وأصدقائنا في محاربة الارهابيين ونشكرهم عليها؛ فإن ذلك لا يعني في حال من الاحوال بأنه يمكن ان نغضّ الطرف عن هويتنا واستقلالنا، ولا يمكن ان نكون جزءاً من أية تصورات خاطئة في اذهان بعض مسؤولين هنا او هناك.. اننا نكتب تاريخنا بدماء شهدائنا وجرحانا في المعارك التي نخوضها اليوم ضد الارهابيين وقد امتزجت دماء مكونات الشعب العراقي بجميع طوائفهم وقومياتهم. وأود ان أؤكد مرة اخرى على ضرورة حفظ هذا التاريخ الناصع من خلال التوثيق لكل جزئيات الاحداث خوفاً من التضييع او التبديل ومن حق الاجيال القادمة ان تتطلع على تاريخنا وأن تقرأه واضحاً وصادقاً كما قرأنا نحن تاريخ اسلافنا.

ج- ان هذه الانتصارات والبطولات للدفاع عن بلدنا تحتّم على الدولة ان تزيد الاهتمام والرعاية لجميع الاخوة المقاتلين وتبذل قصارى جهدها من اجل رفع مستوى الاداء والحفاظ على المتكسبات التي تحصل من خلال قنواتها ومؤسساتها..اذ لا زالت هناك حالات ليست بالقليلة في تأخر مستحقات الاخوة المقاتلين بأعذار ليس مقبولة.”

واضاف السيد الصافي في خطبته التي حضرتها وكالة نون الخبرية “على الدولة ان توجه عنايتها للذين يحافظون على البلد بدمائهم وتوصل حقوقهم لهم كاملة وتهتم بعوائل الشهداء الذين فقدوا اعزتهم وابنائهم. ان الامة التي تعطي شهداء هي امة سخيّة والامة التي تهتم بشهدائها هي امة اكثر سخاءً.. ان الشهيد فتح طريق الحريّة وعلى الاحرار ان يثمنّوا ذلك. على الدولة الموقّرة ان تسد احتياجات ابنائها ولا نغفل اخوتي هنا ان نشكر جميع الاجهزة الامنية والاخوة المتطوعين وكذلك الاعلام الحر النزيه الذي رافق كثيراً من جزئيات المعارك ونقلها بصورة موضوعية.

وفي الأمر الثاني قال ممثل المرجعية الدينية العليا: “لقد ذكرنا في اكثر من مناسبة ضرورة الاهتمام والاعتماد على الكفاءات العراقية وفي جميع الاختصاصات وفي نفس الوقت سعى كثير من الاخوة اصحاب الكفاءات الى المساهمة في بناء بلدهم خصوصا الاخوة الذين حملوا شهادات عليا من دول متقدمة في مجالهم حيث قدم الكثير منهم الى بلدهم لخدمته لكن واجهوا بعض المشاكل الحقيقية في مسالة مهمة هي مسألة معادلة الشهادة. اننا في الوقت الذي نركزّ على علميّة الاشياء، والتأكيد من الوثائق الدراسية والدرجات العلمية لكننا نود ان نوضّح التالي:

– ان بعض الإجراءات الادارية تكون اجراءات معقدة وروتينية بعيدة عن الواقع، وبالتالي تكون منفرّة ومبعدة لهذه الاختصاصات ان تعود لبلدها بل هي سياقات غير مناسبة، بالإضافة الى تعقيد اجراءات تنفيذها هو ما يؤدي الى خسارة البلد لأبنائه بسبب هذه الاجراءات، وهي مسألة خطيرة ولا ندري من المسؤول عنها! والغريب في الامر ان بعض الوزارات تستضيف هؤلاء الاخوة اصحاب الكفاءات كالأطباء مثلاً وتستفيد منهم لإلقاء بحوث عالية او استشارات معينة، ولكنها لا تسمح لهم بمزاولة المهنة لعدم معادلة الشهادة.. أفهل يعقل هذا؟!

اننا ندعو الجهات المختصة بذلك ان لا تعيد النظر بالتعليمات فحسب.. بل لابد ان تسعى جاهدة لجذبهم وتسهيل ذلك وتوفير كل الامكانات لهم من اجل ان يبنوا بلدهم مع اخوتهم ويعززوا التنمية في بلادنا التي ما احوجنا اليوم اليها”.

(وكالة نون)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*