تكريتيون ينفضون غبار “الخلافة” متنفسين الصعداء: عائدون لمنازلنا وإن كانت مهدمة ..مصور

356

m-02-04-2015-09
العوائل التكريتية فرت بشكل شبه كامل نحول إقليم كردستان في أول أيام “الخلافة الإسلامية”

الحكمة – متابعات : بالقرب من قلعة أربيل الشهيرة وسط عاصمة إقليم كردستان العراق تجلس عوائل تكريتية تتنفس الصعداء بيوم مختلف صباح اليوم الخميس, قد يفتح لهم باب العودة مباشرة نحو مدينتهم التي سيطرت عليها “داعش” قبل تسعة أشهر.

العوائل التكريتية فرت بشكل شبه كامل نحول إقليم كردستان في أول أيام “الخلافة الإسلامية” التي زُعم نشأتها في مدينتهم ومدن مجاورة بينما فر آخرون نحو الشرقاط البلدة القريبة من تكريت.

شوارع تكريت فارغة بعد تحريريها تنتظر اهاليها
شوارع تكريت فارغة بعد تحريريها تنتظر أهاليها

 

ورغم الحياة المنفتحة على العالم في أربيل إلا أن الأشهر التسعة مرت على تلك العائلة بترقب شديد وحزن معه لما آلت إليه مدينتهم التي كان ساكنوها يعدون من المترفين نسبيا.

التكريتيون كانوا يسمحون للنساء بقيادة السيارة وكانت مطاعم المدينة التي فتحت قبل أحداث حزيران عامرة بسكان المدينة والوافدين وجامعتها كانت تزخر بالطلبة لكن اجتياح “داعش” حال دون قيامهم بمزاولة حياتهم الطبيعية.

يقول صكر التكريتي وهو رجل ستيني يجلس مع عائلته بالقرب من النافورة الشهيرة بأربيل “اليوم احس بالربيع في كردستان”.

“بعد تسعة أشهر في أربيل لم نذق طعم الفرح لا في العيدين ولا أي وقت إلا الآن” يردف التكريتي.

ويبرر ذلك بقرب العودة إلى تكريت, شعوره ليس الوحيد فكل شخص يحمل الأمل والفرح الظاهر في الوجوه.

وفي كركوك حيث يتواجد نازحون من تكريت بخيام أعدتها منظمات دولية تقول رسمية الحسن ابنة الثلاثين ربيعا “الخيمة لا تساوي المنزل حتى وإن كان مهدما”.

وتضيف ”، “سنبني بيتنا بالطين حتى وإن كان مهدما فنحن نعيش حياة أسوأ ما توصف بأنها تشيه حياة السابقين قبل 4000 عام”.

تكريت خالية في انتظار أجراس العودة

يقول مراسلون وشهود عيان إن المدينة خاليا تماما من السكان الذين فروا على شكل أفواج في كل مرة منذ الصيف الماضي.

وتبدو مبانيها على الأغلب جيدة باستثناء بعضها التي أحرقها تنظيم “داعش” يوم 11 من حزيران وما بعده، لكن أغلب المنازل لا تبدو عليها آثار الحرب.

أسواق مغلقة
أسواق مغلقة

تكريت مركز محافظة صلاح الدين (175 كلم شمال بغداد) مدينة متأخية بين السنة والشيعة من دون عمليات انتقام قد تحدث خصوصا أن البعض من سكانها اتهموا بأنهم شاركوا في مجزرة سبايكر.

وينفي السكان ذلك ويؤكدون أن تنظيم “داعش” هو من أقدم على إعدام 1700 جندي عراقي فروا من قاعدة سبايكر الجوية شمال المدينة ورمى بجثث الكثير منهم بمياه نهر دجلة، وهو الأمر الذي يثير الخلافات بين الأطراف في تكريت التي تعد أبرز معاقل السنة وقد يتسبب في إذكاء عنف بينهم وبين أهالي جنود القاعدة الشيعة، لكن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي وفي محاولة منه لإنهاء مشاعر العنف رفع العلم العراقي وسط المدينة وتجمع خلفه مقاتلون سنة وشيعة ومسؤولون وأكد على التأخي والتعاون لعودة النازحين.

تكريت بعد تحريرها
تكريت بعد تحريرها

يقول محمد علوان وهو طالب جامعي شاب فر من تكريت نحو سامراء ”إن العبادي دخل إلى قلوب التكريتيين وجميع العراقيين فهو أرسل رسالة وطنية من خلال رفع العلم العراقي وسط تكريت وأكد أن المدينة محررة بالكامل لكننا نطمح للعودة سريعا إلى حياتنا ومقاعدنا الدراسية وجلساتنا الشبابية”.

 حكومة صلاح الدين: المدينة محررة والعودة قاب قوسين أو أدنى

في بلدة العلم المجاورة لتكريت والتي كانت أول المناطق المحررة وسط المحافظة قبل أسبوعين تقريبا يقول رئيس لجنة الامن في مجلس صلاح الدين والذي ينحدر منها جاسم جبارة إن “تكريت باتت محررة بالكامل وهي مهيأة لاستقبال أبنائها”.

الجبارة الذي شارك في قتال متطرفي “داعش” لا ينفي وجود عبوات وبعض الجيوب التي يجري تطهيرها لكن ذلك بنظره لا يفسد في الود قضية فعاصمة المحافظة محررة كما يقول.

ويستطرد في حديث من مضيف قبيلته الذي دمره التنظيم عند الاجتياح إن “السكان يمكنهم العودة فور إنهاء بعض الاجراءات في الوقت القريب خلال هذا الشهر”.

ورغم خسارة العشرات من المقاتلين السنة والشيعة المنضوين بالحشد الشعبي (متطوعون موالون للحكومة) وكذلك لقوات الجيش والشرطة العراقية أرواحهم لكن ذلك لم يمنع ذويهم من الاحتفاء بتحرير تكريت بجهد عراقي مشترك اجتمع بعد غياب لسنوات اثر الصراعات السياسية التي عاشها العراق الجديد.

تكريت تحررت من دنس داعش
تكريت تحررت من دنس داعش

امية جبارة ايقونة الاحتفاء

ويرى مراسل “شفق نيوز” بعد جولة ببلدة العلم- التي تتبع إداريا لتكريت- الكثير من السكان الذين عادوا إلى منازلهم في الأيام الماضي بعد عملية تحريرها التي سبقت تكريت، إلا أن اغلب العائدين لازالوا يفتخرون بأن “ارضهم قد ولدت امية جبارة”.

وأمية هي مستشارة محافظ صلاح الدين لشؤون العائلة لكنها قتلت عندما كانت تقاوم تنظيم “داعش” الذي كان يحاول اقتحام العلم في حزيران وهو ما كان مختلفا في العراق حيث لم يشهد في الوقت الحالي أن تقاوم امرأة حاملة سلاح بي كي سي، لتتحول بعد ذلك إلى رمز للمقاومة وأيقونة الاحتفال بالنصر من خلال زيارة قبرها بشكل مستمر مما يفسح المجال لتحوله إلى “مزار الثورة” كما يقول الزائرون.

تكريت اليوم
تكريت اليوم

m-02-04-2015-10 m-02-04-2015-11 m-02-04-2015-12 m-02-04-2015-13

ك ح

تحقيق (شفق نيوز/ الصور من المتاح في صفحات التواصل الاجتماعي)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*