المرجعية العليا: السياسي الناجح هو الذي يجمع أبناء شعبه على محبة بلدهم والدفاع عنه ويبذل كل طاقاته من اجل إسعادهم وتحسين المستوى المعيشي لهم
335
شارك
كربلاء – الحكمة: دعت المرجعية الدينية العليا إلى النهوض بواقع البلد واستثمار ثرواته وتوفير الحياة الكريمة وتشريع القوانين معتبرة أن هذه الأمور هي من بعض مهام السياسيين بلا استثناء، وبينت أنه على الساسة أن يوحدوا الخطاب والرؤيا ويتراصوا في خندق واحد ويتجاوزا الخلافات البسيطة, مع التأكيد على أن من مهام السياسي الناجح هي أن يجمع أبناء شعبه على محبة بلدهم والدفاع عنه.. وأن يبذل كل طاقاته من اجل إسعاد شعبه وتحسين المستوى المعيشي لهم.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية اليوم الجمعة 5/رجب /1436هـ الموافق 24/4/2015 م ما نصه “إن المشهد الأمني الذي يمر به البلد والتحديات الكبيرة والجهد الذي بذلته القوات الأمنية والمتطوعون والعشائر الغيورة يستدعي من الإخوة الساسة أن يستفيدوا من ذلك من اجل تجاوز الأزمة فان الدماء عندما تمتزج من اجل غاية نبيلة ووطنية وأخلاقية ودينية ويشترك فيها جميع المكونات بل وتتهدد جميع المكونات”, مبينا “إن هذه الدماء لها حق على كل متصدٍ لخدمة هذا البلد إذ لا يوجد أثمن ما يقدم له من الدم”.
ودعا الصافي من خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف السياسيين أن يوحدوا الخطاب والرؤية ويتراصوا في خندق واحد ويتجاوزوا الخلافات البسيطة ويحاولوا أن ينفتحوا فيما بينهم ويتكاشفوا ويتحاوروا معززين ذلك بالثقة المتبادلة بعيداً عن سوء الظن والتشكيك بكل شئ.
مشيرا أنه ليس من المعقول أن يبقى البلد هكذا بين صراعات سياسية ومشاكل اقتصادية وتنموية وتأخر في اغلب العمليات الإصلاحية وبقاء التهديدات الأمنية على أبوابنا بل في داخل مدننا ونزوح عشرات الآلاف من العوائل في أكثر من مدينة.. ولعل أي مراقب للأحداث ولأحداث العراق سيحمل المسؤولين السياسيين جميعاً ما يحدث فيه فرغم كل التأثيرات الخارجية القريبة أو البعيدة أو الداخلية تبقى المسؤولية على عاتق الساسة العراقيين فهم الذين يمكن أن يشخصوا ما ينفع البلد أو يضره”
وتابع السيد احمد الصافي في خطبته التي حضرتها وكالة نون الخبرية “إن السياسي الناجح هو الذي يجمع أبناء شعبه على محبة بلدهم والدفاع عنه.. إن السياسي الناجح هو الذي يبذل كل طاقاته من اجل إسعاد شعبه وتحسين المستوى المعيشي لهم.. إن السياسي الناجح هو الذي يحافظ على هوية بلده ولا يميز بين أبنائه ويتعامل مع المشاكل بروح المسؤولية والأبوة “.
ونوه ممثل المرجع السيستاني إننا نؤمن بقدرة المسؤولين على تجاوز الأزمة لمعرفتنا ببلدنا وطاقاتنا ونؤمن بشجاعة أبناء هذا البلد الذين لهم تاريخ مشرف في الحفاظ على حياضه سواء في الماضي أم الحاضر الذي نعيشه ونؤمن بكرم أبنائه إزاء المشاكل الإنسانية التي يواجهها البعض،مبينا إننا عندما ندعو الناس لمساعدة بعضهم البعض في المشاكل التي تحتاج إلى دعم كدعم النازحين مثلاً فهو من باب التأكيد إذ أن كرم أبناء شعبنا محرز والاهتمام ببعضهم أمر مفروغ عنه, وكم لهذا الشعب الكريم من وقفات فالاندفاع العفوي لمساعدة بعضهم مع غض النظر عن خلفيتهم المذهبية أو الدينية أو العرقية أو القومية أمر يستدعي الإكبار والإجلال..وعندما ندعو المسؤولين السياسيين فان هناك مسؤولية تقع على عاتقهم هي اكبر من ذلك فإن امن البلاد والعباد والنهوض بواقع البلد واستثمار ثرواته وطاقاته وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه وتوفير أجواء المودة والمحبة وحل المشاكل بالحوار البنّاء والسعي للحفاظ على وحدة البلد وتوحيد صفوف أبنائه وعدم الانشغال بالمسائل الجانبية وإذكاء روح المواطنة بين أبنائه وتشريع القوانين اللازمة ومراقبة تنفيذها وغير ذلك فإن هذا من بعض مهام السياسيين بلا استثناء”
وأضاف “ان الساسة مسؤولون مسؤولية مباشرة عن خروج العراق من هذه الأزمة ولا يعفى احد منهم من ذلك.. نرجو الله تعالى أن يتكاتف الإخوة ويوحدوا رؤيتهم ويسعوا دائماً من اجل النهوض بهذا البلد للخروج من هذه الأزمات”