الحكمة – متابعة: العمل من المنزل، وتحديد ساعات العمل التي تناسبك، والرد على المكالمات الهاتفية وأنت ترتدي البيجاما، يبدو ذلك حلماً للكثيرين. لكن الواقع قد يكون أقل جاذبية مما نتوقع.
فخسارة الروابط الاجتماعية الموجودة في بيئة العمل، وسلبيات عدم جاهزية المكان بالشكل الكامل في بيتك، تجعل العمل من المنزل مصدراً لفقدان صوابك إن لم تكن لديك خطة مناسبة لذلك. والمسألة الجوهرية هنا هي أن تبقى قادراً على الإنتاج.
هذا الموضوع ناقشه عدد من المستخدمين المؤثرين على موقع “لينكد-إن” في الأيام القليلة الماضية. إليكم ما قاله اثنان منهم.
جستن سيلي، كاتب في موقع ليندا دوت كوم
انتقل سيلي من العمل اليومي المنتظم إلى العمل من المنزل للمرة الأولى العام الماضي، ولم يكن ذلك سهلاً، كما كتب في مقال له على الموقع بعنوان: كيف تعمل من البيت دون أن تصاب بالجنون.
يقول سيلي: “الانتقال لم يكن سهلاً، وانطوى على كثير من الأخطاء، ولكن مع شعوري بالاستقرار الآن، تمكنت من ترتيب أموري بشكل لا بأس به للعمل عن بعد”. ومن الأفكار الثماني التي أوردها في ذلك المقال مايلي.
بالإضافة إلى بيئة العمل الجديدة، انتقل سيلي إلى مكان يختلف في التوقيت عن مكان زملائه، وهو ما ألقى بأعباء تتعلق بترتيب وقته ليتناسب مع أوقات العمل في المقر الرئيسي للشركة.
يقول سيلي: “المشكلة التي واجهتها هي أن علي أن أعمل لساعات إضافية تزيد عن عدد ساعات الدوام الرسمية لأكون متاحاً لزملائي، لكن لا يمكن الاستمرار على هذا النحو. ولذا اقتنعت بأنه إذا كان علي أن أعمل جنباً إلى جنب مع زملائي، فعلي أن أعدل برنامج عملي وساعات البدء والانتهاء من العمل”.
لقد وضع سيلي لنفسه وقتاً محدداً ليفصل العمل عن البيت، وذلك بترك غرفة المكتب والعودة إلى البيت في ساعات محددة.
ضرورة أخرى تتمثل في وجود وقت مخصص للعمل. ومما كتبه في هذا السياق: “لا تحاول أن تقوم بعملك وأنت مستلق في الفراش، أو جالس على الأريكة، وعليك أن تجد مكاناً هادئاً في منزلك يمكنك العمل فيه، وتقوم بترتيبه ليكون بيئة مناسبة للعمل فقط، ولا يستعمل لأي شيء سواه”.
أضاف: “وتذكر أنك لا تسافر الآن للوصول للعمل، ومن هنا عليك أن تعود دماغك على الانتقال من غرفة النوم إلى مكان العمل داخل البيت تماما كما تعودت أن تنتقل من البيت إلى مقر عملك. ومن خلال تحديد تلك المساحة للعمل فقط، فأنت تخبر دماغك عندما تدخل تلك المساحة أنه حان وقت العمل”.
وماذا عن العمل وأنت ترتدي البيجاما طوال اليوم؟ كتب سيلي: “أتصرف في كل يوم وكأنني سأذهب إلى العمل الآن. أغتسل، وأحلق لحيتي، وأرتدي ملابسي الرسمية، تماماً كما كنت سأفعل لو أنني لا أعمل عن بعد. ستندهش كم سيجعلك ذلك تشعر أنك طبيعي، وكم سيعود ذهنك على الإحساس بالمسئولية”.
أن تبقى على اتصال بمن حولك أيضاً مسألة مهمة. وهنا كتب سيلي: “التفاعل الإنساني أمر مهم لنا على مستوى اللاوعي، وعدم الاستجابة لهذه الحاجة يترتب عليه آثار سلبية على أسلوب حياتك الجديد في البيت، فاحرص على عقد اجتماعات مع زملائك في العمل، سواء كانت مخططة مسبقاً أو مرتجلة”.
ويضيف: “تأكد في هذه الاجتماعات من أنك تناقش أمور العمل، لكن لا بأس أن تضمنها أحياناً بعض المحادثات الجانبية”.
ويتابع: “التواصل والمشاهدة بالصوت والصورة هو أهم شيء في العمل عن بعد، وبدونه ستفشل بالتأكيد. إن لم يكن التواصل عن طريق الفيديو كونفرنس متاحاً، فلا بأس من استعمال الطريقة القديمة، أي التواصل بالهاتف”.
ليسا تشيلفرز، مديرة في مؤسسة أثينا بيزنيس سولوشنز
“يوم الأحد (العطلة) هو يوم الراحة، إنه مناسبة عظيمة للاسترخاء والخروج مع الأصدقاء، والتخفف من قيود العمل ومتطلباته.” هذا ما كتبته تشيلفرز في مقالها الذي جاء بعنوان: لماذا يمكن أن يكون الأحد أكثر الأيام إنتاجية؟ وقد يكون العكس.
وتضيف تشيلفرز: “نصف ساعة من وقتك في هذا اليوم يمكن أن يجعل أسبوعك القادم واحداً من أكثر الأسابيع إنتاجية. ففي الغالب، نجلس صباح يوم الاثنين، أي في بداية الأسبوع، ونقول في أنفسنا: حسناً، ما الذي يجب أن أفعله اليوم؟ ثم نمضي النصف ساعة التالية مترددين لا ندري ما الذي سنبدأ به. لهذا، فإننا وبحلول الوقت الذي نبدأ فيه إنتاجنا، يكون الصباح قد انقضى. ثم ننهض صباح اليوم التالي ونبدأ العملية ذاتها من جديد”.
ولتجنب هذه الدائرة المفرغة التي تضعف الإنتاجية، تقترح تشيلفرز الاستفادة من يوم الأحد، أو اليوم الذي يسبق بداية أسبوع العمل لديك، بطريقة أكثر فعالية.
وفي هذا السياق كتبت تشيلفرز: “لماذا لا تقضي نصف ساعة في المساء في التخطيط لما ستفعله طوال الأسبوع. أولاً: راجع المواعيد التي حددتها، وخصص وقتاً قبل كل اجتماع للتحضير. ثم حدد وقتاً آخر للقيام بالأمور الروتينية، مثل تصفح البريد الإكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي”.
وتضيف: “وبعد أن تفرغ من جدولة كل هذا العمل، قم بمراجعة كم من الوقت تبقى من كل يوم، ثم ارسم خطة لما ستقوم به خلال تلك الأوقات المتبقية”.
وبتخطيطك للوقت في عطلة نهاية الأسبوع، كما تقول تشيلفرز، “ستشعر بالسعادة الغامرة عندما تراجع جدول المواعيد الذي وضعته، وترى أنك أنهيت كل ما خططت للقيام به في كل يوم من أيام الأسبوع”.