الأمم المتحدة: السوريون ضحية لأسوأ أزمة إنسانية وهي وصمة عار على ضمير العالم
333
شارك
الحكمة – متابعة: أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الشعب السوري ضحية لأسوأ أزمة إنسانية في تاريخه، وهو لا يطالب بمجرد التعاطف بل بدعمنا.
وقال الأمين العام في كلمة خلال المؤتمر الثالث للدول المانحة لدعم الوضع الإنساني بسوريا الذي انطلق صباح الثلاثاء 31 مارس/آذار في الكويت “لدي شعور بالعار والغضب الشديد والإحباط من عجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب”.
وتابع أنه “سنة بعد سنة يشاهد العالم سوريا تتمزق، وقد قتل حتى الآن أكثر من 220 ألف سوري (…) وهناك 4 من 5 سوريين يعيشون في فقر وبؤس وحرمان، فيما فقدت البلاد مكتسبات أربعة عقود من التنمية البشرية، وتخطى مستوى البطالة 50%، وتراجع نمط الحياة بمقدار 20 عاما، وهو رقم كبير”.
واستطرد قائلا إن “اليوم ينوء الاستقرار الإقليمي تحت ثقل الأزمة السورية حيث أرغم نصف السكان من رجال ونساء وأطفال على مغادرة بلادهم، وأطفال سوريا يعانون، والأزمة ستخلق جيلا ضائعا بسبب دمار المدارس”.
وأشار بان كي مون إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا أيضا “البالغ عددهم 560 ألف شخص كانوا يتمتعون بالاكتفاء الذاتي، واليوم يعتمد 95% منهم على منظمة الأونروا”.
وأكد بان كي مون أن “العمل جار مع مجلس الأمن للوصول إلى النازحين الذين يعولون علينا”.
الصباح يعلن عن تخصيص نصف مليار دولار
من جهته، أكد أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، أن الأزمة السورية هي أكبر أزمة في تاريخ البشرية المعاصر، معلنا عن تخصيص بلاده 500 مليون دولار للشعب السوري.
وشدد الأمير في كلمة افتتاح المؤتمر على أنه ” يتعين على أعضاء مجلس الأمن الدائمين ترك مصالحهم الضيقة والاهتمام بحل الأزمة السورية”، منوها إلى أنها “تشكل تحديا للأمن الدولي بسبب انتشار المنظمات الإرهابية تنطلق منه لتنفيذ مخططاتها الدنيئة”.
واعتبر الصباح أن “المؤتمرين الأول والثاني حققا نجاحا كبيرا (…) وكلنا أمل في أن يسجل مؤتمركم هذا الاستجابة السخية لمواجهة الاحتياجات الملحة للأشقاء”.
وذكر أن الدراسات تشير إلى أن “أعداد القتلى من الأشقاء السوريين تجاوز 210 آلاف، كما شرد النزاع نحو 12 مليون شخص في الداخل والخارج في ظل ظروف قاسية وأوضاع معيشية مأساوية، كما حرمت الكارثة 2 مليون من الأطفال اللاجئين دون سن الـ18 من أبسط حقوقهم التعليمية والصحية الأمر الذي يهدد مستقبل جيل كامل ويجعله أمام مستقبل مظلم”.
وتابع أن “الاقتصاد السوري في حالة انهيار شبه كامل، إذ بلغت خسائره أكثر من 200 مليار دولار وارتفعت نسبة البطالة لتصل إلى 57 في المئة وانخفض متوسط الأعمار للشعب السوري الشقيق إلى 55 سنة، إضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر بشكل كبير، كما بلغ عدد اللاجئين السوريين في الخارج قرابة أربعة ملايين ليسجل السوريون أكبر مجتمع للاجئين في العالم”.
وأكد أمير الكويت أن “المخرج السياسي الشامل هو القائم على أساس بيان مؤتمر جنيف الأول لعام 2012 وهو الحل المناسب لإنهاء الصراع الدائر في سوريا الذي لن ينتصر فيه طرف على الآخر ولن تؤدي الصواريخ والقذائف إلا لمزيد من الدمار والهلاك”.
آموس: نتائج الأزمة الكارثية وصمة عار على ضمير العالم
بينما اعتبرت فاليري آموس، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والطوارئ ومنسقة الإغاثة أن المجتمع الدولي فشل في حل الأزمة السورية.
وقالت إن هناك 12 مليون سوري بحاجة للمساعدة، ونصف مليون لاجئ فلسطيني يعانون من العنف في سوريا.
ونوهت إلى أن “الحرب السورية تقضي على الأبرياء”، مشيرة إلى أن أكثر من 400 ألف يعيشون في مناطق محاصرة لا يمكن وصول المساعدات إليهم، وهناك مليونا طفل لا يذهبون إلى المدارس.
وقالت “إننا بحاجة إلى 8,4 مليار دولار لمساعدة السوريين”، مؤكدة أن “على المجتمع الدولي أن يلتزم بحل أزمة سوريا الإنسانية”.
هذا وحذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص للشؤون الإنسانية عبد الله المعتوق، من أن “الفشل في جمع هذه الأموال سيؤدي إلى كارثة إنسانية خطيرة ومخيفة”.
وقالت آموس إن “هناك تدميرا سريعا لمستقبل سوريا من خلال أطفالها ولا يمكن أن نقبل ذلك”.
واختتمت كلمتها بالقول: “لقد طالت الأزمة السورية ونتائجها الكارثية تشكل وصمة عار على ضمير العالم”.
سوريا بحاجة لأكثر من 8 مليارات دولار
وكان مدير مكتب التنسيق للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ينس لارك قد أعلن أن الكويت ستستضيف الثلاثاء المؤتمر الثالث للدول المانحة لدعم الوضع الإنساني بسوريا.
وحسب معلومات صادرة عن الأمم المتحدة الاثنين 30 مارس/آذار، تحتاج برامج وكالات مختلفة وإدارة الجمعيات العالمية تخصيص ما يقارب 8.5 مليار دولار لكن مدير مكتب التنسيق قال إن هذا المبلغ لا يعتبر هدفا في المؤتمر.
وتمكنت منظمات غير حكومية دولية ومن ضمنها كويتية من توفير مبلغ 500 مليون دولار قبل يوم من بدء المؤتمر.
وخصصت البلدان المانحة العام الماضي أكثر من 2.4 مليار دولار على شكل مساعدات إنسانية لللاجئين السوريين.