ولادة الإمام المهدي .. ملامحه وصفاته (عليه السلام)

 أما ملامح الإمام المنتظر عليه السلام وصفاته، فكانت كملامح الأنبياء والأوصياء وصفاتهم، فكان نور الإمامة، وهيبة الأنبياء تعلوان على وجهه الشريف، وقد جاء وصفه في الروايات ما يلي:

– روى أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: “ليبعثن الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا، أجلى الجبهة يملأ الأرض عدلا، ويفيض المال فيضا”.

وكثير من أمثال هذا الحديث رواه الحفاظ من أهل السنة عن النبي صلى الله عليه وآله في ملامح حفيده الإمام المنتظر عليه السلام وصفاته.

– روى الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام بسنده عن آبائه، عن سيد العترة الطاهرة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال وهو على المنبر:

“يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان، أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مندح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، شامة على لون جلده، وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله”.

– ووصفه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مرة أخرى، فقال: “إنه أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أذيل الفخذين، أبلج الثنايا، بفخذه اليمنى شامة”.

والشيء المؤكد الذي نطقت به الأخبار التي أثرت عن النبي صلى الله عليه وآله وعن أئمة الهدى عليهم السلام أن الإمام المنتظر عليه السلام من أجمل الناس وجها وأحسنهم سمتا، قد أشرق وجهه بنور الإمامة، التي تحنو لها الجباه والوجوه، ووصفه الشاعر الملهم السيد حسن بقوله:

طلع الجمال بوجهه الوضاح وسرى النسيم بوجهه الفياح
رشأٌ كأن جبينه صبح بدا أو أنه نور لكل صباح
ناشدته أنت الهلال أجابني طوق الهلال يكون نقش وشاحي
لم أدر من لطف تكون جسمه أو أنه من عالم الأرواح
كتب الجمال على صحيفة خده طوفوا فهذي كعبة المرتاح
ماء الشباب بخده مترقرق كزجاجة ضمت على مصباح
قد قلت: لما أن تجلى وجهه سبحان ربي خالق الإصباح

شبهه بالنبي صلى الله عليه وآله:
قد أثرت عن النبي صلى الله عليه وآله، وعن أئمة الهدى عليهم السلام كوكبة من الأحاديث، وهي تعلن شبه الإمام المنتظر بجده رسول الله صلى الله عليه وآله، منها:

– روى عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله، أنه قال: “يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلقي يملأ الأرض قسطا وعدلا..”.

– روى حذيفة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: “لو لم يبق في الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، وخلقه خلقي، يكنى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقام، يرد الله به الدين، ويفتح له فتوحا، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا إله إلا الله”.

فقام إليه سلمان، فقال: يا رسول الله من أي ولدك هو؟ قال صلى الله عليه وآله: هو من ولد ابني هذا، وضرب بيده على الحسين”.

– روت عائشة، أن النبي صلى الله عليه وآله قال: “المهدي رجل من عترتي، يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي”.

– روى جابر بن عبد الله الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: “المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم، ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما”.

– روى الإمام جعفر الصادق عليه السلام، بسنده عن جده، رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: “المهدي من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا تكون له غيبة وحيرة، حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا”.

– روى الإمام جعفر الصادق عليه السلام بسنده عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: “القائم من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي وشمائله شمائلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب ربي عز وجل، من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني، ومن كذبه فقد كذبني، ومن صدقه فقد صدقني، إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره، الجاحدين بقولي في شأنه، والمضلين لأمتي عن طريقته، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.

– روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: “إلا أنه – أي المهدي – أشبه الناس خلفا وخلقا وحسنا برسول الله صلى الله عليه وآله”.