صحيفة فرنسية: أوساط جامعية ترفض مصادرة حق الطالبات المسلمات في ارتداء الحجاب

411

فرنسيون: من غير المقبول أن يتم إقصاء أفراد من المجتمع بسبب قطعة قماش
فرنسيون: من غير المقبول أن يتم إقصاء أفراد من المجتمع بسبب قطعة قماش

الحكمة – متابعة : نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية تقريراً في عددها الصادر السبت حول مسألة منع ارتداء الحجاب في الجامعة الفرنسية، وقالت إن الجدل الدائر في الأوساط السياسية والإعلامية حول هذا الموضوع، لا يعكس حقيقة مواقف الفرنسيين الذين لا يرون في ذلك مشكلة تستحق الجدال أصلاً.

وقالت الصحيفة إن مصادرة بعض السياسيين حق الطالبات المسلمات في ارتداء الحجاب، يعد مغالطة لا تعكس موقف الأوساط الجامعية التي ترى الأمر مسألة شخصية لا تشكل أي تهديد، رغم أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس في كانون الثاني/ يناير الماضي سببت بعض ردود الفعل المعزولة ضد الحجاب، الذي يُمنع ارتداؤه في المدارس والمعاهد الفرنسية العمومية منذ سنة 2004 ويُسمح به في التعليم الجامعي.

وذكرت الصحيفة حادثة في مدرسة المحاماة بباريس بعد أيام قليلة من هجوم بباريس، حيث فقد أستاذ القانون أعصابه بسبب ارتداء إحدى الطالبات الحجاب.

وأضافت الصحيفة أنه بعد أسابيع من الحادث الأول شهد الحرم الجامعي لإحدى الكليات في ضواحي باريس، حادثة اعتداء أستاذ مادة البنوك والتأمين على طالبة متحجبة، مما أدى لطرده من التدريس في تلك الجامعة.

ونقلت الصحيفة عن زميلته جوديت ماير التي تدرّس علوم الاتصال وصفها له بأنه أستاذ بديل لا يعمل لأكثر من ست ساعات في السنة، ولا يحظى بأي اهتمام، وتأكيدها أن الجدال الذي أثارته تلك الحادثة لا يعكس الواقع اليومي في الجامعة، حيث يمكن رؤية الحجاب في مدرجات قاعة المحاضرات جنباً إلى جنب مع أنماط اللباس الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن بعض الطلبة المستجوبين أن الفتيات المحجبات لا يمثلن أي مشكلة، وأنه من غير المقبول أن يتم إقصاء أفراد من المجتمع بسبب قطعة قماش، وتأكيدهم حق الجميع في إظهار معتقداتهم الدينية وآرائهم السياسية أمام العلن.

كما ذكرت الصحيفة أن فرنسوا جيرمني، رئيس جامعة سيرجي بنتواز، صرح بأن القدرة على التعبير بكل حرية داخل أسوار الجامعة هي في حد ذاتها مكسب غير قابل للنقاش، ومن دونه لا يمكن أن يصبح هؤلاء الشباب في المستقبل مواطنين متحضرين. كما أبدى انزعاجاً من الجدل الدائر في هذا الشأن، وصرح بأن جامعته تستقبل طالبات محجبات منذ سنوات دون أي مشكلات، لكنه رفض في الآن ذاته أن يقدم أرقاماً دقيقة، لأن إجراء الإحصائيات على أساس ديني ممنوع. وأضاف أن جامعته تقبل مختلف الناس كما هم، وتسمح لهم ببناء شخصية ناضجة ومستقلة.

وقالت الصحيفة إن الطبقة السياسية كثّفت من النقاش في هذا الموضوع خلال الأسابيع الأخيرة، سواء في الأوساط اليسارية أو اليمينية، حيث اقترح النائب المنتمي لحزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، إريك سيوتي، مشروع قانون يمنع ارتداء الحجاب في الجامعة، وقد سانده في ذلك زعيم حزبه، وهو الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، الذي دعا لتوسيع هذا الحظر ليشمل الجامعات على غرار المعاهد والمدارس، بدعوى الحاجة لتعميم هذا المنع لخلق تناسق بين القوانين المنظمة لمختلف المراحل التعليمية الفرنسية.

 (رأي اليوم)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*