العتبة العباسية تكرم (500) من الأوائل على الجامعات والمعاهد العراقية
فراس الكرباسي
قامت العتبة العباسية المقدسة بتكريم الطلبة الأوائل على الجامعات والمعاهد العراقية للعام الدراسي 2011-2012 م وذلك في حفل بهيج أقيم بصحن العباس (عليه السلام)، ويأتي هذا البرنامج السنوي ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني الذي تتبناه العتبة العباسية المقدسة، ويقام هذا العام تحت شعار الإمام الحسين (عليه السلام) المهتدين وقبلة المتعلمين.
وقال الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي في كلمة له خلال الاحتفال الذي حضره مراسل وكالة نون الخبرية “بارك لكم هذا التفوق العلمي وأؤكد لكم أن العراق هو بلد العلماء والمبدعين والكفاءات، وبلد نتوسم به كل خير رغم كل الظروف والصعاب التي مر بها ويمر بها حالياً، فالكل فيه يشترك بخارطة طريق وهي احترام العلم والعلماء”.
وأوضح الصافي أن هذا الاحتفال جاء تثميناً للعلم وأن مجيئكم من جميع أنحاء العراق وبمختلف أطيافكم وانتماءاتكم جمعكم أمر واحد هو العلم والتميز والإبداع، فعلينا أن نشخص أمور أهمها تعزيز الثقة بالنفس وهذا لا يكون إلا بمحبة البلد وتجذيرها لإيجاد الحلول للمشاكل، لا لإيجاد المشاكل تلو المشاكل، فنحن مسؤولون عن هذا البلد كما كان مسؤولية أسلافنا، التميز يُعطي ويزيد من ثقة الإنسان ويجب أن لا يفت عضدكم ما تجدونه من مشاكل في المستقبل، فالمبدع مبدع في كل الظروف والأزمان”.
وبين الصافي “ربما سائل يسأل ما شأن العتبة العباسية المقدسة بالطلبة المتميزين وتكريمهم؟ فجوابنا يكون: أن العتبة المقدسة من صميم عملها الاهتمام بالعلم والعلماء ودعمهم، فهي أحد روافد ومناهل العلم، فهذا التكريم جاء من مكان مقدس مما يجعله دين وأمانة في أعناق هؤلاء الطلبة المٌكرمون وحافزاً لهم”.
وأكد الصافي “دور الدولة وبجميع مؤسساتها برعاية واحتضان أبنائها من المبدعين، والعمل على توفير وتهيئة كافة الظروف من أجل الإبداع بغض النظر عن الطبقة والانتماء، وهذا ما يسهم في تنمية وازدهار البلد، وعليها أن تستفيد من خبرات الكوادر العلمية والأكاديمية والعمل على بلورة طروحاتهم وأفكارهم وترجمتها على أرض الواقع وبما يخدم هذا البلد وعلو شأنه، فهو فيه طاقات يجب أن تستثمر بصورة جيدة ومثالية فهو منجم من مناجم العلم والمعرفة”.
وشكر عضو اللجنة التنسيقية للحفل الدكتور باسم العبدلي من جامعة بغداد العتبة العباسية على إقامتها هذا الحفل، كذلك الدور الذي تضطلع به من خلال رعايتها وإقامتها للعديد من الفعاليات والنشاطات الفكرية والثقافية، وتكريم العلم والعلماء وما انفتاحها على المؤسسات الأكاديمية في البلد وعملها على تنمية المواهب الطلابية والذي يتماشى مع روح العصر إلا دليل واضح لهذه الرؤى والأفكار التي تبنتها، فهو تكريم من نوع وطعم خاص كونه في مكان مقدس ومبارك يُعطي لهؤلاء الطلبة جرعة إضافية من الاجتهاد والمثابرة لخدمة هذا البلد.
وتخلل الحفل الذي شهد حضورًا كبيرًا ومميزًا لشخصيات دينية وثقافية وأكاديمية من داخل محافظة كربلاء المقدسة وخارجها، قصائد شعرية وأحاديث نبوية ولأهل البيت (عليهم السلام) تحث على العلم والتعلم وحب الوطن والمواطنة، ليختتم هذا الحفل بتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية للطلبة والذين عبروا عن سعادتهم وشكرهم لهذه الخطوة التي قامت بها العتبة العباسية المقدسة.