المرجع الحكيم: على المجتمع الدولي الوقوف بحزم بوجه الفكر التكفيري كوقفته أمام انتشار أسلحة الدمار الشامل
النجف الأشرف – الحكمة: دعا سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم(مدّ ظله), المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم بوجه الفكر التكفيري ومحاربته بكافة الطرق وتجفيف منابعه ومحاصرته كونه يهدد العالم بأجمعه وهو أشد خطورة من أسلحة الدمار الشامل التي اتحد المجتمع الدولي وبموقف حازم للحد منها .
جاء ذلك خلال استقبال سماحته ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش اليوم الاثنين الأول من رجب 1436 هـ 20/4/2015.
مشددا سماحته على ضرورة “عدم مجاملة حملة الأفكار التكفيرية والمتطرفة وذلك بالوقوف بحزم وبإجماع دولي مع الأمم المتحدة إزاء داعش والجهات الداعمة سواء أكانوا أفرادا أومراكز ثقافية أوقنوات إعلامية, بل حتى لو كانت دولا , ويبدو أن العالم غير مستعد لكي يقول لهذه الدول والقنوات كفوا عن مواقفكم المحرضة على العنف والذيح وتكفير الآخرين واستباحة دمائهم وسبي نسائهم وتدمير معاملهم ومصانعهم ومزارعهم لكونهم شيعة، لا بل مسحت هويتهم الشيعية التي أمدها أكثر من ألف عام”.
مضيفا سماحته “وصل الحال بداعش إلى تجنيد الأطفال الأبرياء لكي يجعلوا منهم مجرمين وقتلة وذباحين”, متسائلا سماحته “ماذا ينتظر العالم بعد كل ذلك، لماذا لا يبحث العالم عن جذور هذه الثقافة والداعمين لها؟”.
وأشار سماحته إلى أن “العراق يدخل إليه الأفغان والتوانسة والأفارقة ومن دول شتى، هل تساءل المجتمع الدولي وقادته من أين يأتي هؤلاء الى العراق؟ وكيف حصلوا على أسلحة وعجلات تناسب أرض وتضاريس العراق؟ الكل لا يتحدث عن ذلك فكيف دخلت هذه الاسلحة وكيف صنعت ومن هو الذي أوصلها ومن هو المسؤول عن الضحايا؟”.
ومن جانب آخر لفت سماحة المرجع الكبير إلى الدعوة المتكررة للمرجعية الدينية بأن يكون الحشد الشعبي تحت مضلة الحكومة، مشددا “يجب أن يكون ضمن المنظومة العسكرية للدولة”.
ومشيرا في الوقت ذاته أن “الحشد الشعبي منضبط بدرجة كبيرة وفق المعطيات العسكرية ووفق منهج الذبح الذي طال الشيعة في تلعفر وسهل نينوى وبادوش وطوخورماتو والقرى التركمانية وغيرها من القرى الشيعية التي استبيحت فيها الدماء والممتلكات وسبيت النساء كما سبيت الإيزديات، ومسخ الدواعش هوية هذه المدن الشيعية بتدمير المراقد والمزارات الشيعية التي يتجاوز عمرها أكثر من ألف عام، وأضحى مئات الآلاف منهم بدون هوية وبدون مأوى أو حتى معيل”.
وعرج سماحة المرجع الكبير على “مذبحة سبايكر ووقوف أبناء الحشد الشعبي على دكة الذبح صابرين محتسبين وملتزمين بأوامر المرجعية بعدم الثأر والانتقام, وبالحفاظ على الأرواح وممتلكات الناس”.
مستغربا سماحته من حملة الإعلام الغربي على الحشد الشعبي ، في الوقت الذي يعرف الجميع إن داعش دمر واستباح كل شيء فيما الحشد حرر المناطق، والإعلام الغربي مصر على موقفه، واصفا سماحته الاعلام الغربي بالمضلل .
من جهته قدم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش شرحا وافيا لسماحة المرجع الكبير السيد الحكيم (مدّ ظله) عن عمله والذي يتضمن قضية النازحين واهتمام الأمم المتحدة بذلك والتي ستعمل مع الحكومة العراقية والمجتمع الدولي من أجل توفير دعم أكبر للنازحين واحترام حقوقهم عند عودتهم الى منازلهم”، كما تحدث ممثل الأمين العام عن ضرورة أن تكون الحكومة هي المسيطرة على العمليات العسكرية والعمل الجاد من كل الجهات السياسية من أجل مصلحة العراق العليا.
وشكر كوبيتش سماحة المرجع على حفاوة الاستقبال وأنه جاء ليستمع لإرشادات وتوجيهات المرجعية والتي جسدت معنى الحكمة في مواقفها في قضايا العراق والمنطقة, مشيرا إلى وجود النازحين والمهجرين العراقيين والسوريين الذين يستوجب بذل جهود مضاعفة لعودتهم إلى منازلهم بغض النظر عن مذهبهم وقوميتهم.
ك ح/س ف